تعد القصص الشعبية جزءًا أصيلاً من موروثنا الثقافي اللامادي، وتتميز كل منطقة في اليمن بطابع معين من القصص المختلفة، كما تعلق في ذاكرة الأفراد (إناثًا وذكور) بعض الأفكار والمعتقدات سواءً الإيجابية أو السلبية عن أسلوب الحياة في المجتمع وصفات ووضع المرأة تحديدًا.
ولأهمية معرفة التأثيرات التي تقع على الأفراد طرحنا على جمهور منصتي 30 سؤالاً ضمن استبيان أطلقناه بعنوان “القصص الشعبية والمرأة اليمنية“، حول تأثير القصص الشعبية عن المرأة اليمنية بشكل شخصي، سواءً إيجابًا أو سلبًا.. وكانت إجابات الجمهور كالتالي:
التأثير الإيجابي:
- نقلت لي بعض القيم والتقاليد التي حملت في طياتها قيم أخلاقية وتقاليد مجتمعية متوارثة عبر الأجيال.
- أثرت القصص الشعبية عليّ بشكل كبير، من خلال القصص التي تتناول دور المرأة في وقوفها بجانب الرجل في جميع شؤون الحياة وضربت أروع الأمثلة.
- رسخت القصص الشعبية في ذهني شكل المرأة القوية التي ترفض الظلم وعدم الانصياع للظالم، وقصة (الشرعبية) مع الإمام أحمد نموذج لقوة وصلابة المرأة اليمنية، حيث هددها الإمام أحمد بمقولته المشهورة: “يا شرعبية خلي الأذية صوت المدافع بالجحملية” وذلك بسبب عدم انصياعها لأوامر عساكره.
- أعطتني القصص الشعبية طاقة إيجابية وقدرة على تحمل أعباء ومشاكل الحياة اليومية التي تواجهنا بروح قوية وقدرة على تحمل الصعاب واتخاذ القرارات الصائبة في الحياة الأسرية أو العامة.
- من خلال جمعي حكايات وقصص شعبية سقطرية اكتشفت الكثير من الحكم والدروس والمواعظ الموجودة فيها، حيث صورت أغلب القصص المرأة السقطرية بالحكمة والذكاء وأيضًا الشاعرة، وذلك عكس نظرة إيجابية عن المرأة.
- للقصص الشعبية تأثير كبير على شخصيتي، حيث غيرت مفاهيم كثيرة في حياتي، وتعلمت دروس برغم صغر سني الا أني كنت أسمع القصص الشعبية أخذت الخبرة.
- القصص الشعبية جعلتني أنظر للمرأة أنها منقذة وصاحبة قرار حكيم، كقصة (سعيدة) التي ينسب إليها المثل الشعبي “لوما سعيدة لبيت ردم ما زد بقي ردمي”.
- القصص الشعبية خلدت في مخيلتي أن المرأة قوية، تتحمل الأثقال الجسدية، والمعنوية، كما أنها مخزن بيتها ومربية الأجيال وحافظة أسرار عائلتها.
- تعلمت من القصص الشعبية أن أقدّر تاريخ بلادي وثقافته، وأصبحت لدي رغبة دائمة في الحفاظ على هذا التراث وإيصاله للأجيال القادمة، كما أن القصص الشعبية ألهمتني على مستوى شخصي وأثرت في طريقة تفكيري.
- نقلت القصص الشعبية أدوار مهمة كانت تقوم بها المرأة على مستوى الأسرة والمجتمع.
التأثير السلبي:
أثرت القصص الشعبية اليمنية على المرأة بشكل سلبي من نواحي كثيرة، أبرزها هو أن المرأة اليمنية دائماً محل الاتهام والضعف، وهي السبب الأول للشئم، كما تعطي المرأة دور سيئ أو غير منطقي وهذا ما جعل القصص الشعبية عن المرأة اليمنية له تأثير سلبي.
بعض القصص الشعبية عملت على ترسيخ الصورة النمطية للمرأة فبعض القصص تقدم أدوارًا تقليدية للمرأة، مثل التركيز على دورها كأم أو زوجة فقط، مما قد يحد من رؤية أدوار المرأة الأخرى في المجتمع.
القصص الشعبية جعلتني أعيش الخوف الشديد والقلق وأصبحت ضعيفة الإرادة.
تؤثر بشكل كبير من حيث أنها تقلل من شأن المرأة، وتظهر اخطاء فردية قد تحصل في أي مجتمع مما يعكس النظرة السلبية على المرأة وتقيد تحركاتها وتصرفاتها.
كانت دائماً امي تحكي لنا قصة (حُميد وبناته) وتنهيها بالقول “لا تخرج بناتك الدعية”، وتقصد بها نصيحة للآباء بأن لا يسمحوا لبناتهم حضور الأعراس كونها تجرهن للانحراف أو ربما تشوه سمعتهن وهكذا فقد كان يمنع علينا حضور الأعراس والمناسبات الاجتماعية.
بسبب الحكايات التي كنت اسمعها كنت اشعر بان هناك كائن كبير سيسحبني ليلاً ويأكلني، كنت ومازلت أخاف من النوم بمفردي أو حتى الذهاب إلى الحمام، أتذكر جيداً انني كنت أنام وأرى الكثير من الكوابيس المرعبة التي تتعلق بتلك القصص.
من القصص التي اتذكرها في حياتي قصة (الدودحية) المشهورة في أغنية خطر (غصن القنا)، وواقعها إلى الآن يطبق في أغلب المحافظات اليمنية، فجرائم الشرف موجودة حتى الآن، وللأسف عندما علمت عن معنى الأغنية وقصتها فقدت حبي لها وأصبحت تجلب لي مشاعر سلبية.
أثرت القصص من خلال تنميط صورة المرأة، وتحديد أدوارها في الأسرة وبيت زوجها فقط.
قصة (وريقة الحناء) كسندريلا، كلاهما يوضح عجز المرأة عن الخروج من الاضطهاد والظلم الذي تعيشه إلا من خلال الأمير المنقذ، وهذا مزعج وسلبي.
أثرت القصص الشعبية من خلال تصوير أن المرأة يجب أن تتحمل العبء الأكبر على عاتقها، وتصويرها بعدم قدرتها على اتخاذ القرار الصائب.
- تم تنفيذ الاستبيان الحالي بالتعاون مع مؤسسة جدارية للتنمية الثقافية والإعلام ضمن أنشطة مشروع “المرأة، السلام والأمن” الذي تنفذه منصتي 30 بإشراف من RNW Media.
وراء كُل رجُل عظيم امراءة