في العام 1996 عرضت السينما العربية فيلم “النوم في العسل“، ودارت أحداثه عن ظاهرة الفتور والضعف الجنسي، بدأ الفيلم عند انتحار عريس في ليلة عرسه بعد اكتشافه حالة الفتور الجنسي التي حلت به، ليتحول الأمر بعد ذلك إلى وباء مجهول يفتك بالرجال ويصيبهم بفتور جنسي يستمر لأسابيع، ينتهي الفيلم بحل هذا المأزق عن طريق تغيير أسلوب الحياة وتغيير أماكن المعاشرة والحصول على هواء أكثر نقاوة بعيداً عن التجمعات السكانية، مما ساهم في تلاشي هذه الظاهرة، تنعكس صورة الفيلم على الواقع بشكل كبير حيث يعاني أكثر من 150 مليون رجل حول العالم عوضاً عن النساء بما يسمى بالشهوة المكبوتة أو الفتور الجنسي، في اليمن على وجه التحديد، يعاني الكثير من مشاكل جنسية منها الفتور الجنسي الناتج عن الاكتئاب والحالة النفسية السيئة المسيطرة على الغالبية بسبب الحرب والوضع الاقتصادي وبسبب تناول القات حسب أطباء المسالك البولية الذين أوضحوا أن للقات تأثيرات سلبية على الجهاز التناسلي وهرمون الذكورة التستوستيرون؛ مما ينتج مرض السلس المنوي والعقم والضعف والفتور الجنسي. فما هو الفتور الجنسي؟ وماهي أسبابه؟ وكيف يمكننا معالجته؟
ما هو الفتور الجنسي؟
تُعرف منظمة الصحة العالمية العجز والفتور الجنسي على أنه صعوبة أو عدم القدرة على الانتصاب بما يكفي للقيام بعلاقة جنسية كاملة مع الشريك، ويحصل هذا الأمر بشكل مستمر أو وفق نمط زمني معين. تكون الأسباب في الغالب معرفية وتحتاج فقط إلى توفر المعرفة اللازمة، عدم تقبل الشريك، اضطراب العلاقات الزوجية وعدم المصارحة بين الشريكين والمعرفة الجنسية المحدودة وحتى الأفكار الخاطئة أو القاصرة حول العلاقة الجنسية تعد أسباب معرفية وثقافية تؤدي إلى الإصابة بالفتور الجنسي وبتوفر المعرفة يمكن علاجها.
ماهي الأسباب النفسية للفتور الجنسي؟
يربط الكثير من الاختصاصيين هذه الظاهرة بالحالة النفسية بدرجة كبيرة على حساب الاختلال الوظيفي الجنسي، والذي قد يؤدي استمرارها لفترة طويلة لتحولها إلى مرض عضوي يحتاج للعلاج العضوي والنفسي معاً. الدكتور عبد العزيز صبري اختصاصي الأمراض التناسلية والعقم تحدث حول الأسباب النفسية التي تؤدي في الغالب إلى الوصول لمرحلة الفتور والضعف الجنسي قائلاً: “إن التوتر والقلق والاكتئاب والحالة النفسية العامة الناتجة عن ضغط العمل تؤدي بشكل عام إلى ظهور أعراض الفتور الجنسي بشكل كلي أو جزئي وفي الغالب تزول الأعراض بزوال المسبب، غير أن بعض حالات الاكتئاب الشديدة والصدمات النفسية قد تحتاج إلى استشارات نفسية وأدوية تساعد على تجاوز مرحلة الفتور الجنسي”.
ويضيف الدكتور الصبري “إن الخجل الشديد والتخوف من فشل العلاقة الجنسية الأولى بالإضافة إلى الإدمان والتدخين والإفراط في ممارسة العادة السرية والأفلام الإباحية يصيب الشريك بعدم الاقتناع بأسلوب الجماع الذي يمارسه مما يسبب له حالة من الفتور والتي تستمر لفترة طويلة”.
في المقابل قالت الكاتبة هيام محمود رزق في كتابها “أسرار التخلص من العجز الجنسي” إن النساء أكثر عرضة للإصابة بالفتور الجنسي من الرجل، وأرجعت الأسباب إلى عدة فرضيات منها تكرار الحمل والولادة والاحساس بالألم أثناء اللقاء الأول والخوف المتولد بعد ذلك من اللقاء وبسبب الالتهابات في المسالك البولية أيضاً، وتحدثت على أن الأسباب في الغالب نفسية وتحتاج إلى استشارة نفسية ومحاولة لإعادة استيعاب الكثير من التغيرات الجسمانية الخاصة بالحمل والطمث ولقاء الشريك.
ماهي الأسباب العضوية للفتور الجنسي؟
الأسباب العضوية والهرمونية هي الأخرى تعمل وبشكل كبير على إضعاف القدرة الجنسية لدى الجنسين وتبرز هذه الاختلالات في عدم القدرة أو النقص في إنتاج هرمون التستوستيرون لدى الرجل وهو الهرمون المسؤول عن زيادة الرغبة الجنسية، والانتصاب، وإنتاج الحيوانات المنوية، وهرمون الأستروجين لدى المرأة، وهو الهرمون المسؤول عن زيادة الرغبة الجنسية لدى المرأة والتخفيف من ألم الجماع، بالإضافة إلى أمراض السكري وتصلب الشرايين وارتفاع ضغط الدم، ويضيف الدكتور الصبري أن أمراض أخرى كالقصور الكلوي وتناول أدوية مضادة للاكتئاب بالإضافة إلى شرب الكحول والمنبهات التي تحتوي على نسب عالية من الكافيين، والتهابات المفاصل المزمنة، والتي تساهم في ظهور حالات الفتور الجنسي، مشيراً إلى أن هناك أسباب عضوية أخرى تتطلب في الغالب تدخلاً جراحياً، كالاختلالات الخلقية للأعضاء التناسلية والتشوهات الناتجة عن الختان.
ماهي طرق علاج الفتور الجنسي؟
التغيّرات في النمط العام للحياة وممارسة الرياضة والنظام الصحي المتوازن يساعد كثيراً في حل مشكلة الفتور الجنسي. تتنوع الطرق المتعلقة بعلاج الفتور الجنسي وأهمها:
- تجنب عوامل القلق والتوتر والاكتئاب.
- تعزيز ثقافة الحوار والنقاش بين الزوجين وخصوصاً حياتهم الجنسية.
- تغيير روتين الحياة الزوجية ومحاولة التجديد.
- الحصول على نظام غذائي صحي غني بالخضروات والبروتين والتقليل من السكريات.
- ممارسة الرياضة بشكل مستمر.
- التعرض لأشعة الشمس في ساعات الصباح الباكر.
- الإقلاع عن التدخين والمواد المحتوية على الكافيين والمواد المنشطة.
- الاهتمام بطرق المداعبة واختيار الوقت المناسب للقيام بالعلاقة.
- تناول بعض الأدوية الهرمونية وفق وصفة طبية لتعزيز القدرة الجنسية.
- مراجعة طبيب مختص إذا استمرت الإشكالية النفسية والعضوية.
يظل التأثير النفسي هو العامل الأبرز لحالات الفتور الجنسي، تتزايد في بعض الأوقات حدة هذه المشكلة مما يستدعي الحصول على استشارة طبية من طبيب نفسي أو طبيب مختص بالصحة الجنسية. وبممارسة مجموعة من الأنماط الغذائية والرياضية والابتعاد عن بعض العادات السيئة؛ بإمكانك الوقاية من حالات الفتور الجنسي.
خطوة رائعة