في وقت متأخر من ظهيرة التاسع والعشرين من سبتمبر/أيلول الماضي، كانت “غانية أحمد” تستعد لحضور الاجتماع الدوري الخاص بمبادرتها التي أسستها قبل أكثر من عام لتعزيز دور المرأة في المجتمع الريفي. وضعت هاتفها ودفتر ملاحظات وقلم جاف على مهل في حقيبتها، ثم توجهت إلى المكان المخصص للاجتماعات.
جلست في منتصف الغرفة تدّون بعض الملاحظات. في غضون عشر دقائق، وصلت ثمان من أعضاء الفريق، جميعهن نساء تتراوح أعمارهن ما بين 28 و45 عامًا، وهنّ من أصل 21 امرأة وفتاة يُشكّلن قوام “مجلس نساء صبر الموادم” بمحافظة تعز، جنوبي غرب اليمن.
“ليس بوسع جمعيهن حضور كافة الاجتماعات. بعضهن يسكن في مناطق بعيدة”، قالت غانية، معلمة الكيمياء منذ 15 عامًا، تعمل في العمل المجتمعي منذ عام 2017 من خلال مشاركتها في المبادرات الشبابية التي تقوم أنشطتها على العمل الطوعي.
بدت غرفة الاجتماعات خالية من الطاولات والكراسي وغيرها من الأثاث المخصص لهذه المناسبة؛ لكن الأرائك المزخرفة كانت مرتبة بإتقان، والضوء الطبيعي يخترق النافذة الوحيدة ليغمر المكان.
وسط أجواء إيجابية، تم مناقشة العديد من المواضيع المتعلقة بعمل المبادرة والخطط المقبلة وتوزيع المهام بين العضوات. قبل أن ينتهي الاجتماع، حثت غانية الجميع على أهمية التعاون والصبر والإيمان بالعمل التطوعي، حيث خاطبتهن بصوت هادئ: “نجاحنا الحقيقي يكمن في مدى الخدمات والمساعدات التي نسعى لتحقيقها لمجتمعنا”.
في أغسطس/آب 2023 أسست غانية “مجلس نساء صبر الموادم” بهدف “تمكين النساء اقتصاديًا وتنمويًا واجتماعيًا وعلميًا وتعزيز دورهن في المجتمع وتمكنيهن من المشاركة الفاعلة في الحياة العامة”، تعد هذه المبادرة واحدة من بين عشرات الكيانات المدنية التي ظهرت في مدينة تعز خلال العقد الأخيرة مع اندلاع الحرب في البلاد.
الفكرة
استلهمت غانية فكرة إنشاء المجلس من ورشة أقامتها إحدى التكتلات النسوية التي تضم ناشطات وحقوقيات يعملن في مجالات متعددة في مدينة تعز. كان لهذه الورشة أثر عميق في نفسها، مما دفعها للتفكير في كيفية نقل التجربة إلى مجتمعها الريفي.
“لماذا لا ننشئ مبادرة تهتم بخدمة نساء مديرية صبر الموادم؟”، سؤال طرحته على صديقتها سهام في الطريق أثناء عودتهن إلى المنزل. تُوج هذا السؤال بجواب عملي بإنشاء المجلس وإشهاره رسميًا أواخر يوليو/تموز الماضي، بعد مضي إحدى عشر شهرًا على التأسيس.
تقول سهام عبدالكريم لمنصتي 30 إن “فكرة تشكيل المجلس لاقت دعمًا وترحيبًا من المجلس المحلي [سلطة محلية] وأعيان المنطقة، الذين قاموا بدورهم بترشيح ناشطات من مختلف المجالات وتمثيلهن في المجلس”.
اهتمامات
حرصت غانية، في عقدها الخامس، على أن يشمل المجلس أكبر عدد ممكن من المناطق لتغطية احتياجات النساء وحل مشاكلهن. تشير إلى أن “المناطق النائية، مثل العروس والنجادة والشقب وسيعة [قرى تابعة لمديرية صبر الموادم] تعاني من ارتفاع مستويات الأمية، حيث الكثير من النساء والفتيات الصغيرات لا يجيدن القراءة أو الكتابة والبعض الآخر منهن لم يكملن التعليم”.
تضيف لمنصتي 30 أنّ “كثير من أوليا الأمور [الآباء] منعوا الفتيات من استكمال التعليم الجامعي أو الالتحاق بدورات في الحاسوب واللغة الإنجليزية بمعاهد تقع في مركز المدينة بسبب ارتفاع أسعار المواصلات”. للتغلب على هذه المشكلة، قام المجلس بالتنسيق مع معهد حكومي في المديرية لتنفيذ دورات في الحاسوب واللغة الإنجليزية”.
