تتباهى العديد من الثقافات العربية بـ “موالاتها” كـ الشام ومصر، ولا يدرك كثيرون أن لليمن أيضاً موالاته الضاربة في عمق الثقافة الشعبية والتاريخ، لكنها لم تحظ بالدراسات الموسيقية والاهتمام، عدا إشارات بسيطة لـ الدان اللحجي والحضرمي والموال الصنعاني، إلا أن “الملالاة” ظلت مرتبطة بشعبيتها ومتجذرة هناك في مدينة تعز “الحجرية”.
تعتبر الملالاة فن شعبي غنائي يمني، تتميز بالبساطة في كلماتها ولحنها، وسميت بهذا الاسم لأنها تبدأ بكلمات (ألا ليلي ليلي ليلي لي لي لي ليييييي) ويتفنن كل من المرأة والرجل بأدائها بطريقته الخاصة ولا تخرج -عادة- عن الرتم العام، فإنها تؤدى برتم بطيء ممدود وطويل.
تمثل الملالاة التي اشتهرت بها أرياف “الحجرية” بتعز، موالاً يمنياً خالصاً، وارتبطت شعبياً بوجدان الناس خصوصاً المرأة، إذ ارتبطت بها بشكل أساسي نتيجة اغتراب الزوج والعائل لسنوات وتحملها مسؤولية الأسرة والأرض، فكانت تحاول أن تخفف عن نفسها بإطلاق الملالات الشعبية الغنائية لتشرح بهذه الملالات وضعها العاطفي أو الاجتماعي وحتى الاقتصادي.
إلا أن حصر “الملالاة” بمعاناة المرأة فقط، سيظلم الملالاة كثيراً، إذ تقول أروى عثمان رئيسة بيت الموروث الشعبي إن “المرأة تقوم بغناء الملالاة للتنفيس عن نفسها أو للتعبير عن مكنوناتها العاطفية أو أثناء قيامها ببعض الأعمال، وليس فقط للتعبير عن معاناتها بسبب غياب الزوج أو الابن، حيث تكتسي ملالة المرأة اليمنية بألوان الحزن والألم والحنين واللوعة ولا تخلو من الفرح والنشوة”.
- ملالاة بصوت نسائي ريفي تراثي
ومن جهته يرى رئيس البيت اليمني للموسيقى الفنان فؤاد الشرجبي أن “أداء هذا النوع من الأهازيج (الملالاة) لم يقتصر على المرأة في الريف اليمني -الحجرية خصوصاً- رغم أن الملالاة ارتبطت بالمرأة واشتهرت بها، إلا أن للرجل إسهاماته، وبدأ ينافسها -أو بالأصح زاحمها فيه- فهناك أدائيات لهذا اللون الموسيقي تفنن به الرجل وساد فيه الغزل للفت انتباه المرأة”.
ويتابع حديثه: “ستجد الرجل يلالي متغزلاً، ألا ليلي لي لي ليلييييييي، ألاااااا عشب الزبود بين الحماحم السود، بين الحماحم السود، مثل المليح بين الخياب محسود”.
- الملالاة بصوت رجولي تراثي (الفنان عبد الباسط عبسي)
ويوضح الشرجبي أنه قد يختلف اللحن في “الملالاة” من قرية لأخرى ولكن بشكل بسيط بحيث يبقي عليه هوية الملالاة، مضيفاً: “مثل ما هو حاصل في موال الميجنا والعتابا في الشام”.
ويضيف: “إن هذا اللون “الملالاة” مايزال مهملاً موسيقياً، على الرغم من أنه كانت هناك جهود وتوثيق لهذا الفن التراثي الشعبي إلا أنها لم تكتمل”.
وأكد الشرجبي أنه من الممكن تطوير هذا اللون من الغناء ونقله لآفاق جديدة بشكل مدروس بالاتكاء على الأصل من أجل الوصول لأداء مميز وجذاب.
الملالاة خلال السنوات الخمس الأخيرة
برزت موجة شبابية تبحث في القديم، وتصدرت الأغنية الشعبية هذه الاهتمامات، وخصص هؤلاء الشباب صفحاتهم على السوشيال ميديا وقنوات اليوتيوب لنقل تلك مقاطع وتسجيلات الملالاة الشعبية وإعادتها إلى الواجهة للتعريف بها وحمايتها من الاندثار، وظهرت الكثير من أنواع الملالاة فمنهم من تغنى للوطن ومنهم من غنى عن حياة الناس وللمغتربين وللطبيعة وللحب وللكثير من المواضيع التي تلامس حكايات المواطن اليومية.
ومن هولاء الذين برزوا في إظهار هذا الفن التراثي الشعبي:
- فكري القدسي الذي انتشر له العديد من الملالات لعدة مواضيع منها ملالاة الطبيعة:
- ملالاة من الموروث الشعبي بصوت هاجر نعمان
- ملالة أرض اليمن، بصوت آيات عمار
- ملالاة الصديق الأصيل من مسلسل غربة البن بصوت الفنان عمار العزكي
ورغم هذا الاهتمام البسيط للملالة من بعض الفنانيين والفنانات ومتذوقي هذا الفن الذين يحاولون إضافة ملالات أو معلومات عن هذا الفن إلا أنك ستجد صعوبة بالغة إذا ما حاولت البحث عن معلومات عن هذا الفن أو إيجاد فيديوهات بشكل منظم ومرتب لتظهر بشكل لائق للآخرين.
اجمل شئ سمعته عن تعز ومولالات تعز
اروع مايكون هاذا التراث والأصوات الجميله والكلمات العامييه
عادي
كلمات تحمل في بساطتها الشعور الريفي وانسام السواقي والوديان، اخضرار التلال، واصوات الشحارير، كل هذا يتجسد في عبارات بسيطة تلامس الروح
ابدعت استاذي حكيم السلمي
من صغرنا نسمع هذا اللون وتسبح معه احاسيسنا والوجدان وخاصه من امهاتنا وهن يهجلين بهذه الاهازيج والان عندما نسمعها من الفنانين نستعيد تلك الايام كالحلم الجميل الذي نحن في امس الحاجه له لنستعيد انسانيتنا وتلك الايام الجميله
من صغرنا ونحن نسمع تلك الاهازيج الجميله فتسموا معها وجداننا واحاسيسنا وخاصه عند سماعها من امهاتنا والان عند سماعها من هذه الكوكبه نستعيد ماضاع من جمال نفوسنا وخاصة في مثل هذه الايام
هناك باحثين مهتمين، حبذا مرافقة الملالات بالكلمات لتسهيل دراستها لغويا و موسيقيا. دامت اليمن الله يحفظها اللهم آمين
روعه
انا يمني
روعه بجد
اشكرك
كم انا سعيد وانا اسمع هذا التراث المميز لتعز تتصاعد وتيرته وينموا ويتطور ويسمو إلى العلياء …بعد أن كان البعض يتوقع له الأندثار … هذا الفن العريق الذي جذوره تمتد إلى أعماق تربة تعز الغنية والثرية بالموروث والتراث الشفهي لتعز اليوم يحيه ويسقيه الشباب وهذا جل ما نبتغيه فالشباب هم ركيزة أساسية للحفاظ والتطوير لاستخلاص القيم والمعاني الإنسانية لتراثنا الحضاري بكل تصنيفاته
فديت تعز وهله