انعدام الاستقرار السياسي والأمني في اليمن وهذا ليس خيالياً، فالمواطن اليمني قد يفقد حياته أو يصاب بإعاقة دائمة بسبب إطلاق النار العشوائي والثأرات القبلية، ناهيك عن الحرب الحالية بين الأطراف المتحاربة التي عمت اليمن كاملاً وساعدت على ازدياد العمليات المتطرفة والإرهابية بل ان إطالة أمد الحرب سيعزز نمو الإرهاب ويجعل من اليمن بيئة خصبة ومناسبة لنموه.
سوء الأوضاع التي يعيشها المواطن اليمني، ويتجسد هذا بأكثر من مظهر فهناك فقر وجوع طاحن، وفقر في التعليم وفقر في الخدمات الأساسية وفقر في فرص العمل، فالبطالة وصلت حسب إحصائيات وزارة التعاون الألمانية إلي ما يزيد عن 50%، حيث أن الشواهد تثبت بأن هناك فجوة آخذة بالاتساع بين أغلبية مقهورة ومسحوقة في المجتمع وبين أقلية متنفذة مسيطرة على الثروات والمقدرات، وهنا يرتبط التطرف والإرهاب في الفقر بالتطرف في الفكر، ولا نبالغ إذا قلنا بأن المواطن اليمني انتقل من العيش من طور ووضع شبه دولة أي دولة هشة يقوم عليها نظام منغمس بالفساد وغياب القانون إلي طور ووضع لا دولة.
ويعتبر أيضا المصدر الشخصي والنفساني للتطرف والشعور بالانتقام هو الأكثر أهمية سواءً كان متعلق بالطائفة العرقية أو الدينية أو الثقافية أو الوطنية، كل هذه الأسباب أو بعضها يمكن أن تمثل تربة خصبة وخميرة للإرهاب وتجعل الشباب ينقادون أكثر لأوهام الخلاص بالالتحاق بالجماعات الارهابية المتطرفة.
لذا فإنه يلزم أن تعدل الأطراف المتحاربة ممارستها، فلا يكون هدفها الاقتتال والاحتراب، بهدف الانتقام والسيطرة على السلطة، وإنما عليها أن تتعاون وتبدي حسن النية للوصول لحل سلمي لتشكل حكومة تقوم بإعادة تفعيل مؤسسات وأجهزة الدولة وتطبيق القانون الذي يبحث عنه اليمنيون والذي ظل غائباً طيلة الفترة السابقة، ووجود تعاون مجتمعي لإقامة أسس الحكم الديمقراطي وإيقاف سياسية التميز، مالم فإن العمليات المتطرفة الإرهابية ستزداد وتتسع رقعاتها، والمواطن اليمني سيجد نفسه أمام مزيد من الرقابة الشديدة ومنع من السفر ومضايقة في المطارات وغيرها بحجة الاشتباه كون موضوع الإرهاب هو من أهم المحددات الرئيسية في العلاقات الدولية والسياسية الخارجية للمجتمع الدولي.