في بادرة إنسانية هي الأولى في اليمن، قررت الشابة هالة الأهدل، فتح باب عيادتها الخاصة -بتطبيب الأسنان، ورسم ابتسامات الآخرين- أمام تجمع من أطفال الفئة السمراء، وغيرهم من المرضى، غير القادرين على دفع تكاليف العلاج.
تشتهر الأهدل، اختصاصية طب الأسنان في مدينة تعز، باعتبارها “صانعة الابتسامة”، تبعًا لأنها تولي اهتمامًا بالفئات الضعيفة، بينها أطفال المهمشين.
ومنذ بداية الحرب اليمنية، عملت ضمن مبادرات إنسانية قدمتها لمجتمعها المحيط. لكن شرارة المبادرة، وروح التعاون، اكتسبتها هالة من والدها، وهو أخصائي عيون، إذ اعتاد سنويًا في كل موسم رمضان، أن يتيح للمرضى فرصة المعاينة بالمجان، وتخفيض نصف التكاليف.. ومن هنا تولدت لديها الرغبة في المبادرة”.
وتضيف الأهدل: “خلال الفترة التي سبقت الحرب، بدأ توجهي يسير نحو الأيتام، وكنت قد حاولت رسم آلية عمل المبادرة، لكن الحرب التي اندلعت في تعز، خطفت كل أحلامنا.. للأسف تأجلت جميع الترتيبات”.
لم تستطع الطبيبة هالة الصبر على أحلام مدونة في الورق، ففي الأشهر الأخيرة من 2015، استهدفت الأهدل فئة الأيتام من أبناء الشهداء داخل مدينة تعز، باعتبارها أولى مبادراتها المجتمعية.
توضح: “أول مبادرة لي، تتمثل في معالجة أطفال شهداء المدينة، والعمل بتخفيض النصف، 50%، لأقاربهم”.
بعدها، بدأت تتشكل لدى الأهدل فكرة النزول الميداني، مستهدفة بذلك أحياء ومناطق تعز، بجانب زيارة مراكز المهمشين، وبعض المراكز الخيرية، ودار الأيتام، وكذلك ذوي الاحتياجات الخاصة.
توضح الطبيبة هالة: “الغرض من تنوع الفئات المستهدفة، هو خلق بيئة صحية، إن جاز التعبير.. حاولنا تقديم التوعية بأكمل صورة، وشرح كيفية اهتمام الإنسان بأسنانه، وطريقة تنظيفها.. غالبية المدنيين البسطاء لا يعرفون طرق فرش الأسنان، وهذا خطأ يمكن أن يقودك لكثير من المشكلات”.
وتابعت لمنصتي 30: “هناك مأكولات مفيدة للأسنان، وبالمقابل ثمة أشياء تسبب التسوسات.. بهذه الطريقة عملنا على توعية عشرات الأطفال، وتعريفهم بأبرز الحلول لتجنب مشكلات الأسنان والفم.. من المهم وقت النزول الميداني أن تخاطب المستفيدين بأسلوب أقرب إلى مستواهم الثقافي والتعليمي، وكذلك الأخذ بعين الاعتبار فارق العمر”.
نزول ميداني
ثمة مبادرات تعمل عليها الطبيبة هالة بشكل مستمر، تمثلت بالعناية بالفئات السمراء، والتي تعد الأقل حظًا في البلد “المهمشون”، ونظرًا لتوزع أبناء هذه الشريحة على تجمعات متفرقة في المدينة، اضطرت الطبيبة هالة إلى بناء فريق نسوي بهدف النزول، وتمشيط الأماكن، وعمل فحوصات للأطفال، إضافة لتوزيع أدوات مثل الفرشاة، والمعجون، والمناشف، وغيرها من احتياجات النظافة.
وفي حديثها، تستطرد هالة قائلة إنها تفحص عددًا من أطفال المهمشين، وفي كل مرة تنزل الميدان تأخذ مجموعة من صغار هذه الفئة السمراء، بغرض التطبيب والعلاج، ولا تكتفي بذلك، إنما تُعيدُ النظر فيهم بشكل دائم، وصورة مستمرة.
واختارت طبقة المهمشين، تبعًا لأنها قادرة على الوصول إليهم، ناهيك عن حاجتهم للتوعية بأهمية المحافظة على الأسنان، والنظافة الشخصية، حيث تصف هذه الشابة عملها التوعوي بمثابة إعطاء فكرة للمهمشين عن النظافة، والسماح لهم بفرصة الوصول إلى العلاج، دون الحاجة لدفع التكاليف.
