مع وصول الحرب إلى مدينة تعز في العام 2015 اضطرت فريال لأن تنزح مع عائلتها إلى مدينة عدن هرباً من جحيم الحرب، التي خلفت قتلى وجرحى، وأفقدتها معمل الخياطة الخاص بها.
لم تستسلم فريال (49 عاماً) لويلات الحرب ومنغصاتها، لتبدأ مشوار النشاط المجتمعي والإنساني خلال فترة نزوحها، وفي هذا تقول: “كانت بدايتي مع مجموعة من الزملاء والزميلات في تشكيل مبادرة بسمة أمل لمساعدة النازحين في إطار المنطقة التي نزحت إليها، ومن ثم عملنا مبادرة خاصة بناء كنساء، وأطلقنا عليها اسم “نساء الخضراء”، والتي مثلت بداية لانطلاقتي في العمل المجتمعي، وهذه المبادرة هي تلبية لاحتياجاتنا كنازحين، والدفاع عن حقوقنا كنازحين التي تم نهبها من قبل نافذين، وهذا كان الدافع الأكبر لإنشاء المبادرة عندما ترى حقوقك تنهب أمام عينك”.
تضيف: “استطعنا من خلال المبادرة عمل مسح للنازحين ومن ثم البحث عن حقوق النازحين من الإغاثة، وتحقق لنا ما أردنا من خلال دخول الإغاثة للنازحين، وبدأت المنظمات في دخول المنطقة وتلبية احتياجات النازحين”.
ولا تخلو هذه البداية لفريال من الصعوبات، فقد تعرضت للكثير من التهديدات ومنع دخول ناقلات الإغاثة التي كانت تعمل على متابعتها لإدخالها للنازحين، ووصل الامر إلى تهديدها بالقتل وإشهار الأسلحة في وجهها، لكنها واجهت كل تلك الصعوبات لتشق طريقها في مساعدة النازحين، وتفرض نفسها. وكان لدعم أختها الأثر الكبير في صمودها، حد تعبيرها.
مبادرة فرحة طفل
بعد العودة إلى تعز عملت على مبادرات أخرى تتعلق بتأهيل الأطفال نفسياً بعد الحرب، تقول فريال عن هذه المبادرة: “بعد عودتي من عدن لاحظت البؤس الشديد في وجوه الأطفال بسبب الحرب وعدم وجود متنفسات لهم في تعز، ففكرت بعمل مبادرة لإدخال الفرحة على الأطفال، وكان الدعم في البداية 90% هو دعم ذاتي مني أنا وأختي، ثم بعد ذلك دعمني أحد التجار بألعاب للأطفال، وهي تعتبر من أول المبادرات في تعز التي اهتمت بإدخال الفرحة على الأطفال بعد الحرب التي شهدتها المنطقة”.
وتضيف: “كان هناك إقبال من قبل الأطفال، وكان اليوم الذي نقيم فيه الحفلة كأنه عيد بالنسبة للأطفال، فيأتي الأطفال وهم متزينون، كأنهم ذاهبون للعيد، وكانوا يستمتعون بالبرامج المتنوعة التي نقوم بها والمسابقات التحفيزية”.
التمكين الاقتصادي للنساء
بدأت فكرة تمكين النساء اقتصادياً تراود فريال أثناء نزوحها بعدن، وكانت أول مبادرة لها في التمكين الاقتصادي للنساء من خلال تدريبهن على الخياطة، واستطاعت خلال فترة وجيزة تدريب أكثر من 250 امرأه على الخياطة، وكان التدريب يقدم مجاناً”.
تضيف: “بعد بدايتي في تدريب مجموعة من النازحات، أتى إليّ أحد التجار من أجل إنشاء معمل، حيث قدم هذا المعمل دعم مادي ونفسي للنازحات من خلال تشغيلهن، حيث شكلت النازحات ما يقارب 90% من العاملين في المعمل”.
وبعد أن بدأت الحياة تدبّ في مدينة تعز وتتعافى من آثار الحرب، عادت فريال إلى مدينة تعز، واستكملت ما بدأته من مبادرات التمكين الاقتصادي للنساء وإكسابهن مهن تدر عليهن دخلاً من خلال تدريبهن على الخياطة، وكانت بدايتها في تعز من خلال تدريب مجموعة من النساء المطلقات على الخياطة لمدة سنة كخدمة مجانية.
