الحرب النزوح السلام التعافي النساء
article comment count is: 0

النساء في «الإغاثة والتعافي».. مُساهَمات فاعلة على الأرض!

لم تستسلم لليأس والعجز، تركته خلفها ونهضت، مستلهمة قوتها من أعين النساء الثكلى وتوسل الأطفال، وعجز كبار السن، نهضت ونهوضها كان الشرارة الأولى في تحسين وضع المخيم وانتقاله إلى مرحلة أخرى..

ارتزاق محمد بجاش، إحدى النساء الفاعلات في مجال “الإغاثة والتعافي”، بمساهمات فاعلة ومثمرة في مخيم “المنيج” في مديرية المعافر بمحافظة تعز (جنوب غربي البلاد)، ولأنها واحدة منهم، عاشت ولامست ويلات النزوح والصراع، تمكنت من إيصال صوتها إلى الجهات المعنية في المديرية، والمنظمات الإنسانية بصورة أكبر، ساهمت في التخفيف عن النازحين وهي اليوم “ممثلة اللجنة المجتمعية في المخيم، والوسيط المحلي مع السلطة المحلية والمنظمات.

بدأت منذ أيامها الأولى عندما نزحت من منطقة “مقبنة” إلى المخيم في طرق الأبواب المتاحة لإيصال معاناة النازحين، معاناة النساء من انعدام الخدمات والحرمان، وعندما رأت ان معظمهم صامتون لا يجيدون المطالبة بحقوقهم قررت أن تكون لسانهم وتطالب بحقوقهم، كان صوتها وما زال دافعاً ومانحاً لهم الأمل بالحياة.

بفضل عملها المستمر من بداية عام 2021م في المخيم، حصدت ارتزاق بجاش على ثقة السكان المحليين، النازحين، السلطة المحلية، والمنظمات العاملة، وتمكنت من الحصول على العديد من المراكز والشهادات لعده جهات محلية وخارجية.

تقول ارتزاق لمنصتي 30: “عندما لمس النازحون مني خيراً، رشحوني كمندوبة داخل المخيم وعضو اللجنة المجتمعية، مرت السنوات وتنقلت كوسيطة في أكثر من منظمة منها منظمة الهجرة، وإنترنيوز، وأعمل حالياً مشرفة ميدانية عن التعليم مع منظمة سول، ومنظمة صناع النهضة، بالإضافة إلى عملي الأساسي في المخيم”.

أعمال إنسانية

تلفت ارتزاق أنها عملت في مجال الحماية مع منظمات محلية ودولية، المطالبة بحقوق النازحين، وحل الخلافات والنزاعات بين الأفراد، وإقامة أنشطة توعوية لدمج فئات المجتمع، العمل في مجال التعليم غير النظامي المدعوم من منظمات، ورفع كشوفات أسماء النازحين مع احتياجاتهم إلى الجهات المختصة.

يقع على كاهل المرأة في المخيم معظم المهام المتعلقة بالأسرة، من جلب الماء، الحطب، إعداد الطعام، وكسب لقمة العيش عن طريق بعض المهارات الحياتية كالحرف اليدوية وغيرها، وفق حديث ارتزاق بجاش.

وتوضح: “يبلغ عدد الأسر قرابة 350 أسرة في المخيم، ولأن الصراع القائم أفقد بعض الأسر عائلها، فقد وجدت المرأة نفسها هي المعيلة والمسؤولة عن توفير احتياجات الأسرة، وهو ما كان يثقل كاهلها أكثر خصوصاً كونها نازحة”.

مشيرة أن تكثيف برامج سبل العيش والتدريب والتأهيل على المهارات الحياتية والقيادة، وتفعيل التعليم غير النظامي في المخيمات ساهم في تفعيل دور النساء وتقديم نماذج جيدة.

