أدّى مبعوث الأمم المتحدة “مارتن غريفيث” لدى اليمن؛ دور الوسيط المحايد بين طرفي النزاع في البلد، حيث نجح في توطيد السلام بمباحثات عبر جهود أممية، لترجمتها إلى إطار المشاورات السياسية.
يعيش اليمن، صراعات مستمرة وتناقضات عميقة -منذُ أكثر من 6 سنوات- تدور حول تقاسم الحكم والسلطة، ولكن “ما هي أبرز المحطات السياسية لإحلال السلام، بفترة غريفيث؟”.
مشاورات جنيف
بعد 7 أشهر من تعيينه، أعلن غريفيث؛ عن بدء جولة جديدة من الم اليمنية، بجنيف السويسرية، تتعلق ببحث إطار عمل لمشاورات سلام -تبدأ في 6 سبتمبر2018م- حيث قال إن “الحل السلمي لإنهاء الحرب في اليمن أمر ممكن”.
ولكن في 8 سبتمبر؛ أعلن المبعوث الأممي عن فشل المشاورات، قائلاً في مؤتمر صحافيّ: “لم نتمكن من إقناع وفد صنعاء بالقدوم إلى هنا”، حيث تغيب وفد أنصار الله بسبب “عدم حصولهم على ضمانات كافية لعودتهم عبر طائرة محايدة”، وفقاً لتقارير صحفية في حينه.
وكانت المشاورات تهدف إلى إعادة بناء الثقة؛ تنشيطاُ لعملية السلام، وتمهيداً لمشاورات رسمية مقبلة آنذاك.
اتفاقية ستوكهولم
بعد شهرين من تناقضات الفشل في مشاورات جنيف، أعلن مارتن؛ عن استئناف العملية السياسية بين الأطراف اليمنية، بستوكهولم السويد -تبدأ في 6 ديسمبر 2018م- بغية إنهاء الصراع السياسي؛ من خلال تفاهمات وتعهدات ملزمة.
حيث نص الاتفاق؛ على بنود، يمكن تلخيصها بالشكل التالي:
ملف مدينة الحديدة
- انسحاب جماعة أنصار الله؛ من الموانئ البحرية في الحديدة، مع إعادة انتشارها خارج المدينة.
- إزالة المظاهر العسكرية المسلحة؛ من داخل الموانئ البحرية والمدينة.
- إنشاء لجنة تنسيقية مشتركة لمراقبة عملية الانسحاب، والإشراف على إعادة الانتشار، مع إزالة الألغام البحرية والبرية.
- إيداع إيرادات موانئ الحديدة؛ إلى البنك المركزي اليمني في عدن، مع دفع مرتبات موظفي الدولة في المحافظة.
ملف تبادل الأسرى
الإفراج عن 15.000 أسير، من كلا الطرفين المتفقين، برعاية من الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر، وهذا ما تم البدء به فعلياً؛ في صفقات تبادلية.
ملف مدينة تعز (تفاهمات حول تعز)
“إنشاء لجنة تنسيقية مشتركة؛ تضم المجتمع المدني” هذا هو بند تعز؛ والذي يعد القضية الثالثة التي اتفق عليها الطرفان ولم يحصل بها تقدم، حيث دفع المبعوث -عبر اجتماع عقده افتراضياً- للإعراب عن أسفه من عدم إحراز تقدم فيه.
يهدف الاتفاق إلى حل الوضع المتفاقم في مدينة تعز -مركز المحافظة- إذ يغلق المسلحون الحوثيون منافذها الرئيسية منذُ العام 2015م، وقد تسبب ذلك في حصار على سكانها وتضاعفت المأساة الإنسانية والصحية، وفقاً لتقارير صحفية وحقوقية، وامتدت هذه المشاكل إلى باقي المحافظة الأكثر سكاناً باليمن.
مخرجات القرار 2451
اعتمد مجلس الأمن الدولي؛ قراراً لمراقبة تنفيذ اتفاق الحديدة، ويأذن في نشر فريق طلائعي أممي؛ لمراقبة تطبيق الاتفاقية. حيث دعا إلى تطبيق البنود؛ وفق أطرها الزمنية، مُشدداً على أهمية مشاركة النساء؛ والانخراط المجدي للشباب في عمليات السلام السياسية.
تطور اتفاقية ستوكهولم
وتعتبر اتفاقية ستوكهولم أول اتفاقية بين أطراف الصراع السياسي والنزاع المسلح في اليمن -منذُ مشاورات الكويت في 2016م- حيث تمكن الطرفان عبرها من التوصل إلى اتفاق بشأن العديد من القضايا المهمة، للحد من تطور الأزمة الإنسانية في البلد.