تقول فريال عن مشروعها الحالي: “عدت إلى مشروعي السابق معمل الخياطة من جديد وفتحت المعمل وبدأت في تجهيزات المعمل الذي دمرته الحرب وقمت بشراء مكائن خياطة جديدة بدل تلك التي دمرتها الحرب، وعملت من خلالها على تدريب النساء ومساعدتهن في الحصول على دخل مادي، وسواءً من خلال العمل لدي في المعمل أو من خلال عملهن من داخل بيوتهن، من خلال تعاون التجار عملت على شراء مكائن خياطة بالتقسيط للكثير من النساء بحيث يعملن ويسددن هذه الأقساط ليكون لديهن مكائن خاصة بهن وتساعد في استدامة مشاريعهن”.
تضيف: “بعد الحرب كثرت النزاعات في البيوت بسبب البطالة والفقر، وكنت أشعر بالبؤس في وجوه الشباب، فبدأت أركز جهودي بشكل أكبر على موضوع التمكين الاقتصادي للنساء، من خلال تدريبهن الخياطة، وأتيح لهن العمل على المكائن الخاصة بي من أجل مساعدتهن في إيجاد دخل تساعد به أسرتها”.
ولم تكتف بتدربيهن وإنتاج الملابس، لكنها أيضاً عملت على التسويق لمنتجاتهن كما تقول فريال: “خرجت إلى التجار من أجل التسويق للمنتجات والملابس التي تنتجها النساء، وأقنعت التجار بأن هذا العمل هو إنساني في الأساس قبل أن يكون بيع وشراء لأن هذا العمل يساعد الكثير من النساء في توفير دخل لأسرهن، وحماية للشباب من الذهاب إلى الجبهات بحثاً عن دخل يساعد به أسرته، وكان هناك تجاوب من التجار في هذا الجانب”.
وتضيف: “حالياً هناك الكثير من النساء اللاتي تدربن عندي ويعملن من منازلهن، نوفر لهن عمل إلى منازلهن، بحيث تعمل من داخل البيت ولا تضطر للخروج للسوق وأقوم بتسويق أعمالهن، وهناك أكثر من ألف امرأة عملت على تدريبهن ونسبة كبيرة منهن أصبح لديهن دخل ثابت يعُلن به أسرهن”.
مساعدة السجينات
من أجل الاستجابة لاحتياجات السجينات في السجن المركزي بتعز، أطلقت فريال مبادرة تحت عنوان “تراحموا” من خلال توفير بعض الاحتياجات للنساء السجينات، كالحقائب الصحية، وغيرها من الاحتياجات التي تعتبر بسيطة بالنسبة لنا لكنها كما استطاعت تدريب مجموعة من السجينات على الخياطة لمساعدتهن بعد خروجهن من السجن في إيجاد مصادر دخل لهن، وقامت منظمات بدعم النساء المفرج عنهن بمكائن وأدوات خياطة”.
تقول فريال عن هذه المبادرة: “من ضمن المشاريع التي استهدفت السجينات كان مشروع اقتصادي كيف تمكن نزيلة لمساعدة النساء في بدء حياة جديدة بعد خروجهن من السجن خاصة بعد أن يتخلى الأهل عن السجينة، فمن خلال هذه المشاريع تستطيع النساء اكتساب مهنة تساعدها في إيجاد دخل تعول به نفسها”.
وتضيف: “إحدى النساء السجينات بسبب السجن أصبح أولادها فريسة سهلة للجماعات المسلحة، وتأثرت كثير بسبب ضياع ولدها، ومن بعد خروجها من السجن بدأت حياة جديدة وتواصلت معي ذات مرة لتخبرني أنها استأجرت محل وبدأت تشتغل وأن ابنها عاد إليها وأصبح يعمل معها بعد أن علمته الخياطة”.
طموح
تسعى فريال إلى استكمال الجهود التي بدأتها في جانب التمكين الاقتصادي من خلال إنشاء معامل خاصة مجهزة بالمعدات اللازمة لتدريب النساء والشباب أيضاً على الخياطة وتخريجهن لسوق العمل، لكن حلمها الأكبر هو في إنشاء مصنع غزل ونسيج وتوفير فرص عمل للكثير من النساء والشباب، لكن حلماً كهذا يحتاج إلى دعم كبير وتعاون من الجهات الحكومية والقطاع الخاص.
ما شاء الله عليك أ فريال مثال لطموح والارادة والتمكين جزاك الله خير علي كل ما تقدميه للغير
الاستاذه فريال ناشر اعجز عن التحدث عنها هي امي الثاني وتركث اثر كبير في حياتي معلمتي وانسانه نعجز عن وصفها ربي يحقق لها كل ماتتمناء
نعم إنه فريال الناشطة الجميلة