مع تجدد المواجهات العسكرية بين طرفي النزاع في محافظة مأرب شرقي اليمن التي تحتضن ما يقارب 2 مليون نازح ونازحة، يزداد تفاقم الأوضاع الإنسانية الصعبة للنازحين حيث يهدد الصراع حياة مئات الآلاف من النساء والأطفال بالتشرد مجدداً.
شهدت مأرب خلال الأسابيع الأخيرة نزوح أكثر من 10,000 شخص من صرواح أو إلى داخلها، إذ ينزح العديد من الأفراد للمرة الثالثة أو أكثر، وهم يتحركون من موقع نزوح إلى آخر بحسب المتحدثة باسم المنظمة الدولية للهجرة في اليمن أوليفيا هيدن.
أضافت هيدن في تصريحات لـ”منصتي 30″: “هناك أزمة نزوح في مأرب، وهي أزمة داخل أزمة أخرى، قدرات المنظمات الإنسانية الموجودة على الأرض والدعم المحلي مستنزفان بشكل يتعدى القدرة على الاستجابة للوضع، وفي الوقت نفسه، ينزح العديد من الأشخاص إلى موقع واحد والاحتياجات مرتفعة بشكل كبير”.
وزادت “يصل معظم النازحين إلى مواقع نزوح مزدحمة في مدينة مأرب أو في المناطق المحيطة بها أو يعيشون فيها، وهي مواقع نزوح فيها وصول محدود إلى الخدمات الأساسية. كما أدت موجات النزوح الأخيرة من منطقة صرواح إلى تفاقم أزمة النزوح وزادت من احتياج النازحين الجدد والنازحين الذين يعيشون حالة نزوح مطولة للدعم. وبينما يكافح العاملون الإنسانيون لتلبية احتياجات الأفراد النازحين، هناك احتياج للمزيد من الموارد والقدرات للمساعدة في تخفيف المعاناة في مأرب”.
وحول الآثار المترتبة جراء التصعيد العسكري الأخير على النازحين في مأرب تقول هيدُن إن “أي تصاعد في القتال يتسبب في النزوح، يفاقم الأزمة في مأرب، وشهدت الأسابيع الأخيرة نزوح أكثر من 10,000 شخص من صرواح أو إلى داخلها، ينزح العديد من الأفراد للمرة الثالثة أو أكثر، وهم يتحركون من موقع نزوح إلى آخر”.
وأشارت إلى أن بعض العائلات استطاعت أن تأخذ مأواها معها، بينما البعض الآخر لم يحالفه الحظ في ذلك، يعيش معظم النازحين بسبب التصعيد في الاقتتال في صرواح في ظروف معيشية سيئة للغاية، وغالباً ما تتشارك أسر متعددة في مأوى أو خيمة واحدة صغيرة. ما تزال العائلات النازحة، لا سيما في صرواح، تشعر بالقلق على سلامتها، خاصة بالنظر إلى القتال الدائر في المناطق القريبة منهم.
وفي ردها حول تدخلات المنظمة الدولية للهجرة تجاه النازحين في مأرب في ظل تصاعد القتال فيها، تؤكد هيدُن بأن المنظمة تقدم حُزمة من المساعدات الإنسانية للأفراد النازحين داخلياً وللمهاجرين من القرن الأفريقي الذين تقطعت بهم السبل والمجتمعات المحلية التي تستضيفهم.
وأضافت “المساعدة المقدمة تتضمن تقديم الرعاية الصحية والوصول إلى المياه النظيفة وخدمات الصرف الصحي والدعم بإدارة المخيمات وتنسيق أنشطتها وخدمات الحماية والدعم بالمأوى وغيرها من الأنشطة الأخرى المُنقذة للحياة. على سبيل المثال، تدير المنظمة الدولية للهجرة عيادة صحية في مخيم الجفينة، وهو أكبر موقع نزوح في اليمن، ويكون عادة المصدر الوحيد للوصول إلى الرعاية الصحية للنازحين الذين يعيشون في ذلك المخيم”.
وزادت “منذ أن أسست المنظمة الدولية للهجرة مكتبها في مأرب، تمكنت المنظمة من الوصول بالمساعدات إلى مئات الآلاف من الأشخاص الضعفاء الذين يحتاجونها بشكل عاجل”.
وتحتضن محافظة مأرب ما يقارب 315434 أسرة نازحة عدد الذكور منهم 402434 عدد الإناث 429368، عدد الأولاد 535743 عدد الفتيات 535743 أي أن متوسط عدد أفراد الأسرة النازحة 6 أفراد واجمالي عدد النازحين حتى مطلع العام الجاري هو 1931187 نازح ونازحة بحسب إحصائيات الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين.
وشهدت المدينة النفطية خلال العام 2020 نزوح ما يقارب 180 ألف مواطن بحسب المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، أغلبهم من مناطق محافظة الجوف المجاورة.
وفي إحاطته أمام مجلس الأمن يوم 16 آذار/مارس 2021م قال المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن السيد مارتن غريفيث أن النزاع في اليمن في تدهور مأساوي، وما زال هجوم أنصار الله على محافظة مأرب مستمراً، الأمر الذي يعرّض المدنيين للخطر، بمن فيهم ما يقدّر بنحو مليون نازح.
وتسببت الحرب التي تشهدها البلاد منذ 6 أعوام في تشريد ما يقارب 3.6 مليون نازح ونازحة إذ تشهد اليمن أسوأ أزمة إنسانية في العالم بحسب منظمات الأمم المتحدة، وسط حاجة 24 مليون يمني للمساعدات الإنسانية أي ما يقارب 80 بالمائة من إجمالي عدد السكان الكلي.
السؤال الذي يطرح نفسة هل المنظمات الدولية تقوم بمهمة انسانية فعلا ام انها تستثمر موضوع الحرب التي تشنها المليشيات على محافظة مأرب هل فعلا هم مهتمين بما يتعرض له النازحون في مارب ما هو دور المنظمات في الضغط على المجتمع الدولي للتدخل ووضع حد لهذه المعاناه