ولأول مرة؛ منذُ بدء سريان الاتفاقية؛ زار مارتن غريفيث الحكومة الشرعية وجماعة أنصار الله، في يناير 2019م، لبحث التطورات السياسية؛ في إطار مشاوراته. معلناً -بعد تلك الزيارة- أن الأعمال العدائية قد تراجعت بشكل كبير؛ نتيجة لوقف إطلاق النار، وبأنّ الطرفين المتفقين التزما إلى حد كبير.
دعماً لجهود غريفيث لإنجاح تطبيق اتفاق الحديدة، عيّن الأمين العام -أنطونيو غوتيريش الجنرال/ ميكيل لوليسغارد، رئيس فريق التنسيق المشترك في مراقبة إعادة الانتشار؛ في يناير 2019م -وفق القرار 2451- وخلفه الجنرال/أبهيجيت غوها في -في سبتمبر من العام نفسه- ليصبح ثالث مسؤول مكلف بقيادة الإشراف من الأمم المتحدة على اتفاق وقف إطلاق النار في الحديدة.
مباحثات اقتصادية
بعد 4 أشهر من زيارة المبعوث إلى اليمن والسعودية جرَتْ مباحثات صريحة بين الحكومة وأنصار الله، في عمّان الأردن، حول دفع رواتب موظفي القطاع العام في محافظة الحديدة، وبقية المحافظات اليمنية. وركز الطرفان في المباحثات على تنفيذ البنود الاقتصادية المتفق عليها في اتفاقية ستوكهولم.
تدعيم السلام
محاولةً لاستعادة الثقة المشتركة، وتحريكاً لعملية السلام؛ إلى الأمام زار المبعوث الأممي؛ موسكو وأبوظبي ومسقط وواشنطن أيضاً، حيث صرح مكتبه -عبر حسابه في تويتر- أن المبعوث “مصمّم على التوصّل إلى حلّ سياسي شامل للنزاع، ويشجّعه التزام الأطراف وأصحاب الشأن؛ على الانخراط معه، للمضي قدماً بعملية السلام في اليمن”.
يزور المبعوث الخاص #روسيا ، #الامارات المتحدة العربية وسلطنة #عمان الأسبوع المقبل للمضي قدما” بعملية السلام في #اليمن. انه مصمّم على التوصّل الى حلّ سياسي شامل للنزاع ويشجّعه التزام الأطراف وأصحاب الشأن على الانخراط معه.
— @OSE_Yemen (@OSE_Yemen) June 28, 2019
تصعيد خطير
انتهاكات وتدهور أمني إنساني؛ شهدها البلد مُجدداً، إذ أعلن الجانبان عن استهدافهما لأهداف عسكرية واسعة، متبادلين لهجة وصفية عنيفة، بعد أشهر من الهدوء؛ بتوقف إطلاق النار، وفقاً لإحاطة المبعوث الأممي. حيث تم رصد 1339 انتهاكاً؛ خلال الـ90 يوم من اتفاق ستوكهولم، معرباً عن قلقه العميق “إزاء التصعيد؛ الذي قد يهدد التقدم المحرَز في الحديدة”، حدّ وصفه.
عنق الزجاجة
بعد تصعيدٍ قلق في الحديدة وأبين، اليمن على مفترق الطرق؛ وحان الوقت لدقّ ناقوس الخطر إما الاتفاق على آلية شاملة لخفض التصعيد واستئناف العملية السياسية، أو الدخول في مرحلة جديدة من تصعيد أكبر وما يترتب عليه من ارتفاع عدد الضحايا وتعثر الوصول إلى طاولة المشاورات السياسية. هذا ما ذكره المبعوث الأممي في اجتماع تشاوري له مع مجموعة من شرائح المجتمع اليمني.
تبادل الأسرى
انطلقت أكبر عملية تبادل للأسرى والمعتقلين بين الحكومة والحوثيين منذ بداية النزاع في اليمن، في سبتمبر 2020م، لتشمل تبادل وتحرير 1081 أسير -بينهم سعوديون وسودانيون وأمريكيون- ويعود التنفيذ إلى موافقة الجانبين على تبادل 15 ألف أسير، في اتفاقية ستوكهولم. أتت عملية التبادل بعد سلسلة من الاجتماعات بين الطرفين برعاية مكتب المبعوث الخاص بمشاركة اللجنة الدولية للصليب الأحمر التي تشرف على التبادل.
اتفاق الرياض
“هناك مصلحة لدى كل من الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي لتنفيذ اتفاق الرياض، ربما ليس في جميع جوانبها؛ ولكن بما فيه الكفاية للسماح لنا في الأمم المتحدة بالتوسط لإنهاء الصراع الشامل” هذا ما صرح به المبعوث الأممي -مارتن غريفيث- في حوار صحفي له. حيث أضاف؛ قائلًا “إذ نرحب -اليوم؛ بعد نجاحه- بالتطورات الإيجابية في تنفيذ اتفاق الرياض؛ بما في ذلك تشكيل الحكومة الجديدة، وإنّ هذهِ خطوة مهمة لتعزيز الاستقرار وتحسين مؤسسات الدولة ورفع مستوى الشراكة السياسية، وهي أيضاً خطوة محورية نحو حل سياسي دائم للصراع في اليمن”.
