يذيع صيت نوال جواد، وهي سيدة في عقدها السادس من مدينة عدن، ليس فقط لأنها ناشطة في المجال التعليمي، لأكثر من 20 عامًا، بل لأنها اليمنية الأولى التي تولَّت مهام “مديرة” مكتب التربية والتعليم، بعد أن كانت ولزمن طويل وظيفة يحتكرها الرجال في اليمن.
وبرزت جواد، في الوسط المحلي باعتبارها من أقدر الشخصيات على بناء وتطوير التعليم، وإيجاد الحلول لأكثر القضايا تعقيدًا، تبعًا لما تتصف به من هدوء، وحكمة وقدرة على الإقناع والتأثير، بجانب حضورها الملفت، ومواقفها الحازمة والشُجاعة، عوامل أهلتها أن تتقلد العديد من المناصب القيادية، حيث تُوِّجت قبل أشهر، مديرة لمكتب تربية عدن.
ويتساءل كثيرون، عن الكيفية التي دفعت المرأة، لتحقيق النجاحات بتتابع، وكيف استطاعت الوصول إلى هذا القدر من ثقة السلطة المحلية، وما هي القدرات التي تنفرد بها، وتمكنها من إدارة مكتب، يعد هو الأكثر نشاطًا في مدينة باتت اليوم عاصمة البلد.
تتحدث لمنصتي 30: “في تسعينات القرن الماضي، كنت طالبة في كلية التربية بعدن، قسم «كيمياء- أحياء» وتعتبر من أصعب المراحل التعليمية في مسيرتي كوني طالبة، وزوجة حديثة، وفي نفس الوقت معلمة خدمة وطنية.. وفي العام 1991، تخرجت بدرجة بكالوريوس”.
إلى جانب عملها كمعلمة، أُختيرتْ آنذاك موجهة لمادة الأحياء بمختلف مدارس الثانوية بعدن، لتترشَّح بعدها مدربة محورية للمعلمين وسط المحافظة، ساعدها هذا الاختيار في الوصول إلى قرار تعيينها مدربة في القيادة الإدارية على مستوى الجمهورية.
تؤكد جواد: “من خلال نشاطي في عمليتي التوجيه، والتدريب، حاولت استغلال حماسي في استكمال دراسة الماجستير، بجامعة عدن، قسم الأصول والإدارة التربوية، وبتخصص «إدارة وإشراف تربوي» بدراسة حول “الاحتياجات التدريسية لمديري المدارس الثانوية في محافظة عدن، عام 2006”.
وفي العام 2015، تقدمت نوال بدراسة “تصور مقترح لتطوير البرامج التدريبية للقيادات الإدارية في وزارة التربية والتعليم بالجمهورية اليمنية، في ضوء مدخل إعادة هندسة العمليات الإدارية “الهندرة” لتحصل بذلك على اللقب العلمي “أستاذ مساعد“.
وخلال السنوات الماضية، حاولت جواد إجراء بحوث علمية واسعة، جميعها تتعلق بجوانب التعليم في اليمن، وبهذا الشأن توضح: “بداية سنوات الحرب، عملت على جملة من البحوث، أولها «درجة تأثير ترميم وتأهيل مدارس التعليم العام بعد الحرب على نظام الدراسة» إضافة لبحث مشترك بعنوان ”دور المؤسسات التعليمية في مواجهة التأثيرات التربوية والتعليمية للعولمة، (اليمن نموذجًا)“.
وتتابع: “تمكنت أيضًا من الشراكة في إنجاز، بحث التمكين الإداري للقيادات النسائية في جامعة عدن، الواقع والمعوقات المؤثرة فيه من وجهة نظر أعضاء الهيئة التدريسية.. بجانب بحث ”درجة ممارسة القيادات الأكاديمية بجامعة عدن للقيادة الأخلاقية وعلاقتها بالولاء التنظيمي“ ومن خلال هذه البحوث، تحصلت على لقب “أستاذ مشارك“.
وتشير هذه المرأة في حديثها إلى أنها في صدد نشر بحثين بالشراكة مع زملاء آخرين، استعدادًا للوصول إلى الدرجة العلمية الأستاذية، “البروفسور”.
مدربة أكاديمية
على مدى عقدين متتالين، تنقلت نوال بين عدد من المؤهلات الأكاديمية، واكتسبت الكثير من الخبرات الوظيفية؛ كل ذلك ساعدها في توسيع دائرة علاقاتها، وانفتاحها على مجال التدريب، والتنسيق، والإدارة.
