كانت للحرب آثار مدمرة على التعليم في البلاد، وهو القطاع الأكثر تأثراً على كافة الأصعدة والمستويات، ولم يتوقف الأمر على تداعيات الصراع الحاصل، بل هناك جانب آخر، مظلم، وأشدّ قتامة من الواقع المُعاش.
إذ شهد التعليم تسرب لافت خلال السنوات الأخيرة، وكانت النسبة الكبيرة لهذا التسرب من نصيب الفتيات؛ ذلك يعود لأسباب عديدة، مثل: العادات والتقاليد، وأخرى اقتصادية واجتماعية، لكن الأتعس من بينها هو “الزواج المبكر“.
عروس للريف
نجلاء (اسم مستعار) فتاه قاصرة، لم يتعدى عمرها 15 عاماً، كانت طالبة في المرحلة الإعدادية في إحدى المدارس الحكومية بمدينة تعز وكانت طالبة طموحة، ومجتهدة، تحب مدرستها، وتحظى بصداقات لطيفة مع زميلات الدراسة، لكنها لم تكن تعلم بأن الزمان سيجور عليها، وسيكون قاسياً بهذا الشكل، كونها فتاة في مجتمعٍ يتناسى حقوقها ولا يشجعها لتحقيق أحلامها، وأنه سوف يأتي ذلك اليوم الذي تترك فيه تعليمها، ومدرستها، وزميلاتها، وكل ما هو جميل في حياتها التي لم تنضج بعد.
جاء ذلك اليوم!، وهي على أعتاب الصف الثاني من المرحلة الإعدادية، بعد أن فاجأها والدها وطلب منها عدم الذهاب إلى المدرسة، لأنه سوف تتم خطبتها على ابن عمها، وسيقام العرس في القريب العاجل. وهو ما حصل بالفعل، وغادرت نجلاء عروساً إلى الريف، تاركةً خلفها الحياة، كما تقول الناشطة المجتمعية، تغريد السعيد.
وأد للطفولة
تغريد كانت إحدى صديقات نجلاء، بل ومقربة منها، وتجمعهما صداقة حميمية رغم فارق السن!، تضيف لمنصتي 30: “كل هذا كان في عدم مبالاة لدراستها وحياتها وحزنها وتأثرها بما حدث، ولكن حكم العادات والتقاليد وعدم الإيمان والثقة بأهمية تعليم الفتيات كان أقوى من جميع رغبات وأحلام نجلاء”.
وصفت السعيد أن الزواج المبكر هو “وأد للطفولة” يمحي كل آمال الفتيات ويدمر أحلامهنّ، خصوصاً في مجتمع محافظ ومنغلق، فالزواج لا يحرم الفتيات فقط من التعليم بل يحرمهن من كل مظاهر الحياة، مقارنة بقريناتهن ممن أكملن التعليم في المدرسة والجامعة، واكتشفن آفاق جديدة للحياه والمستقبل.
ظاهرة خطيرة
إرسال الاكحلي، موجهة تربوية في إحدى المدارس الحكومية للبنات بمدينة تعز، منذ أكثر من 20 عاماً، تؤكد في حديثها على أهمية التعليم، وتحذر من خطورة تفشي ظاهرة التسرب خصوصاً للفتيات، مشيرة إلى أنها صادفت الكثير ممن تركن تعليمهن إجباراً وإكراهاً نتيجة الزواج، فيما هناك من تركن التعليم بمحض إرادتهن وبدون وعي بذلك القرار.
وتضيف الأكحلي لمنصتي 30، بأن جهل الآباء وعدم إدراكهم للمخاطر النفسية والاجتماعية والحياتية، لعدم إكمال تعليم الفتاة، يلعب دور كبير في انتشار الظاهرة، لافتة إلى الجهود التي تبذلها وزارة التربية والتعليم لجعل التسجيل في المدارس مجاناً إلى الصف السادس، للحد من التسرب وتشجيع الآباء على إلحاق بناتهم في صفوف التعليم.