صعوبات

“هناك صعوبات تواجه النساء في مجال “التعافي والإغاثة الإنسانية” في المخيمات منها قلة الوعي بأهمية العمل الإنساني، العادات والتقاليد التي ترفض عمل المرأة، ضعف التقبل من قبل المجتمع الذكوري للنساء العاملات، الاتهامات والتحريض على عمل النساء في المنظمات، العنف اللفظي والتحرش الذي قد تتعرض له النساء في مجال الإغاثة”. حسب حديثها.

لافتة إلى “أن توقيت العمل لاسيما في المناطق الريفية، بالإضافة إلى وعورة الطريق وضعف المواصلات كلها صعوبات تواجه عملهن”.

ويمكن تخطي الصعوبات -في سياق حديثها- عبر “رفع الوعي لدى المجتمع والشفافية في العمل، إضافة إلى الالتزام بمدونة السلوك في العمل، ومواجهة حملات التحريض على النساء العاملات في المجال الإنساني، وتقديم العون النفسي لهن”.

دور محوري

دور النساء في المخيمات دور محوري ومهم نظراً لما يقدمنه في مجال الدعم النفسي والاجتماعي والرعاية الصحية والتعليم خصوصًا في جانب محو الأمية والأطفال، بالإضافة إلى تعزيز حقوق المرأة وحمايتها من التعرض لأي أذى في إطار مخيم النازحين وخارجه، وكان لذلك تأثير إيجابي كبير وفاعل على النازحين خلال سنوات الحرب من خلال تحسين ظروف الحياة وتعزيز التعاون والتكامل المجتمعي وفق حديث صفوان الجبيحي مدير فرع مكتب الإعلام بمديرية جبل حبشي، محافظة تعز.

ويضيف الجبيحي لمنصتي 30: “برزت عدة شخصيات من الكادر النسائي للواجهة من خلال عملهن كمتطوعات في مخيمات النازحين والآن أصبحن مندوبات للوحدة التنفيذية الخاصة بالنازحين على مستوى محافظة تعز والمديريات، إضافة إلى عملية التنسيق والتواصل مع المنظمات الدولية والرفع إليهم بجميع ما يتعلق بالمخيم بغية الاستهداف بالبرامج الإغاثية والتعليمية والصحية والاجتماعية”.

“دور النساء الفاعل في “التعافي والإغاثة” بالمخيمات دور أساسي نظراً للقيام بأمور غالياً لا يستطيع الرجل القيام بها”، حسب حديثه، مؤكداً أن جهودهن تساهم في تحقيق التعافي الإنساني في المخيم، وتعزيز التعاون والتكامل المجتمعي.

شهادات حيًة

تقول الأربعينية عواضه حسن قائد (إحدى النازحات في المخيم): “ارتزاق ساعدتني كثير أول ما قدمت إلى المخيم كنت لا أعرف شيء ولا أملك شيء، ذهبت إليها كونها هي من تسجل البيانات وترفع بها وهي الوسيط بين الوحدة التنفيذية والمنظمات المحلية، وتتابع، عقب رفع بياناتي إلى الجهات المعنية تمت الاستجابة، والمنظمة أعطتني برفقه أطفالي مأوى وفُرش وحمام وبدأت التأقلم والاندماج معهم وشعرت أننا أسرة من التكاتف بفضلها”.

توضح عواضة لمنصتي 30 أن “وجود ارتزاق أثمر إيجاباً على المخيم والنازحين لاسيما الجدد، فهي تطالب بحقوقهم لدى المنظمات وتتعاون معهم من أجل توفير الاحتياجات، فضلاً عن عملها الدؤوب في حل العديد من القضايا مثل حل الخلافات في المخيم، محاربة التمييز العنصري، حماية النساء من العنف والزواج المبكر، كذلك التعليم ومساعده المهمشين، هذا ما لمسته كنازحة متواجدة في أرض الواقع”.

هل وجدت هذه المادة مفيدة؟

اترك تعليقاً