تُعتبر صبر الموادم من المديريات شبه الحضرية في تعز، إذ لا تزال تحتفظ بجزء كبير من خصائصها الريفية رغم قربها من مركز المدينة. تتسم بطبيعتها الجغرافية بالتضاريس الجبلية، حيث يوجد فيها ثاني أعلى جبال اليمن والجزيرة العربية بعد جبل النبي شعيب.
أنشطة المجلس
يعتمد “مجلس نساء صبر الموادم” في تنفيذ أنشطته على دعم المنظمات وفاعلي الخير والاشتراكات الشهرية لعضوات المجلس. حتى اليوم، تم تنفيذ العديد من الأنشطة، أبرزها “توزيع الحقيبة المدرسية، وتمكين النساء اقتصاديًا من خلال إقامة دورات في الخياطة والتطريز والنقش والمشغولات اليدوية، بالإضافة إلى طباعة الكتب لمركز محو الأمية ودفع رسوم تسجيل الطلاب الفقراء، وإقامة دورة لقيادة الحاسوب لـ 27 طالبًا وطالبة”، بحسب سهام المسؤول المالي للمبادرة.
مؤخراً، نفّذ المجلس مشروع المشاتل الزراعية بهدف تحسين الإنتاج الزراعي وتثقيف المجتمع حول أهمية الزراعة المستدامة والحفاظ على البيئة. يتضمن المشروع زراعة خضروات تناسب جو وتربة القرية، حيث يعود نصف محصول الإنتاج لصاحب الأرض والنصف الآخر لنساء ليس لهن عائل.
تؤكد غانية أنها واجهت تحديات اجتماعية وبيئية عديدة، لكنها تسعى لتجاوزها للمضي قدمًا في إحداث تغيير في المجتمع وتحسين حياة النساء الريفيات.
تقول إنّ “المجلس يفتقر لاستكمال ترميم المقر الخاص به بعد توقف أعمال الصيانة نتيجة غياب الدعم المادي”، ولكن هذا التحدي لن يمنعها من مواصلة ما بدأت. خصصت غانية غرفة من منزلها للاجتماعات مؤقتًا حتى يتم تجهيز المقر الخاص بالمبادرة.
شعور بالفخر
تشعر غانية بالفخر كونها أولى نساء قريتها اللاتي برزت في العمل التطوعي بدعم وإسناد كبيرين من أسرتها. مؤكدة تطلعها إلى المزيد من التمكين في كل ما يعزز من قدراتها كمعلمة ورئيسة لمجلس نساء صبر.
تعد هذه المرأة، إلى جانب أخريات، من النساء اللاتي استطعن خلال السنوات الأخيرة أن يكون لهن حضور قوي وفاعل في مؤسسات المجتمع المدني، سواء من خلال إنشاء منظمات المجتمع المدني أو العمل ضمن كوادرها، بحسب محمود البكاري أستاذ علم الاجتماع بجامعة تعز.
خلال سنوات الصراع في اليمن (2015 – الآن)، تشكلت العديد من المبادرات والكيانات التي تقودها النساء لتقديم خدمات اجتماعية وإنسانية للتخفيف من آثار الحرب، يضيف البكاري لمنصتي 30 أنّ “المرأة تمكنت من تحقيق ذاتها من خلال المجتمع المدني، ومازالت تبذل جهودًا كبيرة لتجويد الخدمات الاجتماعية والإنسانية، وتنافس على تقديم الأفضل في مجال العمل الاجتماعي من أجل تلبية الاحتياجات الضرورية لأفراد المجتمع”.
مبادره ممتازه يجيب دعمها من رجال الخير الميسورين ورجال الأعمال والسلطه المحليه مثل هذا النشاط الذي يعود بخيره علي ابناء المديرية يجيب دعمه ودفع الأبناء والبنات الي التعليم وتثقيفهم وتعليمهم بنين وبنات وتحارب الاميه وتحارب الفراغ وجعل المرأه بمهن تكسبهما من هذة النشاط والمبادرة في جعل نفسها قويه وتعمل بدل الفراغ الفراغ القاتل سيتحول حال كل اسره تعلمت فن الخياطه والحاسوب وكل مااوجده النشاط الي ماهو افضل حال ما ماكانت عليه في السابق هي لاتمتهن بشي
ابغ تسجيل خياطه نزحين
اريد مساعده
اريددعم لسرتي