كثيراً ما يلجأ الأطباء إلى إجراء عمليات قيصرية للسيدات في حالات اضطرارية للحفاظ على صحة الأم والطفل، لكن أغلب الحوامل مؤخراً اتجهن إلى طلب إجراء الولادة القيصرية دون حاجة طبية لأسباب شخصية، لذا سنسلط الضوء على أسباب ودواعي ومحاذير العمليات القيصرية..
أسباب الولادة القيصرية
تختلف الأسباب التي تستدعي إلى ولادة قيصرية بحسب حالة الحمل والولادة، تقول الطبيبة كريمة حسن، طبيبة نساء وولادة: إذا كانت السيدة تعرضت لمضاعفات أثناء الحمل أو في ولادات سابقة فأنا دائماً أنصحها بإجراء ولادة قيصرية، وهذا ما يسمى (عملية قيصرية مخطط لها) ويندرج أسفلها الحالات التالية:
- إذا كان الطفل في وضعية عرضية أو جانبية، أو لم يستقر على وضعية معينة (وضعية الجنين المتغيّرة باستمرار).
- إذا كانت السيدة حاملاً بتوأم أو أكثر، ورأس الطفل الأول ليس في وضعية النزول.
- إذا كانت الحامل تعاني من انخفاض في المشيمة أو هبوط في موضع انغرست فيه المشيمة في جدار الرحم، هنالك تصبح الولادة القيصرية أكثر أماناً للأم والطفل.
- إذا أصيبت الحامل بعدوى مثل هربس (أو قوباء) الأعضاء التناسلية أو فيروس نقص المناعة البشرية HIV ولا تتلقى علاجاً للفيروسات، أو لديها نسبة عالية من الفيروسيات، أو كانت مصابة بالتهاب الكبد الوبائي سي (HBV) والذي يفضل الأطباء إجراء عملية قيصرية للحامل خوفًا من انتقال الفيروس للطفل في حالة الولادة المهبلية.
وتضيف: “أحياناً تتداخل الأسباب ويظهر أكثر من سبب طبي لإجراء العملية ولادة قيصريةمخطط لها، على سبيل المثال، قد يكون لدى الحمل انخفاض أو هبوط في المشيمة، والذي ربما يساهم في أن يصبح طفلها في وضعية مقلوبة أو عرضية”.
الولادة القيصرية الطارئة (الغير مخطط لها)
هناك حالات يقوم فيها الأطباء بإجراء الولادة القيصرية كحالة طارئة بعد محاولة التوليد طبيعياً أو غير مخطط لها كالتالية:
- في حالة وجود طفل ثمين أو حمل عزيز (يأتي الطفل بعد سنوات طويلة عقم) فيمنع المخاطرة بحياة الطفل.
- عدم تقدّم مراحل المخاض أثناء الولادة الطبيعية، كتوقف عنق الرحم عن التوسّع والتمدد قبل الوصول إلى التمدد المطلوب لحدوث الولادة، أو توقف الطفل عن الحركة إلى أسفل قناة الولادة.
- في حالة الطفل المقعدي.
– إذا فشلت حالات الولادة المعانة باستخدام أدوات مثل ملقط الجراحة أو الجفت أو الشفاط.
– إصابة المرأة الحامل بنزيف غزير أثناء فترة الولادة الطبيعية مهدد لحياة الأم والطفل.
– تمزق الرحم، أو تمزق نسيج الندبة في موضع عملية قيصرية سابق.
– إذا انفصلت المشيمة أثناء المخاض وتعرض الطفل للخطر.
– إذا انزلق الحبل السري عبر عنق الرحم وأصبح أمام الطفل، وتسمى هذه الحالة غير الشائعة “تدلي الحبل”. عندها يكون هناك خطر في أن ينسحق أثناء الولادة فيمنع وصول الأوكسجين إلى الطفل.
– الضائقة الجنينيّة حيث يُعبّر هذا المصطلح عن حالة الاضطراب التي تحدث للجنين أثناء المخاض، مثل تطوّر حالة عدم انتظام ضربات قلب الجنين، ممّا يعني أنّ الجنين غير قادرٍ على تحمل المخاض، وبالتالي ضرورة إجراء الولادة القيصريّة.
إجراء العمليات القيصرية بدون دواعي طبية
تميل بعض النساء إلى طلب إجراء ولادة قيصرية بدون أن تكون هناك حاجة ملحة لذلك، كما اختارت نسيم المقبلي (أم لطفلين) التي دفعها الخوف والرهبة الشديدة من الآلام الشديدة أثناء الولادة المهبلية.
أما الأغلبية من النساء (بحسب الطبيبة كريمة) فإنهن يرفضن الولادة المهبلية بسبب تشويه الأعضاء التناسلية والخوف من عدم الرجوع إلى الحالة الطبيعية لها لأجل المتعة الزوجية.
في كل الأحوال، يبقى على الطبيب شرح دواعي وأضرار الولادة القيصرية لتقرر الحامل كيف ستلد طفلها.
أضرار الولادة القيصرية ونصائح لتفاديها
- تعرض الطفل لمشاكل في التنفس وخاصة إذا تمت ولادة الجنين قبل الأسبوع 39 من الحمل.
- حدوث التصاقات داخل بطن الأم بعد العملية، مما قد يزيد نسبة الإصابة بمرض انسداد الأمعاء الذي قد يوجب الخضوع لعملية أخرى.
- احتمالية تأثر الطفل بأدوية التخدير التي تُعطى للأم أثناء العملية القيصريَة؛ فقد يؤثر في نشاط الطفل وحركته بعد الولادة.
- صعوبة التبول.
- عدوى أو التهاب جُرح العملية، ويُعدُ شائعَ الحدوث بعد الخضوع للجراحة القيصرية، وقد يُصاحبه أعراض مختلفة مثل: انتفاخ وتورم الجُرح، واحمرار منطقة العملية، وخروج إفرازات من الجُرح، وزيادة الألم في مكان العملية.
لذا سنعرض بعض النصائح لتفادي حدوث الأضرار
- أخذ الأدوية الخاصة بالأم بانتظام.
- اتباع توصيات وتعليمات الطبيب الخاصة بالأنشطة اليومية، والأنشطة البدنية، والحمية الغذائية، وذلك قبل إجراء الجراحة القيصرية في حال تم تحديدها مسبقاً، أو خلال فترة الشفاء بعد إجراء الجراحة.
- الاهتمام بنظافة الجرح والالتزام بموعد مراجعه الطبيب للمجارحة.
- إخبار الطبيب على الفور في حال حدوث أيِ من الأعراض الآتية بعد العملية الجراحية: زيادة الألم، النزيف، تورم الجرح، الحمى، خروج إفرازات من الجرح، احمرار الجرح.