تقرير منظمة اليونسيف لعام2021، يشير إلى أن زواج الفتيات اليافعات هو أحد أسباب عدم التحاقهن بالتعليم أو إتمام تعليمهن الدراسي، ووفقاً للتقرير، جرى تزويج ما يزيد عن ثلثي الفتيات في اليمن قبل بلوغهن سن 18 عاماً، حيث تُجبر الفتيات على الزواج المبكر ويعلقن في دوامة الفقر وشحة الإمكانيات.
حرمان ومسؤولية
الأعراف الاجتماعية والأدوار النمطية للجنسين، وتواجد الفتاة قي أسرة تعاني من التفكك الاجتماعي والظروف المادية الصعبة كل هذه العوامل تؤثر على قدرة الفتيات على الاستمرار في الدراسة خصوصاً في المناطق الريفية، ونتيجة ذلك يتخذ الآباء خيار الزواج كحجة أيضاً للتخفيف من الأعباء الاقتصادية.
ويقول أستاذ علم الاجتماع المساعد بجامعة تعز، الدكتور ياسر الصلوي: “إن الزواج المبكر يساوي حرمان الفتاة من حقها في التعليم بدون أدنى شك، وبالمقابل يحملهن مسؤولية اجتماعية كبيرة من زوج وتربية أبناء، وهنّ مازلن في مرحلة الطفولة وعدم استعدادهنّ نفسياً واجتماعياً لكل هذه المعاناة.
ويستطرد: “بالتالي حرمان الفتاة من التعليم، يتسبب بحرمانها من الكثير من الحقوق الأخرى مثل، فرص العمل مستقبلاً أو اكتسابها مهارات جديدة، بل ويحصر حياتها فقط بين جدران المنزل”، مشيراً إلى أن التسرب من التعليم يحمل عواقب وخيمة وكارثية في جميع جوانب حياة الفتيات الاجتماعية وتعاملهن مع الآخرين.
بلا شك، يؤثر ترك التعليم بسبب الزواج على سلوكيات الفتيات اجتماعياً ونفسياً، هذا إلى جانب تعرضهن إلى مشاكل صحية بدنية ونفسية تفوق قدراتهن وبالتالي يصبح هناك خلل وعدم اتزان في التكيف الاجتماعي على مستوى الأسرة والمجتمع.
وهنا، يشير الصلوي إلى تأثير التسرب على نفسية الفتاة عندما تصبح أُمية لاتستطيع حتى أن تعلم أبناءها القراءة والكتابة، وهذه المخاطر لا تكتشفها الأسر التي أوقعت بناتها في تلك الدوامة إلا بعد فوات الأوان.
ويوضح الصلوي بأن ثقافة المجتمع اليمني ماتزال ثقافة تقليدية تشجع زواج القاصرات خوفاً من العار أو من عدم زواج الفتاة بعد أن تكبر، ولا يعطي اهتماماً للحياة التعليمية، وتتظافر مع ذلك الظروف والعوامل الاجتماعية والاقتصادية، مساعدة على انتشار ظاهرة التسرب من التعليم.
زواج القاصرات يعتبر جريمة وثقافة مغلوطة يجب تصحيحها في المجتمع
أي قلب يحمل هذا الأب حتى أنه يزوج ابنته بهذا السن
كلام حقيقي
يعد الزواج المبكر هي انتهاك للحقوق الطفل ولحرمان من التعليم سوء كان متعمد او ثقافه مجتمعيه منتشرة في اطار المجتمع القريه او المنطقه او محيط الاسرة نفسها…
الزواج المبكر تدمير لحياة الفتاة حاضرا ومستقبلا
كلام حقيقي ولازم مانسكت عليه
يحرم زواج البنات القاصرات من طفولتهم ويهدد حياتهم وصحتهم. البنات الي يتزوجو قبل بلوغهم سن 18 سنة أكثر عرضة للعنف المنزلي ويحرم حقها في التعليم ومستقبلها واحلامها انا ضدد وجدا الزواج المبكر حق البنت او المرأة في التعليم مهم والمرأة لها عامل أساسي في المجتمع متى مجتمعاتنا ترتقي قليل ويعطو لكل ذي حقً حقة