نسيم العديني أعمال إنسانية
article comment count is: 5

«نسيم العديني» .. 15 عاماً من الأعمال الإنسانية!

ليس سهلاً أن تختار طريقك من البداية وتستمر فيه بنسق تصاعدي ملموس، الهِمّة الأولى، الهدف الأول، النشاط الأول، كل هذا ما زال عالقاً في الذهن، حتى أنه أصبح دافعاً نبيلاً يعزز من قيمة الأعمال والتدخلات التي باتت أكثر وأكبر خلال السنوات الثمان الماضية.

منذ عام 2008، عندما كانت طالبة في الثانوية العامة أرادت نسيم العديني أن تحدد مسارها بأعمال إنسانية في حدود محيطها؛ لتبني عليه مشوارها الذي لم يتوقّف إلى اليوم، وتنظر إليه كخارطة طريق عليها أن تكمل تنفيذه، مهما كانت الصعوبات التي تواجهها، وإن فقدت في سبيل ذلك صديقتها الأقرب، وتعرضت لحملات تشويه، ولمحاولات اعتداء.

بداية المشوار

المسار الذي بدأته نسيم العديني منذ نعومة أظافرها، أرادت له أن يكبر ويكون أكثر توسعاً، بأنشطة وأعمال جديدة، وكانت الحرب التي اندلعت في تعز مطلع عام 2015 سبباً كافياً لتتخذ قرارها بالاستقرار الدائم في المدينة، ومنها دشنت مبادرة شبابية رفقة زميلتها رهام البدر وأسامة سلّام ونور الدين البعداني ومؤمن سعيد وجميعهم قضوا نحبهم خلال الحرب الدائرة منذ ثمانية أعوام.

كان المشروع الأبرز بالنسبة لها هو مشروع إفطار الصائم الذي دشنته عام 2016، ولكن بصورة مختلفة، وبعيداً عن أي اعتبارات أخرى فإنها معية زملائها كانوا يجهزون مائدة الإفطار بشارع جمال وسط مدينة تعز والمارة هم المستفيدون، فكان غالبية المستفيدين ممن تعثر وصولهم إلى منازلهم، أو القادمين من القرى وليس لهم مكان يذهبون إليه، أو ممن لا يستطيعون توفير وجبة إفطارهم، يضاف إلى ذلك حالة الحرب التي كانت تتسيّد الوضع في المدينة.

في عام 2020 ومع منع التجمعات بسبب انتشار فيروس كورونا تغيّرت فكرة المشروع لتتحول إلى توزيع وجبات يومية على الأسر المحاصرة التي تعيش في خطوط المواجهة الأولى وهي الأشد فقراً بالنظر إلى ما يعيشونه كما تقول العديني، وتضيف لمنصتي 30: “يختلف استهدافنا اليومي وفقاً لما نحصل عليه من الداعمين، لكن المتوسط يصل إلى 100 أسرة”.

نسيم العديني

بعد ذلك توسعت أنشطة نسيم لتشمل التمكين الأسري، تحديداً النساء، وبدأ بشراء مكائن خياطة، وتدريب المستفيدات، حتى أن العديد منهن اعتمدن على ذلك في إعالة أسرهن وتوفير احتياجاتهن اليومية.

تتحدث نسيم عن بداياتها بكثير من الفخر، حيث واجهت صعوبات الحرب التي كانت تقيّد تحركاتها ومع ذلك حاولت الوصول إلى المتضررين ومدت يد العون لهم بما أمكن وبحسب ما وصلها من الداعمين والداعمات غير آبهة بما قد يحصل لها، حتى إنها تعرضت لحملة تشويه غير مبررة باعتبارها ناشطة إنسانية ولكنها تجاوزتها وأصبحت أكثر قوة وإصراراً للاستمرار والوصول إلى ما تريد. تقول العديني: “ما تعرضتُ له من أذى يهون من أجل ما أراه في ملامح وعيون الذين أصل إليهم”.

تدخلات نوعية

تنظر نسيم العديني إلى ما قامت به حتى عام 2020 بأنه تدخل فوري لإعانة المتضررين من الحرب على تجاوز معاناتهم اليومية، ومساعدتهم لتوفير احتياج يعني لهم الكثير وسط الظروف التي هم فيها، لكن ما تقوم به اليوم اختلف كلياً عن سابقه، وإن كانت لديها أعمال ومشاريع شبيهة بتلك التي نفذتها في الأعوام الأولى لنشاط مبادرتها.

تعمل العديني على مشاريع تصفها بأنها ذات آثار بعيدة المدى على مستوى الفرد والمجتمع كتعليم الأطفال في مخيمات النازحين حيث تم إنشاء خيمتين تعليميتين في مخيم الشراجة بمديرية جبل حبشي غربي تعز، وإعادة تأهيل ستة آبار في مديريات جبل حبشي والمعافر ومقبنة، إضافة لترميم وتجهيز 15 منزلاً للأيتام بمديريتي المظفر والقاهرة بمدينة تعز، وكفالة 65 طفلاً يتيماً في مديريات المظفر والقاهرة والتعزية والشمايتين، كذلك كفالة 32 طالباً وطالبة جامعية بمديريتي المظفر والقاهرة، وتقديم الأدوية للمصابين بأمراض مزمنة في مخيمي الرحبة بمديرية جبل حبشي ونازحين في مديرية صالة لنحو 105 مستفيدين، كل ذلك بدعم من متبرعين، تقول العديني: “نحاول من خلاله تخفيف وطأة الحرب على المجتمع”.

يلقى عمل العديني تقديراً كبيراً من قبل المجتمع المدني في تعز، من بينهم عبدالحكيم مغلس، وهو ناشط إعلامي، يصف ما تقوم به العديني بالمختلف، ويضيف: “إنها سبّاقة للوصول إلى المحتاجين والمعدمين في المناطق المتضررة التي لا يستطيع أحد الوصول إليها، وهذا ما ميزها وأعطى لما تقدّمه قيمة ملموسة”.

 

هل وجدت هذه المادة مفيدة؟

اترك تعليقاً

أحدث التعليقات (5)

  1. نسيم العديني ناشطة متفانية ومخلصة قدمت الكثير من الجهود لمناصرة القضايا الانسانية واغاثة المحتاجين

  2. الاستاذه نسيم العديني تعتبر مصباح منير في ظلمه الليل فهي لها بصمات رائعه في مدينة تعز منذ أن بدأ ظلام الحرب واحداث 2011 والكل يشهد بهذا أعمالها خيريه لا علاقه لها بمسميات سياسيه كما يفعل اغلب الذين يدعون بأنهم فاعلين خير تحت غطاء احزاب سياسيه هوجاء لذلك أنا كشاب ناشط لاحظت اعمال الاستاذه نسيم العديني ووجدت أنها إنسانة تستحق الاحترام والتقدير بسبب أعمالها الخيريه التي تقوم بها لوجه الله ومن باب الإنسانية بعيداً عن مسميات أخرى