الإعلان المشترك
أطراف النزاع في اليمن؛ تشاورت للوصول إلى مسودة الإعلان المشترك لحل الأزمة المستمرة منذ 6 سنوات التي طال أمدها وترتّبت عليها أوضاع إنسانية. وتميّز نصّ الوثيقة بسقف عال ٍمن الأمل، كما تميّز بالشمول لمختلف الجوانب والتفاصيل السياسية والإجرائية.
وتضمّنت -المسودة في الربع الرابع من العام الماضي- وفقاً لما نشر في تقارير صحفية موافقة طرفي النزاع على وقف فوري وشامل لإطلاق النار في كافة أنحاء البلد، وإطلاق سراح جميع الأسرى والمعتقلين والمفقودين والمحتجزين والمخفيين الموضوعين تحت الإقامة الجبرية، لأجل توسيع دائرة التدابير الإنسانية والاقتصادية العاجلة لتخفيف وطأة المعاناة، وضمان حرية حركة المواطنين وإعادة فتح الطرق والمطارات، وتدفق البضائع والخدمات الإنسانية والتجارية، وبناء الثقة بين الطرفين، مع إيجاد بيئة مواتية لاستئناف المشاورات السياسية في اليمن.
تمهد إجراءات السلام في مراحلها؛ إلى بناء الثقة بين الطرفين؛ بهدف استئناف المشاورات السياسية، لأجل نهاية كاملة للحرب في اليمن، من خلال إبرام اتفاق (حل سياسي شامل) على أساس قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، ومبادرة مجلس التعاون الخليجي؛ وآليتها التنفيذية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل.
حادثة مطار عدن
بعد أيام قليلة من حادثة الهجوم على المطار، زار المبعوث الأممي -مارتن غريفيث- باحة مطار عدن الدولي، ليطلع بشكل مباشر على الدمار الذي خلفته الحادثة الهجومية تزامناً مع وصول الحكومة اليمنية.
حيث اعتبر -غريفيث- الانتهاك اللا إنساني؛ بأنه “جريمة حرب” واصفاً بأنها “محاولة متعمدة لتحويل الأمل -اتفاق الرياض- إلى يأس وشقاق”، موضحاً سببها قائلاً “الحادثة؛ لعرقلة جهود السلام والجهود الرامية لتخفيف معاناة اليمنيين”.
والتقى -بزيارته- الحكومة اليمنية؛ في مقر عملها بالمدينة نفسها، بعد أن زار رئاستها في العاصمة السعودية -الرياض- وانحصرت الزيارتان على إدانة الحادثة الهجومية.
مكتب عمل المبعوث
منذُ 2011م؛ يواجه اليمن أزمة سياسية وعسكرية بغاية التعقيد ترافقها تبعات خطيرة على مستقبل البلد والمنطقة، حيث أنشأ الأمين العام -في 2012م- مكتب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن للقيام بمساعي حميدة من أجل تسهيل عملية الانتقال في اليمن، وتم تعيين السيد/ مارتن غريفيث، مبعوثاً أممياً إلى اليمن؛ في فبراير 2018م، والذي يعتبر المسؤول الوسطي للتوصل إلى اتفاق لإنهاء النزاع وتمكين استئناف عملية الانتقال السياسي وفقاً لمبادرة مجلس التعاون الخليجي ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني وقرارات مجلس الأمن الدولي.
يمكن متابعة أخبار وتقارير مكتب المبعوث الأممي؛ من خلال الموقع الرسمي، أو صفحات وسائل التواصل الاجتماعي، مثل تويتر، فيسبوك، وتيليغرام.
باعتقادكم.. هل لعب غريفيث؛ دوراً هاماً في إرساء السلام في اليمن؟
- تم إنتاج هذه المادة بالتعاون مع اليونسكو وبتمويل صندوق الأمم المتحدة لبناء السلام.
- التسميات المستخدمة وطريقة عرض المواد في هذا المحتوى لا تعني التعبير عن أي رأي مهما كان من جانب اليونسكو أو صندوق الأمم المتحدة لبناء السلام أو مؤسسة RNW Media بشأن الوضع القانوني لأي بلد أو إقليم أو مدينة أو منطقة أو لسلطاتها، أو بشأن تعيين حدودها.
نتمنى انتهاء الحرب وعودة الحياة لطبيعتها لقد هلكنا منها
اليمن يعيش اسوء مجاعة في تاريخ البشرية وسوف يحاسبكم الرب والأيام والزمن سيشهدعلى كلامي لان العالم ظلم الشعب اليمني الطيب