الصراع النزوح الوساطة دور النساء الاغاثة السلام
article comment count is: 1

النساء في حضرة السلام المحلي.. إشراق المذحجي أنموذج!

في خضم الصراع المستمر الذي تشهده مدينة تعز منذ عشر سنوات، ومع تصاعد موجات النزوح وتزايد المعاناة، لعبت العديد من النساء أدوارًا عدة خارجة عن المألوف في مجال حفظ السلام، والوساطة المجتمعية، برزت إشراق المذحجي في مديرية القاهرة، وسط مدينة تعز كناشطة مجتمعية منذ العام 2016. استطاعت من خلال جهودها في خدمة سكان المنطقة ترك بصمة لا تمحى.

أبرز الجهود التي تقوم بها إشراق، إصلاح وتأهيل شبكة مياه في منطقة عقبة مفرح بحي الجمهوري، في مديرية القاهرة، بعد توقف دام لسنوات تعود إلى ما قبل الحرب، بحسب حديث إشراق.

وأوضحت المذحجي وهي رئيسة اللجنة المجتمعية في منطقة عقبة مفرح، في حديثها لـ”منصتي 30” أن سكان المنطقة كانوا يعانون من انقطاع المياه منذ سنوات عديدة، وعلى الرغم من مناشداتها المتكررة للسلطة المحلية ومدير مؤسسة المياه لإصلاح المواسير وصيانتها، إلا أن مناشداتها قوبلت بالصمت والتجاهل.

وتضيف: “لم استسلم حينها، حصلت على دعم من قبل أقاربي، وجمعت التكاليف اللازمة لإصلاح وصيانة المواسير، والمستلزمات الأخرى، بما في ذلك شراء حباسات، وبفضل الله تمكنت وبمساعدة بعض شباب المنطقة من إعادة المياه إلى الحي، وإعادة الأمل لسكانه”.

لم يتوقف دور المذحجي عند هذا الحد، عملت كناشطة مجتمعية على تقديم الخدمات والدعم للأسر المتضررة من الحرب والأشد فقرًا، كان أبرز هذه الجهود إصلاح وتأهيل مشروع مياه منطقة عقبة مفرح، “هو إنجاز شعرت من خلاله بمسؤولياتي تجاه المجتمع رغم المصاعب التي واجهتها” تقول.

إلى جانب نشاطها المجتمعي والخيري، تعمل المذحجي أيضًا في المجال الحقوقي، حيث لها إسهامات عدة. أبرزها إقامة ندوات توعوية مع عقال الحارات واللجان المجتمعية حول مخاطر وتأثير المخدرات على المجتمع ككل وخاصة فئة الشباب، والإسهام في مكافحة ظاهرة المخدرات، مؤكدةً أن “الشباب هم أساس المجتمع ولابد أن نوليهم كل اهتمامنا وتركيزنا، خاصة مع الأوضاع الصعبة التي يعيشونها في ظل الحرب”.

جهود ذاتية

لم يقتصر جهود الناشطة إشراق المذحجي على الجانب المجتمعي فحسب، فعلى الصعيد الأسري عملت كوسيطة محلية لحل النزاعات الأسرية.

وتضيف المذحجي بضيق “أن تكون وسيط في خلاف ليس أمر سهل، خاصة مع تعنت الأطراف المتخاصمة، التي كنت أصل معها أحيانًا حد الإحباط، لكنني غالبًا ما كنت أصل لحل وأنهي المشكلة وديًا”.

لم يقف دورها عند ذلك، قدمت العديد من المبادرات في خدمة المجتمع بجهود ذاتية وشخصية، منها دعم مرضى السرطان في مركز الأمل لعلاج الأورام، ورعاية الجرحى الذين ساهمت في متابعة قضاياهم نتيجة الإهمال الذي عانوا منه في بعض المستشفيات، بالإضافة إلى مساهمتها في تقديم السلل الغذائية لبعض الأسر المحتاجة سنويًا، كما ساهمت المذحجي في حل خلافات حصة الغاز، ومنع إطلاق النار في الحي، وتوزيع كسوة العيد على المحتاجين.

