في الثالث عشر من كانون الأول/ ديسمبر 2018 اجتمع أطراف الصراع اليمنيين، في العاصمة السويدية “ستوكهولم” على طاولة المفاوضات، بغية التوصل إلى حل ينهي الحرب التي تشهدها البلاد منذ العام 2015.
وبسبب تعقد الوضع في البلاد، اتجه فريق الأمم المتحدة إلى تقسيم ملف النزاع في اليمن، إلى عدة ملفات بغية حل الأزمة تدريجياً، حتى يتمكن الطرفان من الوصول إلى حلٍ شامل في جولات قادمة من المفاوضات.
محافظة الحديدة ووقف إطلاق النار، وإطلاق الأسرى والمعتقلين، وفتح مطار صنعاء، ورفع الحصار عن مدينة تعز، هذه أبرز الملفات التي طرحت على الطاولة في السويد.
ملف الحديدة
الاتفاق حول الحديدة يعد أبرز نجاح لمشاورات السويد، إذ منع القوات الموالية لحكومة هادي من الدخول إلى مدينة الحديدة والسيطرة على موانئها، ووضع هدنة بين طرفي الصراع في المحافظة، كما سمح بدخول قوات أممية الى المدينة لمراقبة وقف إطلاق النار.
لكن ما يؤرق هذا الاتفاق، عدم تحديد القوات التي سوف تتسلم المدينة، إذ أطلقت الأمم المتحدة عليها اسم”قوات محلية“، دون تسمية الطرف الذي سوف تتبعه هذه القوات سواءً كانت جماعة أنصار الله، أم الحكومة اليمنية.
هذا البند المبهم من اتفاق الحديدة، يفسره كل طرف لصالحه، إذ ترى الحكومة أنها القوات الموالية لها والتي كانت تسيطر على المدينة قبل دخول جماعة أنصار الله، فيما يؤكد الحوثيون أن من يتسلم المدينة وموانئها هي القوات الأمنية داخلها وهي تابعة لهم.
عدة جولات من المفاوضات بين الجانبين تمت برعاية أممية لاستكمال تنفيذ اتفاق الحديدة، لكنها لم تفضِ إلى نتيجة بسبب ضبابية الاتفاق.
ورغم تبادل الطرفين الاتهامات بارتكاب المئات من الخروقات إلا أن الهدنة ما زالت مستمرة، وتحرص البعثة الأممية على بقائها، غير أن الانسحاب العسكري لقوات الطرفين لم ينفذ حتى الآن.
الأسرى والمعتقلون
في 16 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر تبادل الحكومة وجماعة “أنصار الله”، 1056 أسيرا ومعتقلًا من إجمالي 15 ألف سير من الطرفين، كانت محادثات السويد قد توصلت إلى إطلاقهم.
ويتبادل الطرفان الاتهامات بشكل متكرر بخصوص إخفاء عدد كبير من أسماء الأسرى والمعتقلين وعدم الالتزام بتقديم جميع الأسماء، المسجلة على قوائم الأسرى.
وما يزال نحو أربعة عشر ألف أسير من الطرفين في السجون، نتيجة لتعثر جولات عدة من المفاوضات تلت اتفاق السويد في إطلاق سراحهم.
مطار صنعاء
وتضمن اتفاق السويد إعادة فتح مطار صنعاء الدولي المغلق منذ 2016 كمطار داخلي في المرحلة الأولى، على أن يكون التفتيش في مطاري عدن وسيئون الدوليين، لكن جماعة أنصار الله طالبوا بفتح المطار وفق المعايير الدولية، وأعلنوا رفضهم لعملية التفتيش، لذلك ما يزال المطار مغلقاً أمام الرحلات المحلية والدولية، عدا رحلات الأمم المتحدة.
ملف محافظة تعز
وضع المبعوث الأممي مسودة اتفاقاً لوقف إطلاق النار ورفع الحصار عن مدينة تعز لإنها المعاناة الإنسانية التي تشهدها المحافظة الواقعة جنوب غربي اليمن.
وتضمن الاتفاق فتح عدد من المنافذ البرية وتشغيل مطار تعز، بالإضافة إلى تشكيل لجنة مراقبة برعاية أممية، لتثبيت عملية وقف إطلاق النار.
لكن هذا الملف لم يصل الطرفان فيه إلى نتيجة!.
بعد مرور عامين هل ما يزال قائماً؟
“حقق ستوكهولم اختراقاً في ملفي الحديدة والأسرى وحفز جميع الأطراف على الحوار، لذلك ما يزال أطراف الصراع متمسكون به لأنهم يعلمون أنهم ورغم مرور السنين سيجلسون على طاولة المشاورات”، يقول الكاتب اليمني والمحلل السياسي ناصر الربيعي.
وبحسب الربيعي فإن الاتفاق نجح بنسبة تصل إلى ١٠٪ لكونه ما يزال مستمراً في محافظة الحديدة، وأيضاً لأن طرفي الصراع ما زالا يعترفان باستمراريته.
ويتفاءل ناصر الربيعي في الاتفاق إذ يرى أنه يمكن تعديله بصيغة أخرى أكثر وضوحاً، ويشمل خطة لوقف الحرب والبدء بمفاوضات سلام إذ يعده خطوة أولى نحو وقف الاقتتال في اليمن والدخول في سلام شامل.
لافتاً إلى أن الاتفاق يمكن أن ينفذ في حال وجدت النوايا الصادقة من قبل جميع الأطراف المحلية والإقليمية لإنهاء الصراع الدموي في البلاد.
لكن الإعلامي اليمني أكرم الحاج يرى أن “اتفاق السويد أصبح في حكم الميت، وبات من الماضي. مشيراً الى وجود أجندات دولية وإقليمية تبحث عن اتفاق آخر”. حد تعبيره
وقال أكرم إن “الاتفاق واجه تعقيدات كبيرة عرقلت تنفيذه أهمها، إصرار الطرفين على عدم تسليم مدينة الحديدة موانئها إلى أي طرف منهما”.
ودعا أكرم المجتمع الدولي إلى مساندة اليمنيين للتوصل إلى حلٍ يضمن حقوق جميع الأفراد والجهات من دون الانحياز إلى أي طرف.