يرافق فترة الحمل العديد من التغيرات الهرمونية والجسدية التي تصيب المرأة خلال هذه المرحلة، والتي تستوجب عليها متابعتها ومعرفة أعراضها، وأضرارها، وكيفية الوقاية والعلاج منها.
من هذه التغيرات التي تصيب المرأة خلال فترة الحمل هي إنتاج البنكرياس لدى المرأة لكميات كبيرة من الأنسولين وهذه الكمية تقدر بثلاثة أضعاف الكمية الطبيعية، ينتج البنكرياس هذه الكمية نتيجة توسع المشيمة بسبب الحمل وإنتاجها لهرمونات تقاوم الأنسولين في الجسم، وعدم قدرة البنكرياس على إنتاج هذه الكمية المساعدة على التغلب على الهرمونات قد يشكل خطراً على المرأة الحامل وتكون حينها أكثر عرضة للإصابة “بسكري الحمل”.
المزيد عن هذا المرض الذي قد يصيب الكثير من النساء، لأسباب هرمونية وأخرى متعلقة بالنظام الغذائي والروتين اليومي، نتحدث في هذا التقرير:
ماهي أسباب الإصابة؟
ترتبط الإصابة بسكري الحمل بعدة عوامل هرمونية تنتجها المرأة خلال فترة الحمل وعوامل أخرى مرتبطة بالجانب الصحي والغذائي، والنفسي قد تصيب المرأة قبل أو أثناء الحمل، ومن خلالها يمكننا معرفة الأسباب التي قد تؤدي للإصابة بسكري الحمل، ويمكننا تلخيصها في التالي:
- التاريخ المرضي للعائلة بمرض السكري أو الإصابة السابقة بسكري الحمل.
- السمنة المفرطة قبل الحمل أو أثناء الحمل.
- إصابة المرأة بمتلازمة تعدد المبايض أو تكيس المبايض.
- عوامل مرتبطة بعوامل الولادة السابقة في حال إنجاب طفل ميت، أو طفل يزيد وزنه عن 4 كيلو غرام.
تأتي هذه العوامل إلى جانب العوامل الهرمونية الناتجة عن إنتاج الانسولين ونسبته في الدم، وترتبط بعض هذه العوامل بعامل العمر لدى المرأة، بالإضافة إلى الإصابة بأي عرض آخر قد يكون داء السكري عرض أو تأثير ناتج عنه.
ماهي أعراض الاصابة؟
قد تظهر مجموعة من الأعراض التي تنذر بإصابة المرأة الحامل بسكري، الحمل ويمكن من خلالها أن تبدأ المرأة بالفحص للتأكد من احتمالية إصابتها من عدمها، ولكن في بعض الأوقات قد تصاب المرأة بسكري الحمل دون تعرضها لهذه المؤشرات ما يعني ضرورة الفحص المستمر، والمتابعة، وعدم جعل هذه الأعراض ضرورية لتأكيد الإصابة، وتتلخص هذه الأعراض في شعور المرأة بالعطش والجوع بشكل مستمر وحدوث جفاف في الفم، إضافة إلى التعرق الشديد والشعور بالإرهاق، والتعب بشكل مستمر ودون القيام بأي جهد، مع الحاجة إلى الدخول للتبول بشكل مستمر وخصوصاً خلال فترة الليل، و احتمالية إصابة المرأة بصعوبة في رؤية بعض الأشياء.
ما درجة خطورته؟
إصابة المرأة بسكري الحمل قد يعرضها لخطر حدوث مضاعفات الحمل والولادة، وقد تشكل الإصابة خطر على الجنين أيضاً أثناء الولادة ومع مرحلة الرضاعة، ومن المخاطر التي قد تصيب المرأة بسبب سكري الحمل هو ارتفاع ضغط الدم، وضرورة القيام بعملية قيصرية أثناء الولادة، مع احتمالية إصابة المرأة بداء السكري من الدرجة الثانية واستمراره معها حتى بعد الولادة، وقد يكون لها أيضاً أبعاد نفسية مثل الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة، ويمكن تقييم مدى خطورة الإصابة بواسطة الفحص المستمرة أثناء الحمل وقبل عملية الولادة والحصول على الاستشارة الطبية المناسبة.
هل يصاب الجنين بداء السكري؟
لا توجد علاقة مباشرة بين إصابة الجنين بداء السكري بسبب تعرض والدته لسكري الحمل، ولكن قد تشكل إصابة الأم بعض التأثيرات والاعراض على الجنين بعد الولادة، ويستحسن في حالة إصابة الأم بسكري الحمل، فحص مستوى السكر في الدم للمولود مباشرة بعد الولادة، وفي حال كانت نسبة السكر منخفضة كردة فعل يتم إعطاؤه سائل مُحلّى بالسكر عبر الفم أو الوريد وربما يبقى لساعات تحت المراقبة.
ما بعد الإصابة؟
بعد تأكيد إصابة المرأة بسكري الحمل من خلال الفحص أو من خلال تتبع الأعراض أو تجنباً للإصابة، تنصح المرأة باتباع مجموعة من الإجراءات التي من خلالها يمكنها السيطرة على سكري الحمل والعلاج منه أو الوقاية منه في حالة عدم الإصابة، التالي مجموعة من هذه الاجراءات:
- الالتزام بمتابعة الحمل عند طبيب النساء والتوليد.
- الفحص المستمر لنسبة السكر في الدم ومتابعة الطبيب بشكل مستمر، والحصول على جرع الأنسولين عند الحاجة.
- مراقبة زيادة الوزن، وممارسة الرياضة المناسبة بشكل مستمر.
- المداومة على شرب المياه يومياً وبمتوسط 1.9 لتر.
- الحصول على نظام غذائي يركز على التقليل من نسبة الكربوهيدرات، وزيادة الأغذية الغنية بالألياف وتناول الأطعمة التي تقل فيه نسبة السكر، والدهون المشبعة مع تناول الفيتامينات والمكملات اللازمة خلال فترة الحمل.
أنا مصابة، ما الحل؟
تبدأ مرحلة العلاج من سكري الحمل بالخضوع إلى نظام غذائي وخصوصاً خلال المرحلة المبكرة لاكتشاف الإصابة، وخلال المراحل المتقدمة للإصابة والحمل ووفقاً لاستشارة الطبيب يتم التوصية بأخذ حقن الأنسولين، وتناول بعض الأدوية الفموية.
ويلزم أيضاً مراقبة صحة الجنين أثناء الحمل من خلال مراقبة حجم الجنين وقياس دقات القلب وبعد الولادة يتم قياس نسبة السكر في دم الأم عبر فترات، الأولى تبدأ بعد الولادة مباشرة وتتكرر العملية بعد ستة أسابيع لمعرفة إذا ما عادت نسبة السكر إلى طبيعتها أو استمرت الإصابة، وفي الحالة الثانية تخضع المرأة إلى مرحلة علاجية مختلفة.
قنطار وقاية
أغلب الأعراض والتغيرات التي تصيب الحامل تحتاج إلى متابعة صحية منذ فترات الحمل الأولى، إضافة إلى الالتزام بنظام غذائي صحي وممارسة الرياضة والابتعاد عن العادات والسلوكيات الضارة، كل الأعراض يمكن السيطرة عليها وعلاجها أو الوقاية منها ومنها سكري الحمل.