ورغم الظروف الصعبة التي واجهت إشراق، كنازحة حرب من منطقة كلابة شرق محافظة تعز إلى منطقة عقبة مفرح بحي الجمهوري، والتحديات التي واجهتها آنذاك، إلا أنها لم تقف مكتوفة الأيدي، بل بذلت جهودًا كبيرة لخدمة المجتمع، لتثبت من خلال ذلك أن المرأة قادرة على إحداث تغيير إيجابي حتى في أصعب الظروف.

أثر مجتمعي

فيما تؤكد شهادات سكان المنطقة أثر الجهود الإنسانية التي حققتها الناشطة إشراق في المنطقة، في هذا السياق يقول فؤاد اليوسفي لـ”منصتي 30“، وهو مدير قسم شرطة المنطقة سابقاً، أن الناشطة إشراق كانت شعلة في المنطقة، سخرت كل ما لديها في خدمة سكان المنطقة، وعملت على إصلاح شبكة مشروع المياه المتوقفة عن العمل منذ مدة كبيرة وبجهود شخصية منها، وهذا إنجاز عجز عن فعله الرجال منذ سنوات.

هذا الاجماع المجتمعي يعكس حجم الأثر الإنساني الذي حققته الناشطة إشراق المذحجي، حيث تؤكد أم يوسف وهي تحكي بامتنان لـ”منصتي 30” أحد سكان الحي، أن إشراق كانت لها سند ولولاها بعد عناية الله، لم تكن تعرف ماذا سيكون مصير ولدها، الذي أصيب بغيبوبة لمدة طويلة بأحد المستشفيات.

وتضيف: “كنت حينها عاجزة عن دفع تكاليف المشفى، فوجئت بقدوم إشراق ودفعت كافة التكاليف، وساعدتني في البحث عن داعمين وفاعلين خير، ولم تقصر معي”.

تواصل أم يوسف حديثها بنبرة حادة “ما بنسي وقوف إشراق معي، ستظل دعواتنا ترافقها بكل خطوة تخطيها إن شاء الله”.

تحديات وطموحات

تطمح إشراق إلى إحداث أثر إيجابي في خدمة المجتمع، حيث تقول: “أطمح أن تكون هناك مؤسسة أو منظمة ما، تقدم  لتحقيق أهداف تُسهم في خدمة الناس والمجتمع بشكل أكثر فاعلية”.

أما عن التحديات التي واجهتها، تقول المذحجي: “لم أواجه تحديات بالمعنى العام، إنما تواجهني مشاكل أثناء عملي على حل النزاعات بين الأطراف المتخاصمة، تتمثل في العناد المتأصل في بعض الأطراف المتخاصمة أثناء سعيي لحل المشكلة وديًا”، لافتةً إلى أن هذه المشكلة ما زالت تُعرقل جهودها في كل قضية تحاول حلها.

وتشير الأبحاث الاجتماعية التي تدرس واقع المرأة اليمنية على مدار سنوات الحرب في البلاد، إلى تنامي أعداد اليمنيات العاملات في المجال الإنساني ومجالات أخرى، حيث اقتحمن سوق العمل نتيجة إفرازات الحرب وتداعياته على المجتمع، الذي تسبب في إفقار الغالبية بعد تدهور الأجور والغلاء والتضخم؛ وعجز الرجال بمفردهم عن تأمين الاحتياجات الأساسية لأسرهم.

اترك تعليقاً

أحدث التعليقات (1)

  1. كلماتي وتعبيري واحرفي تعجز عن جهود تلك الانسانه العظيمه التي تمتلك القيم الاخلاقيه الرفيعه وضميرها الحي ومبداءها الشريف وانسانيتها الصادقه والتي ان دلت على شيئ فإنماتدل على حبها لوطنها انسانه بحجم وطن رحمة وانسانيه متمسكة بشرف المهنه العظيم وبصماتها الميدانيه سر نجاحها وفقها الله وحفظها الله