تعد الحمامات البخارية من أشهر معالم صنعاء القديمة وعادة تعود عليها أبناء صنعاء، ويصل عمر هذه الحمامات إلى مئات السنين، هذا ما قاله لمنصتي 30 دكتور عبد الرحمن جار الله رئيس قسم الآثار بكلية الآداب، جامعة صنعاء، ويضيف بأن الأتراك طوروا هذه الحمامات في اليمن نتيجة تأثرهم بالحضارة الرومانية القديمة، ويوجد داخل أسوار صنعاء القديمة 14 حمام بخاري موزعة في مختلف أحياء صنعاء منها حمام الطواشي، الابهر، ياسر، شكر، السلطان، العرضي، الميدان.
وجميع أرضيات الحمام مبنية من الحبش الأسود (صخور بازلتية فقاعية) بسبب اكتسابها للحرارة والمحافظة عليها.
ويقع الجزء الأكبر من الحمام تحت سطح الأرض 2-3 أمتار وارتفاع مترين من سطح الأرض.
حجرة المخلع (غرفة باردة لتغيير الملابس) يوجد بها العديد من الخزائن المبنية داخل الجدار لوضع الملابس بداخلها استعداداً للدخول إلى حجرات الحمام البخاري، وفي الطرف الآخر من الحجرة يوجد مصلى صغير لأداء الصلاة ويتم توزيع أيام الاستحمام للرجال والنساء بجداول منظمة تختلف من حمام لآخر وبعض الحمامات تخصص للرجال فقط.
القباب وهي عبارة عن قباب نصف دائرية أعلى الحجرات مبنية من الياجور (الطوب الحراري) مغطاة بطبقة من الجص الأبيض ويوجد بها العديد من النوافذ مغطاة بالزجاج لتسمح بمرور أشعة الشمس والضوء إلى مختلف الحجرات لتعطي إضاءة وجمال رائع ترتفع عن سطح الأرض 3-4 أمتار يختلف حجمها حسب حجم كل حجرة وتوجد بهذه القباب فتحات صغيرة تعمل على دخول الأوكسجين وخروج الغازات لتلطيف الأجواء.
المجزع (الممر) هو عبارة عن الطريق ما بين حجرة المخلع والدخول إلى الحمام ويتم النزول عبر عدد من الدرجات ليقوم المستحم باستخدام المرش بالماء البارد لغسل جسمه قبل الدخول للحمام.
الحجرة الخارجية (الدافئة) بعدها يدخل المستحم عبر باب صغير إلى ما يسمى بالحجرة الخارجية وتكون درجة الحرارة فيها دافئة ويوجد بها العديد من الأحواض المبنية من الحبش، وهنا يتم التدليل ببعض الأحجار لقاع القدم والاصطفاء بالماء المعتدل.
حجرة الصدر (الساخنة) يتم الدخول إليها عبر باب صغير وهي الحجرة الأكثر سخونة تتميز بكمية كبيرة من البخار، ويقول جارالله الحمامي إن المستحم يظل فيها من 5-10 دقائق للتعرق والاسترخاء، وتؤكد الدكتورة سماح أحمد، أخصائية جلد بأن الحمامات البخارية لها العديد من الفوائد الصحية فهي تعالج الشد العضلي وآلام المفاصل وتنشط الدورة الدموية لأنها تؤدي إلى ارتخاء العضلات نتيجة لدرجة الحرارة مع بخار الماء وتعمل على ترطيب الجلد وإزالة الجلد الميت وتفتح مسامات الجلد.
الحجرة الوسطى بعدها ينتقل المستحم إلى الحجرة الوسطى، سميت بهذا الاسم لأنها تقع وسط الحمام إضافة إلى أن درجة الحرارة بها متوسطة في هذه الحجرة، يقوم الحمامي باستخدام ما يسمى بالكيس وهو عبارة عن (قطعة من القماش الخشن نوعاً ما) وذلك بغرض إزالة الجلد الميت وتفتيح مسامات الجلد بعدها يقوم جارالله الحمامي باستخدام الليفة مع الصابون لتنظيف جسم المستحم وغسل الجسم بالماء الدافئ بعدها يعود المستحم إلى غرفة المخلع التي بدأ منها ليرتدي ملابسه، ويظل 5-10 دقائق قبل المغادرة بسبب عدم اصطدامه بالهواء البارد خارج الحمام.
الدست (القِدر) يقول خالد أحمد إنه عبارة عن قِدر كبير مصنوع من النحاس يصل عرضه إلى متر ونصف وارتفاعه متر، يتم تعبئته بالماء ويوجد أسفل حجرة الصدر (الساخنة) تحت سطح الأرض بعمق 4 أمتار، يتم تسخينه عبر نافذة صغيرة باستخدام الديزل والكراتين وعندما يسخن القِدر يسمح بصعود بخار الماء الساخن إلى قاع غرفة الصدر كما أن هناك ممرات تمر أسفل الحجرات يصل عرضها من 20-30 سم مبنية من الحبش الأسود تنقل بخار الماء إلى مختلف الحجرات لتقوم بعملية تسخين الحجرات.
يقول دكتور عبد الرحمن جار الله إن الأتراك طوروا هذه الحمامات في اليمن نتيجة تأثرهم بالحضارة الرومانية القديمة.
تقرير جميل عن الحمامات القديمة
باقي تكتبو ايحين دور الرجال والنسوان