تعد المبادرات النسوية في اليمن واحدة من الأنشطة التي برزت بشكل لافت خلال سنوات الحرب، والتي تشكلَّت بحسب تفاوت احتياجات الواقع وأولوياته.
وكان لثمان سنوات من الصراع في اليمن، أثر مدمر على السكان ولا سيما النساء والأطفال. ومع هذا، كان للمرأة اليمنية إسهامات عديدة عبر تحالفات نسوية ومبادرات تقديم خدمات اجتماعية للتخفيف من آثار الحرب على المدنيين، وتوفير خدمات الإغاثة الطارئة أو الدعم النفسي، وبناء القدرات لمساعدة النساء على توفير دخل لأسرهنّ.
“أرشيف المرأة اليمنية” إحدى هذه المبادرات التي تأسست في 2022 لحفظ إرث النساء اليمنيات الثقافي والمعرفي والترويج له، بالإضافة لخلق مساحة آمنة للتدوين وبناء المعرفة للنساء في اليمن والخارج، عبر تقديم برامج مختلفة.
مساحة للمعارف والتجارب
الباحثة والشاعرة الأكاديمية سبأ حمزة، والفنانة التشكيلية جهاد جار الله أطلقتا هذه المبادرة لتكون بمثابة مساحة للمعارف الناشئة عن تجارب المرأة وتاريخها في اليمن وخارجه.
تشكلّت فكرة هذه المبادرة المعرفية لدى حمزة أثناء عملها على بحث عن الكاتبات والأديبات اليمنيات، لكن ومع دراستها الماجستير “وسعت الدائرة لتشمل النساء حتى لو لم يكن كاتبات بالضرورة”، كما تقول لمنصتي 30.
وتُولي الباحثة سبأ التاريخ والفنون اهتماماً كبيراً وتركز في أبحاثها على إنتاج المعرفة وطرق التربية والبحث واستخدام الممارسات الفنية.
إلى جانب ذلك “تُركّز على التجارب الحياتية للنساء وعلاقتها بالتاريخ وصنع المعرفة وما لذلك من تأثير على العدالة الاجتماعية والانتقالية في اليمن”، تضيف سبأ.
عقب حصولها على درجة الماجستير في دراسات المرأة والنوع الاجتماعي من جامعة أوتريخت الهولندية أواخر 2020، زاد اهتمام سبأ في البحث عن تجارب النساء لتتبلور لديها بمعية التشكيلية جهاد جارالله فكرة أرشيف المرأة اليمنية “لمعارف النساء وفنونهن في اليمن والشتات”.
وتشير إلى أن اهتمامات المبادرة تتمثل في إبراز “معارف المرأة في الماضي والحاضر وينبع هذا من اهتمامنا بالعدالة الاجتماعية وقضايا المرأة والمجتمعات التي تعيش على الهامش عموماً”.
وتذكر سبأ أنّ فكرة المبادرة ارتبطت بمواقف وتجارب معينة في حياتها، إذ تقول “كنت أختلط كثيراً بالنساء كبيرات السن وأستمع لحكاياتهن وقصصهن، وعندما كبرت كنت أحضر اجتماعات النساء وأسمع الكثير من القصص والتجارب التي كنت أشعر بأهمية توثيقها، وككاتبة كنت أحاول أن أقوم بهذا الشيء لكني مع الزمن وجدت أن المهمة مستحيلة إذا قمت بها كفرد ومن هنا جاءت الفكرة”.
ذاكرة المرأة
تسعى المبادرة لجمع قصص المرأة اليمنية التي غالباً ما تكون غير مرئية، وحفظ معارفهن المنتجة وعنهن لمنع تعرضه للإهمال والضياع مرة أخرى.
وترى الفنانة التشكيلية جهاد أنّ المبادرة قادر على “منح الضوء لقصص وحكايات النساء اليمنيات للحديث عن تجاربهن”.
وتهتم جهاد بقضايا المرأة. وهي كاتبة ونحاتة فنية. درست العلوم السياسية في جامعة صنعاء، قبل أن تتجه اهتماماتها إلى الكتابة والرسم.
وبالنسبة لها فإن هذا المشروع المعرفي “ضرورة لحفظ الذاكرة والتذكير بمنجزات النساء اللاتي لم يحظين بالفرصة لفعل ذلك” كما تقول. وتضيف لـ”منصتي 30” أنّ “دعم الأرشيف لإنتاج المعرفة يعكس الاهتمام بالحاضر والماضي”.
في أواخر العام المنصرم، نفذت المبادرة أولى مشاريعها الثقافية بدعم من السفارة الهولندية في اليمن تحت اسم “جدارية هن” والذي ضم 14 فنانة تشكيلية وكاتبة من ثمان محافظات يمنية.
وتقول جهاد “لقد أردنا من خلال جدارية هن خلق مساحة حرة للنساء للتعبير عن أنفسهن ومشاركة تجاربهن من خلال أدواتهن الفنية المختلفة، وقد نتج عنها 14 عمل فني وأدبي”.
وتعمل المبادرة على إظهار المعرفة التي أنتجتها المرأة وخلق وعي معرفي بعيداً عن تداعيات الصراع “والمساحات الضيقة والخانقة للإبداع”.
وأثارت هذه المبادرة اهتمام النساء من مختلف الخلفيات السياسية والفكرية من اليمن وخارجه. وتوضح جهاد جار الله أنّ “إقبال النساء على المبادرة مُرْضٍ للغاية. عبّرن عن إعجابهن بالمشروع وعرضن تقديم المساعدة والمشاركة في مشاريع قادمة”.
فعلاا المرأة اليمنيه اثبتت وجودها وحظورها المتميز علي الساحه اليمنيه وقد تحملت كل اعباء الحياة وتقاسمها بشكل كبير مع الرجل او بالاخص انفردت هي بالعمل وتحمل المسؤلية الكامله في العديد من الاتجاهات وقد انطلقت من هنا وبالوضع الراهن. نساء اخذنا علي عاتقهن كل سبل الحياة. ونجاحها في العديد من المشاريع والعديد من القصص وكانت بارزات في اكثر من جهه وهي تستحق حقاا النظر اليها وابرازها للعالم بانها المرأة التي تستطيع بناء الجيل والمستقبل الواعد وبانيه للسلام وداعيه للتصالح والاصطفاف ومجاهدة في كل المجالات ويجب ان تكون حاضرةفي صناعه القرار. لانها هي السلام وهي الصناعه وهي المنتجه وبيدها تتحكم بزمام الامور