“المساواة لا تعني أن الرجال يفقدون حقوقهم، وإنما تعني إنشاء مجتمع يتمتع بالعدالة والتعاون بين الجنسين، وريادة الرجال في تحقيق المساواة بين الجنسين لا تعني استبدال أو تهميش أصوات النساء، بل تشجيعهم على المشاركة المتكافئة والشراكة الفاعلة في تحقيق المساواة“.
تمضي السنون وتختلف الأمكنة والأزمنة والمرأة ما زالت تصرخ بأعلى صوتها وهي تبحث عن جزء من حقها المسلوب، وتنتظر إنصافًا أو أملاً يسوقه إليها أخوها الرجل أو تحمله إليها أجنحة القوانين والقرارات الأممية الخاصة بالمرأة، لأنه ومنذ عقود طويلة وحتى اليوم ووضع المرأة لم يختلف كثيراً وما تزال مكبلةً بقيود شتى. فهل يستطيع رموز التحول الاجتماعي وشركاء المرأة الحقيقيين إحداث التغيير، وهم النماذج الإيجابية للرجولة المتحضرة والمتسامحة، من يؤمنون بأن المساواة الحقيقية تتطلب التعاون والشراكة بين الجنسين، ولذلك يعملون جنبًا إلى جنب مع المرأة لمحاربة التمييز وإزالة العقبات التي تحول دون تحقيق تلك المساواة من خلال تغيير النظرة الدونية والقاصرة للمرأة باعتبارها نصف المجتمع، وتغيير النماذج والمعتقدات الثقافية الضارة التي تؤثر سلبًا عليها ومواجهة المواقف المتحيزة وتحدي النماذج السائدة للذكورية، ومعارضة الثقافة التقليدية والتمييز الجنسي، والدفاع عن حقوق المرأة في الحصول على تعليم جيد، وأن تكون مشاركة في عمليات صناعة القرار وأن تصل إلى فرص عمل متساوية.
يعيش مجتمعنا في ظروف وتحديات متعددة، ومن بين هذه التحديات تأتي قضية تعزيز حقوق المرأة وإنهاء العنف الذي تتعرض له. ومع ذلك، فإن إحدى الروافد الأساسية لتحقيق التغيير الإيجابي في هذا المجال هي دعم وتحفيز السلوكيات الإيجابية للرجال الذين يساندون حقوق المرأة ويعملون على إنهاء العنف ضدها. فهؤلاء الرجال يعتبرون أبطالاً مجتمعيين يسهمون في بناء مجتمع متساوٍ وعادل. باعتبار أن العنف القائم ضد المرأة ليس مجرد مسألة نسوية، بل هو قضية تهم المجتمع بأسره. وأولاً وقبل كل شيء يجب أن ندرك أن ريادة الرجال في هذا السياق محورية حيث يستطيعون أن يكونوا أصواتاً قوية ومؤثرة في مجتمعاتهم. من خلال مواجهة المواقف المتحيزة وتحدي النماذج السائدة للذكورية. وريادة الرجال لا تعني استبدال أو تهميش صوت النساء، بل تشجيعهم على المشاركة المتكافئة والشراكة الفاعلة في تحقيق المساواة. فعندما يتحد الرجال والنساء سوياً لنشر ثقافة المساواة والعدالة، يتم بناء مجتمع أكثر تقدماً وتنوعاً يستفيد من مواهب وإمكانات كل فرد بغض النظر عن جنسه. وبالتالي يمكن للرجال أن يلعبوا دوراً فعالاً في تغيير العقليات والمعتقدات الجماعية ويجب أن نشجعهم وندعمهم في الانخراط في هذا النقاش والعمل من أجل المساواة بين الجنسين، فبواسطة تحمل المسؤولية المشتركة والتحالف معاً يمكننا تحقيق تغيير إيجابي حقيقي في المجتمعات والثقافات التي نعيش فيها، وأخيراً دعم وتحفيز السلوكيات الإيجابية للرجال الذين يساندون حقوق المرأة مسؤولية الجميع كون ذلك خطوة ملهمة نحو بناء مجتمع أكثر عدالة وتعاونًا، وركيزة أساسية في بناء مجتمع متساوٍ وعادل وإن تعاون الرجال والنساء في هذا الصدد يمثل الطريق الأكثر فاعلية نحو مستقبل مشرق وعادل للجميع.
- هذا المقال أحد المقالات المرشحة ضمن “القائمة القصيرة” في مسابقة “المقال” ضمن أنشطة حملة “دعم أبطال المجتمع” التي نظمتها منصتي 30.
انتم الاراعين والمبدعين
انتم الاراعين والمبدعين
شكرا جزيلا لك