وخلال حديثها، أشارت إلى أن “غالبية شريحة المهمشين، لا يمتلكون المال.. البعض يتساءل كيف أعالج نفسي بمبرر ضيق حاله، وقلة مصادر الدخل.. ونحن نعطيك فرصة، ونتكفل بعلاجك مجانًا”. مؤكدة بأن الفئة السمراء هم أكثر الناس تهميشًا في البلد، وأنهم مرميون خارج دائرة الاهتمام الحكومي، والمنظمات الإنسانية.
وعن النجاحات التي حققتها الطبيبة في الجانب الإغاثي، والإنساني، تقول إنها تكتفي بشعور الراحة والسعادة النابع من قدرتها على تقديم المساعدة لمجتمعها المحيط، ولأبناء جلدتها.. “أن تقدم خدمة للبسطاء المحيطين بك، ضمن مجال تخصصك، فتلك هي السعادة الحقيقة، والنجاح بحد ذاته في ظل الأزمة التي تمر بها المدينة المحاصرة، والبلد عمومًا”.
دافع إنساني
ولأن الطبيبة هالة، نفذت عددًا من الزيارات الميدانية، تفيد بأنها زارت قبل أيام دار “سبيكة” الخاص بأيتام تعز، حيث جرى التعاقد معهم، والاتفاق على تحويل الحالات المرضية داخل المأوى إلى عيادة الأهدل، لتلقي العلاج مجانًا، إضافة إلى توعيتهم والأخذ بأيدي هؤلاء الصغار نحو صحة مستدامة.
وترى هذه الشابة بأن ظروف الحرب، وأزمة البلد المعيشية، وما تعرض له المدنيون من ضغوطات مادية، واقتصادية، ونفسية داخل مدينة تعز.. جميعها أسباب قادتها إلى روح العمل المجتمعي، بدافع إنساني.. “مبادراتي في تعز، تعتبر الشيء الوحيد الذي قدرت أقدمه لأبناء مدينتي عن طريق مهنتي كطبيبة أسنان”.
وتسير مبادرات الأهدل، ميدانيًا وفق خطة محكمة بالزمن، وقراءة إستراتيجية لجغرافيا المناطق الأشد احتياجًا، ودراسة للفئات المستفيدة، بحسب الطبيبة، التي تؤكد بأنه لا يوجد ما هو أسمى وأغلى وأحب من الوطن.. كما تتمنى أن تثمر كافة الجهود المجتمعية في مختلف المدن اليمنية، وأن يسعى الجميع إلى فعل الخير، ومساندة البسطاء والمحتاجين.
هكذا جسدت ولا تزال هالة الأهدل، تقدم نفسها كنموذج إنساني فريد، خصوصًا أنها تضع مصلحة المرضى ضمن أولوياتها، وتسعى جاهدة لمعالجة آلامهم ومعاناتهم بما تملك من قدرات.. ويوم بعد يوم تثبت هذه الطبيبة أن الطب هو عمل إنساني قبل أن يكون مهنة.
افضل دكتوره ربي يسعدها
كل الشكر والتقدير والاحترام لكم
ربي يسعدك
وتبقى في نظري الافضل والارق والاجمل على الاطلاق
كما تعودنا عليها وعلى ابوها لمد العون ومساعدت الاخرين
تعز فخورة فيكم
الدكتورة هالة ليست فقط طبيبة أسنان ماهرة ومحترفة، بل إنها أيضًا إنسانة رائعة وحنونة. تفتح باب عيادتها الخاصة وترحب بالأطفال غير القادرين والمرضى من الفئة السمراء بذلك الحماس والابتسامة، وتقدم لهم العلاج بشكل مجاني. إن تفانيها في تقديم الرعاية الصحية للجميع يعكس روحها الإنسانية العظيمة ورغبتها الصادقة في رسم الابتسامات على وجوه الآخرين. إنها حقًا نموذج رائع للتفاني والعطاء.
الدكتوره هاله الاهدل من الطبيبات التي تحمل روح الرحمه و الخير و كذلك والدها الدكتور الرائع عبدالله الاهدل سيرتهم الطيبه و العطره تسبقهم الى كل مكان لهم منا كل التقدير و الاحترام