باقي النسبة تقسمت بين الذين ينظرون لأنفسهم كجنوبيين 13% أو كعرب 13%. اللافت للنظر هنا أن أهل الشمال لا يعرفون أنفسهم كشماليين، حيث أجابت نسبة 2% فقط من عدد المشاركين بأنهم ينظرون لأنفسهم ويعرفونها كشماليين.
هنالك اختلافات نوعية بين إجابات الذكور والإناث، وسكان صنعاء وعدن في الاجابة على هذا السؤال. الإناث أجبن بنسبة أكبر من الذكور بأنهن ينظرن لأنفسهن كيمنيات أكثر منهن شماليات أو عربيات. في المقابل اختار أهل صنعاء تعريف يمني بنسبة أكبر من سكان عدن. كما أن سكان عدن أجابوا بأنهم يعرفون أنفسهم كجنوبيين بنسبة أكبر من رصفائهم سكان صنعاء.
ولاء
إحساس الانتماء للمنطقة يفوق كل أحاسيس الانتماء الأخرى من قبيلة ومذهب وحزب.. هذا ما أظهرته إجابات المشاركين في الاستبيان على السؤال الخاص حول إحساس الانتماء، حيث عرضت مجموعة من الخيارات مثل المذهب، القبيلة والحزب السياسي.
أجابت الغالبية (16%) بأن الانتماء للمنطقة هو الأقوى بالنسبة لهم. يلي ذلك الانتماء للمذهب 8% يتبعه مباشرة الانتماء للقبيلة بسنبة مقدارها 5% ويأتي الانتماء للأحزاب السياسية في المرتبة الأخيرة بسنبة 4%.
انتماء وفرضيات
ما هو أثر الانتماء في التعامل اليومي بين المواطنين في اليمن؟ هل يتم التعامل مع شخص ما بشكل مختلف حسب انتمائه القبلي، السياسي أو المذهبي؟ من خلال هذا السؤال تبين أن الغالبية العظمى من المشاركين (78%) في الاستبيان يعتقدون بدرجة من الدرجات أن الانتماء يؤثر في تعامل اليمنيين فيما بينهم. مقابل ذلك نرى نسبة 18% لا يوافقون على هذا المقترح بدرجة من الدرجات أيضا.
هل يؤثر الانتماء على وطنية الشخص وحبه لليمن؟ تقول نسبة 59% من المشاركين في الاستبيان بأن الانتماء لا يؤثر على إحساس الوطنية لدى الشخص. الفرضية الخاصة بالانتماء والمواطنة الواردة في السؤال هنا لا توحي بأي حال من الأحوال بأن الانتماء أمر سلبي أو غير محبذ.
الفرضية الثالثة من حزمة الفرضيات التي تضمنها هذا السؤال، هو أن المواطن اليمني يحس بالانتماء للمنطقة التي ينتقل للعيش فيها، مثلا الانتقال من جنوب البلاد للشمال. أجابت أغلبية بلغت 57% من إجمالي عدد المشاركين بأن الأمر كذلك، أي أن الشخص يحس بالانتماء للجزء الذي ينتقل للعيش فيه. مقابل ذلك أجاب جزء لا يستهان به ما المشاركين في الاستبيان بلغت نسبتهم 36% بأن الانتقال للعيش في جزء آخر من اليمن لا يترتب عنه إحساس بالانتماء للجزء الذي تم الانتقال إليه.
الفرضية الأخيرة تتعلق بالعامل السياسي وإن كان الانخراط في الأحزاب السياسية سيزيل الاحساس بالمناطقية الذي يقسم المواطنين لشمالي وجنوبي. ذلك بافتراض أن الأوعية الحزبية كتنظيمات حديثة غير تقليدية ستساهم في توحيد إحساس المواطنين بعيدا عن القبيلة والدين والمنطقة. المفاجأة هنا أن غالبية المشاركين في الاستبيان رفضت أن يكون للتنظيم السياسي والحزبي أي دور في القضاء على إحساس المناطقية. أجابت نسبة 55% من المشاركين بأن الانخراط في التنظيمات الحزبية لا يلعب أي دور هنا، مقابل نسبة 37% تؤيد دور التنظيمات الحزبية في القضاء على إحساس المناطقية.
تعزيز الهوية
كيف يمكن تعزيز الهوية الوطنية اليمنية؟ بالتعليم، بعدالة توزيع المناصب العامة والثروة؟ أم بإيجاد نظام ديمقراطي يحقق مبدأ تداول السلطة؟ طرحنا هذا السؤال ووفرنا معه مجموعة من الفرضيات التي ذكرنا بعضا منها. اختارت الغالية (57%) من المشاركين في الاستبيان التعليم كعامل مهم في تعزيز الإحساس بالهوية الوطنية.
حل تعزيز دور القانون في المرتبة الثانية بنسبة 46% تليه فرضية توزيع المناصب والثروات بعدالة بنسبة 37% ثم عامل إيجاد نظام ديمقراطي بنسبة 32%..
الملاحظ أن المشاركات من النساء اخترن تعزيز دور القانون كعامل يعزز الإحساس بالهوية الوطنية بنسبة أكبر من المشاركين من الذكور. كما أن المشاركين من عدن اختاروا عامل عدالة توزيع السلطة والثروة بنسبة اكبر من المشاركين من صنعاء.
شارك في الاستبيان عينة مكونة من 971 مشاركا 82% منهم من الذكور و 18% من الإناث.