تلعب الواسطة دوراً في حصول الكثيرين على وظيفة في اليمن، وفقاً لنتائج استبيان منصتي 30 (ساحة شباب اليمن سابقا) عن البطالة، ورغم أن هذا الدور إيجابي من وجهة نظر الشخص الذي حصل على الوظيفة عبر الوسيط، إلا أنه يعتبر في مرات أخرى دور سلبي لدى آخرين، كانوا يشعرون أنهم الأحق بهذه الوظيفة التي كانوا يحلمون بها، أو يملكونها فعلياً بين أيديهم، وفقدوها نتيجة ذهابها لآخرين عبر الواسطة.
فيما يلي بعض القصص التي شاركها عدد من زوار ساحة شباب اليمن:
- “أعلنت إحدى المؤسسات الحكومية عن فرص عمل شاغرة، وقدمت الملف التعريفي ومؤهلاتي والسندات اللازمة لذلك، وخضعت للمفاضلة، واجتزتها، وإذا بي أتفاجأ بأن اسمي سقط فجأة واستبدل بشخص آخر أعرفه حقاً، والمضحك المبكي بأن هذا الشخص لم يتقدم إطلاقاً، ولكن صعد السلم من الأعلى وحصل على ما كنت سأحصل عليه، كل هذا حدث بحجة أنه ينتمي إلى منطقة ما وإلى أسرة ما”.
- “أنا أعمل في مكتب الشؤون القانونية منذ العام 2005، وبعدها جاء وقت التوظيف، ورغم أني أول من دخل المكتب، قام المدير فجأة بتوظيف شقيقه بدلاً عني، وكنت أعمل متعاقداً معه، بعدها ذهبت إلى مواصلة التعليم الجامعي، وعملت في الإدارة المحلية، وبقيت ثلاث سنوات، وبعدها تم توظيف غيري من قبل المحافظ”.
- “إلى الأن، ما يربو عن 13 سنة وما زلت مقدماً (طلب توظيف) في الخدمة المدنية، وأنتظر قيد التوظيف، ولكن لا جدوى من ذلك، مع إن اسمي منذ عشر سنوات هو الثاني في ترتيب التوظيف في الخدمة المدنية، وقد حصل الكثير من ذوي الوساطات والوجاهات والمال على وظائف مع عدم مراعات الأقدمية أو الأفضلية العلمية حيث حصلت على الترتيب الثاني على دفعتي عام 2006م ورغم مواصلتي للتعليم العالي وحصولي على الماجستير والتحاقي ببرنامج الدكتوراه في السياحة والآثار وعلى وشك الحصول على الدرجة إلا أني ما زلت عاطلاً عن العمل”.
- “بعد التخرج قدمت في إحدى المدارس الأهلية لتدريس مادة رياضيات فيها، وتم قبولي .. لكن مدير المدرسة كان لديه شخص آخر، خريج ثانوية، هو ابن خاله.. فاستبعدني ووظفه”.
- “تقدمت للحصول على وظيفة في صحيفة الجمهورية الحكومية مع مجموعة من الزملاء، وبسبب عدم اللجوء للوساطة من قبلي نظراً لعدم إيماني بهذه الوسائل الرخيصة فقدت فرصة وظيفية كنت الأجدر بالحصول عليها، كون من أخذها يفتقر للمؤهل الجامعي وليس لديه خبرة مهنية في العمل الصحفي بما يوازي خبرتي، وتم اختياره فقط كونه مقرب من رئيس مجلس الإدارة فكانت الوظيفة من نصيبه”.
- “حصل وأن تقدمت لإحدى الوظائف، وتم قبولي لأتفاجأ في اليوم التالي برسالة اعتذار من مدير الموارد البشرية في الشركة يبلغني فيها أنهم قد عدلوا عن القرار دون ذكر أسباب، واكتشفت فيما بعد أنه قد تقرر توظيف أحد أقرباء أمين الصندوق في نفس الشركة”.
- “رحت لكذا بنك يوجد فيه قطاع خاص لعميلات البنك وتعمل فيه نساء فقط، قدمت بالبنك لأن الوظيفة كانت شروطها تنطبق علي، وأتفاجأ بإحدى الموظفات تخبرني بأن الموظفة المطلوبة موجود وجاهزة للتعيين، وما يحصل من مقابلات وظيفية للأخريات ما هو إلا إجراء روتيني لا غير، وتلك الموظفة التي اختيرت وعينت ماهي إلا بنت أخت نائب مدير البنك”.
- “قبل سنة ونصف تقدمت إلى عمل إداري في إحدى المؤسسات، وأجروا معي مقابلة كانت إيجابية، وتم قبولي، وتبقى عليّ إحضار ضمانة خلال أسبوعين، لكن قبل انقضاء الأسبوعين تفاجأت بأن الوظيفة ذهبت إلى شخص آخر لأنه من نفس بلاد المدير (من القرية). عندما عدت إلى المدير قال عني إنني تأخرت، وإنهم كانوا يحتاجون موظفاً بشكل سريع، واكتشفت بعدها أن صاحب البلاد بدأ العمل قبل إحضار الضمانة على أن يحضرها لاحقاً”.
- “كنت أعمل وأستلم راتباً جيداً، وطبعا كان العمل بوساطة، ولأنه مع قبائل يتطلب متابعة الوساطة باستمرار، لكن وساطتي قتل في قضية ثأر، وجاء شخص آخر وأخذ وظيفتي لأن وساطته أقوى وأنا أصبحت يتيم الوساطة”.
- “في 2013 كنت أعمل data entry في شركة للأبحاث التسويقية ولكن أتى أقارب المدير للعمل في الشركة فتم استبدالنا بهم حيث عرض عليّ النزول الميداني ولكني رفضت مع بقيه الزملاء وغادرنا”.
- “هناك منظمة مجتمع مدني افتتحت في مدينتنا.. وقدمت ملفي وسيرتي الذاتية إليها علما بأن خبرتي تتجاوز 5 سنوات في العمل المدني .. وأحد الشروط أن تكون الموظفة غير منقبة.. ولم أحصل على الوظيفة وهذا الشرط ينطبق علي.. بل حصلت فتاة أخرى منقبة على الوظيفة .. وبعد فترة من الوقت.. وصلت بعض الوظائف على المنظمة ذاتها.. ولم يتصلوا بي.. بل تم توظيف شقيقتين لموظفتين في المنظمة بها بالرغم من أنهما ليستا من المدينة.. وهذا يحرمني ويحرم أبناء المنطقة من الاستفادة من الوظائف في مدينتنا”.
هل وجدت هذه المادة مفيدة؟