للوهلة الأولى يبدو أن معظم الشابات والشباب اليمنيين يحظون بصحة إنجابية وزوجية جيدة ودون مشاكل، وفقاً لإجابات 79% من إجمالي من شاركوا في استبيان “خدمات الصحة الإنجابية والوصول إليها“، الذي أجرته صفحة حب وطب، في مشروع “منصتي 30“، لكن الخوض في تفاصيل الفئات العمرية للشريحة المستطلعة آراؤها تظهر فارقاً معقولاً يفسر هذه النسبة المرتفعة.
بالنظر إلى الفئات العمرية، يتضح أن الذين أكدوا عدم معاناتهم من أي مشاكل من هذا النوع هم الأصغر سناً، وأن نسبة المؤكدين تقل كلما زادت الأعمار (حيث يشكل الذين أعمارهم دون الثلاثين من العمر ما نسبته 78% من إجمالي عدد المشاركات والمشاركين في الاستبيان)، وقد أجاب 94% ممن تتراوح أعمارهم دون العشرين عاماً بنفي وجود أي مشاكل، وأجاب 87% ممن تتراوح أعمارهم بين 20-24 عاماً بنفس الشيء، ثم هبطت النسبة إلى 72% بين ذوي الفئة العمرية 25-29 عاماً، أما من كانت أعمارهم في الثلاثينات وما فوق فإن نسبة من أكدوا عدم وجود مشاكل، تتراوح نسبتهم بين 63-67% من هذه الفئة العمرية، وقد يكون تفسير هذا منطقي بغياب العلاقات من هذا النوع أو آثارها (كالحمل عند الإناث) عند الأصغر سناً، بخاصة في ظل تأخر سن الزواج نتيجة عوامل اقتصادية وغيرها.
ومما يعزز هذا الفرز، أن 5% فقط ممن صنفوا أنفسهم بأنهم عزاب (ذكوراً وإناثاً) قد قالوا إنهم عانوا من هذا النوع من المشاكل بمقابل 95% نفوا مواجهتهم هذه المشاكل، فيما كانت نسبة من واجهوا هذه المشكلة بين المتزوجين والمتزوجات 40%، وبين المطلقين والمطلقات 73%، فيما بلغت النسبة 100% بين من صنفوا أنفسهم (أرمل/ة).
أما ما هي هذه المشاكل، فقد حددها من قالوا إنهم واجهوها، بأنها قضايا متعلقة بالحمل (38%) أو بالاحتياج لمعلومات ومساعدة حول وسائل تنظيم الأسرة (38%)، أو قضايا الخصوبة والإنجاب (27%)، أو القضايا المتعلقة بالدورة الشهرية (21)، أو الحياة الجنسية (16%)، وغيرها.
تبدو الفروقات العمرية هنا أيضاً منطقية بشكل طبيعي، فمشكلة الطمث والدورة الشهرية مثلاً، اختارها 33% من أصوات ما دون العشرين من العمر، بينما اختارها 15% من أصوات ما فوق 35 من العمر، وقضايا الحمل اختارها 44% من بين الفئة العمرية 25-29 عاماً، و40% من بين الفئة العمرية 30-34 عاماً، بمقابل 28% من بين من تجاوزوا 35 عاماً.
كما أن الفروقات الأخرى جاءت متوقعة ومتسقة مع السياق العام، فقد اختار مثلاً 83% من الخاطبين/الخاطبات، مشكلة الاحتياج إلى معلومات ومساعدة حول وسائل تنظيم الأسرة. ويمكن تفسير هذا منطقياً بكون الخاطب/ة في وضع التحضير للزواج والدخول في مرحلة تكوين أسرة.
الاستثناء الذي كان مفاجئاً هنا هو أن للذكور اهتمام كبير كما للإناث بمشاكل قضايا الحمل، فقد اختار هذا الخيار 37% من الذكور و 39% من الإناث.
بعض المشاركين (10%) أشاروا إلى مشاكل أخرى، بعضها يدخل ضمن الإجابات العامة السابقة، وإجمالاً فمن أهم ما أشاروا إليه: الإجهاض المتكرر، العوامل الوراثية، القذف السريع، زواج القاصرات، ووقت الولادة.
من أجل حل هذه المشاكل، قال 69% إنهم تقدموا للحصول على استشارات أو خدمات في مرافق أو مراكز صحية أو طبية، بينما قال 31% إنهم لم يتقدموا إلى أي من هذه الخدمات.
من حيث العمر، فإن الأكبر سناً ممن تزيد أعمارهم عن 35 عاماً هم الأكثر ميلاً إلى هذه الخدمة بنسبة 78% منهم، بينما تقل النسبة إلى الستينات لذوي العشرينات من العمر وما دون ذلك، كما أن المتزوجين أكثر ميلاً إلى اللجوء إلى هذه المراكز، بنسبة 75% منهم، بالمقارنة مع الفئات الأخرى (أرمل/ة-خاطب/ة-عازب/ة) التي بلغت في أقصاها 50%.
ويبدو أن المشاركين من عدن والحديدة أكثر ميلاً لهذه الخدمات والمراكز والمرافق بنسبة 79%، بالمقارنة مع المحافظات الأخرى مثل تعز (74%)، صنعاء (66%)، حضرموت (33%)، وغيرها.
شارك في الاستبيان 1005 من الجنسين، ذكوراً (72%) وإناثاً (28%)، من محافظات مختلفة، أهمها: صنعاء (35%)، تعز (19%)، إب (13%)، عدن (8%)، الحديدة (6%)، حضرموت (5%)، وغيرها (14%).