تقول لمنصتي 30، إنها عملت في العام 2006، مديرة لإدارة التدريب والتأهيل، بمكتب التربية، فيما حصلت العام 2011، على قرار مدير إدارة الشؤون التعليمية في كلية التربية بجامعة عدن، مشيرة إلى أنه جرى تعيينها بعد عام من اندلاع الحرب في اليمن، نائبة العميد لشؤون التطبيق العملي، بالإضافة لعملها منسقة المنظمات المحلية، والدولية المانحة في وزارة التربية والتعليم.
أما في مجال التدريب والتأهيل، فقد ساهمت الدكتورة نوال، في إجراء دورات تدريبية للمعلمين والإخصائيين الاجتماعيين، توضح المرأة في حديثها: “في البداية، تدربت على مهارات التعامل مع النزاعات، والتفاوض، والحوار، وكذلك التعليم بالطوارئ”.
وتستطرد قائلة: “عملت لفترة ليست قصيرة، في تدريب المعلمين، وتأهيل المدربين والأخصائيين ومديري المدارس، وعدد من أولياء الأمور والطلاب حديثي التخرج، على برامج معينة أهمها الأساليب البديلة للعقاب، والنجاح في مقر العمل الخاص بالطلاب، إضافة لتدريب الفئات الإدارية، وهيئة التدريس على مواجهة صعوبات التعليم، وكيفية اكتساب المهارات الحياتية.
وشاركت جواد في برامج تحسين جودة التعليم، التابع للوكالة الألمانية للتعاون الدولي “GIZ” الخاص بتوظيف وثائق المقررات الدراسية، في تنفيذ خطة تمهين الإدارة المدرسية، والإشراف التربوي والمشاركة في إعداد دليل القيادات الإدارية بمعية عدد من زملائها، بحسب المعلومات.
الشراكة في القرار
يعتقد كثيرون أن نشاط نوال على مدى سنوات طويلة، واستمرارها في تحقيق النجاحات، هو ما يفسر ثقة سلطة عدن المحلية بقدرات هذه المرأة، التي باتت تحمل اليوم مسؤولية تسيير وإدارة الجانب التعليمي وفق رؤية واضحة، ساعية نحو بناء جيل متمسك بالقيم الإنسانية، “ينتمي لوطنه، ومنتج في عالم متغير”، كما تقول.
وبحسب جواد، فإن قرار تعيينها، في ديسمبر 2022، أتاح لها العمل من جديد ضمن مساحة حرة، برفقة تربويين، كانت قد ودعتهم قبل 13 عامًا، حيث تشكل حلقة متكاملة، من خلال إدارة فريق يعمل باستمرار على بناء شخصية المتعلم، بتوازن، وفقًا للسياسات التعليمية في البلد، وتحسين مستوى الأداء، ورفع نسبة المخرجات، والارتقاء بالمؤهلات، والقدرات، والتشجيع على الإبداع والابتكار.
وبالرغم من الصعوبات التي وقفت أمام هذه المرأة، أثناء عملها كمسؤولة، إلا أنها تغلبت عليها، بفعل دعم ومساعدة زوجها، الذي يقدم لها الكثير من التسهيلات، ويعينها على تجاوز العثرات، حد تعبيرها.
وترى نوال بأن وجود النساء في السلطة المحلية “حق”؛ وعلى المجتمع المحيط، دعمهن في هذا المسار، لأنهن يتمتعن بنظرة شمولية، تجاه المشاريع واتخاذ القرارات، إضافة للمهنية، والعمل بمسؤولية، مؤكدة أن المرأة لديها القدرة والإمكانيات التي تؤهلها بأن تكون شريكة الرجل في السلطة.
وفي حديثها مع منصتي 30، لفتت إلى أهمية إشراك المرأة في الحكم المحلي، وأحقية حصولها على المشاركة بصنع القرار، فلا يمكن للمجتمع تحقيق التنمية الشاملة، وبناء مجتمع جديد ما لم يكن للمرأة دور في صياغة القرارات المتعلقة بالسلام، وعمليات المصالحة وحل النزاعات.
المراه هي أساس كل مجتمع ناجح لها دور كبير في تطويره وازدهاره
هاذي حقوق المراءه
شكرا منصتي
شكرا منصتي 30
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى، ،
نشكر الدكتوره ع الجهود المبذول في تحسين العمليه التعليميه