“الرجل أنسب من المرأة في عمل الإغاثة والتعافي“، هكذا كانت أطروحة مناظرة انقسم حولها فريقان في مدينة عدن، ضمن سلسلة مناظرات برنامج “منصة_Talk” وهو نموذج تتبناه “منصتي 30” ويهدف إلى إجراء حوارات ونقاشات بناءة لتشجيع الشباب على التحدث عن القضايا التي تهمهم وبناء قدراتهم في مهارات المناظرة والحوار.
افتتحت المناظرة بكلمة لرئيس مؤسسة المنصة الشبابية (منصتي 30)، الصحفي أنيس البارق، قال فيها إن “تنفيذ هذه المناظرات وغيرها، مع شريك مختلف في كل مرة يهدف لنشر ثقافة احترام الآراء، وإرساء قيم الحوار، وحل الاختلاف بالكلمة، وليس بغيرها، لأن البديل عن الكلمة هو السلاح، وهذا ما لا يرغب به أحد”.
وفي كلمتها أشارت الدكتورة مها عبادي، المدير التنفيذي للمؤسسة الطبية الميدانية (FMF) إلى “أهمية تمكين الشباب والمرأة عبر هذه الأنشطة التي تصقل مهاراتهم وتعزز من قدراتهم”.
ارتدى الفريق المؤيد للأطروحة قمصاناً زرقاء، فيما ارتدى الفريق المعارض قمصاناً حمراء، وتبارى الفريقان لعرض حججهما، ودحض حجج بعضهما، في أداء تصاعدي سبقه تصويت الجمهور بالبطاقات الزرقاء والحمراء حول قناعته بالأطروحة، فيما تم التصويت عقب المناظرة بناءً على أداء المتناظرين وليس الموقف من الأطروحة.
جاء التصويت القبلي كما يلي:
- موالاة: 56 صوت
- معارضة: 82 صوت
فيما جاء التصويت البعدي كما يلي:
- موالاة: 82 صوت
- معارضة: 81 صوت
وتظهر نتيجة التصويت انقساماً كبيراً بين الجمهور بعد أداء المتناظرين، مع التقارب إلى حد التطابق بين أداء الفريقين اللذين استمعا إلى تقييم من لجنة الحكم التي تشكلت من المدربة الصحفية أحلام المقالح، المدرب محمد نزار، والمحامية والمدربة تهاني الصراري، واقتصر التقييم من لجنة الحكم على المحتوى، الأسلوب، والاستراتيجية.
قال المتناظر من الفريق الأحمر “المعتصم طارق”، إن “المناظرة الحية، كانت تجربة لا تُنسى. استمتعت بالبحث عن المعلومات وتطوير حجتي. على الرغم من أنني واجهت بعض الصعوبات، إلا أنني تعلمت الكثير من الأخطاء التي ارتكبتها”.
وعن التدريب قال: “فتح لي آفاقًا جديدة، وأنا متحمس لمواصلة تطوير مهاراتي في مجال المناظرات. أكثر جزء استمتعت به في التدريب هو الجزء العملي بالتأكيد! لم يكن الأمر يقتصر على الجلوس والاستماع للمحاضرات، بل كانت هناك فرص كثيرة للتطبيق العملي لما تعلمناه”.
مضيفاً: “التمارين التفاعلية التي قمنا بها كانت ممتعة للغاية، حيث أتيحت لنا الفرصة للتناظر مع زملائنا والتعلم من أخطائنا وإيجابياتهم. النقاشات الجماعية حول مواضيع مختلفة كانت مثمرة جدًا، حيث تبادلنا الأفكار والآراء مع الآخرين”.
قالت “ريناد رأفت” من فريق الموالاة (الأزرق): “أدركت مدى أهمية التحضير العميق والمستمر. خلال التدريب، اكتسبت فهماً أعمق لأهمية بناء الحجة بشكل منطقي ومترابط، بالإضافة إلى تطوير مهارة الاستماع الجيد للخصم والرد عليه بذكاء ودقة. لاحظت أن النجاح في المناظرة لا يعتمد فقط على قوة المعلومة، بل أيضًا على كيفية عرضها وإيصالها بطريقة مقنعة وسلسة”.
وعن التدريب قالت: “عزز ثقتي بنفسي وجعلني أعي أن المناظرة ليست مجرد مواجهة بين طرفين، بل هي فرصة للتعلم المتبادل واستكشاف زوايا جديدة للقضايا المطروحة”.
“إقبال طارق” من فريق المعارضة وصفت التجربة بأنها “جميلة ومثرية”، وأضافت: “تبادل الأفكار والنقاشات فتح لنا آفاقاً جديدة وعزز فهمنا لقضايا مجتمعية بشكل أكبر، وكان الحوار مليئًا بالتحديات لكنه أتاح لنا فرصة لتوسيع رؤيتنا وصقل مهاراتنا في الاستماع والتفكير النقدي”.
من فريق الموالاة (الفريق الأزرق)، قال “أصيل جابر”: “استفدت من خلال هذه الفرصة العديد من القدرات والمهارات والمعارف، خاصةً في موضوع المناظرات، فالمناظرات ليست مقتصرة على مواجهة بين طرفين، إنما هي تعزيز للتفكير النقدي مع التواصل الفعال الذي من خلاله تسطيع طرح أفكارك وآرائك والدفاع عنها وإقناع الآخرين، كل ذلك عن طريق حوار مبني على الحجج والبراهين بعيداً عن التعصب والعنف فالمناظرة تعتبر أسلوب حياة”.
تخللت المناظرة عروضاً مرئية، بينها نتائج استبيان “دور المرأة في الإغاثة والتعافي”، الذي تم تنفيذه في سبتمبر الماضي، بالشراكة بين “منصتي 30” و “FMF”، كما تم عرض تقرير وثائقي من إنتاج FMF.
كما أديت مقطوعات غنائية بصوت “عبد الرحمن الدرسي”، وعزف “بسام خالد عبد الملك”.
وفي الختام، تم عرض سكتش مسرحي من بطولة الفنان “قاسم رشاد”، حول دور المرأة في أعمال الإغاثة والتعافي وبناء السلام، وأهميته في المجتمع.
كان المتناظرون قد تلقوا تدريباً لخمسة أيام حول مهارات المناظرة، والأداء، ولغة الجسد.
حضر المناظرة فئات مختلفة، بينهم مسؤولون محليون، ونشطاء مجتمع مدني، ومهتمون، وقطاع من جمهور منصتي 30، و المؤسسة الطبية الميدانية (FMF).
تمت المناظرة بالتعاون مع المؤسسة الطبية الميدانية ضمن أنشطة مشروع “المرأة، السلام والأمن” الذي تنفذه منصتي 30 بإشراف من RNW Media.