إذا كان اليمنيون يرغبون بالهجرة، بحسب ما تظهره نتائج الاستبيان الذي أجريناه خلال يونيو/حزيران الفائت، فما الذي يريدون تحقيقه من خلال الهجرة، أو ما الذي ستحققه الهجرة لهم إن استطاعوا الذهاب إلى مكان آخر، بحسب السؤال الذي وضعناه في خاتمة الاستبيان.
جاءت معظم الإجابات متشابهة تقريباً، تحدث كثيرون عن “الأمن” بمفردات مختلفة تصب جميعها في الاستقرار الأمني كهدف للمهاجر، كما استعملت بشكل كبير مفردة “الحياة الكريمة” ضمن ما ستحققه الهجرة للمهاجر.
آخرون – وهم كثر أيضاً – أشاروا إلى “الوضع الصحي”، “الوضع التعليمي”، “تحقيق الطموحات والأهداف”، “الأمان النفسي”، و “العدالة القانونية”، والبعض تحدث عن العودة إلى اليمن لبنائها بعد بناء نفسه، وهي أهداف تقع بمجملها ضمن نطاق “الحياة الكريمة” المنشودة.
في ما يلي بعض مما كتبه المشاركون في الاستبيان عن الهجرة وما ستحققه لهم:
- حياة كريمة، هذه أول مطلب، بالإضافة إلى النظام والقانون المطبق لديهم، إحساسي بالأمان، وإراحة عقلي من الفتن الدينية والطائفية الحالية في بلادنا الحالية.
- يكفي انها ستحقق لي حياة طبيعية يسودها الأمن والأمان ولقمة العيش و وظيفة أعمل بها، وفي نهاية الشهر أحصل على راتبي.
- يكفي أنها تجعلني أبتعد عن المشاكل السياسية والحروب و أصوات الصواريخ.
- تعليم أفضل، فرصة عمل، وحياة كريمة أفضل من عيشة الذل في اليمن، وسط الصراعات والحروب والإدارة السياسية الفاشلة التي جعلت المواطن يكره بلاده ويتمنى الخلاص منها.
- ممارسة الحياة بشكل طبيعي، بعيداً عن وضع هذا البلد البائس، وبعيداً عن الحرب والاقتتال، وممارسة الحريات الشخصية والحياة الكريمة.
- سأحصل لأول مرة على الأمان وحرية التعبير.
- باعتقادي أن هناك في مكان ما في العالم، توجد دول وشعوب تخطت مرحلة الصراع الديني والعرقي وما شابه، دول تحترم حقوق الإنسان وتحمي الحريات الفردية، أستطيع فيها أن أمارس حقوقي بكل حرية، ما دمت لم أخرق القوانين، أو أمسّ بحريات الأفراد الآخرين، على عكس ما هو حاصل هنا تماماً.
- تحسين وضع أسرتي، أنا مثلاً أبي متوفي منذ أن كان عمري سنة واحدة، وتحت يدي أسرة، وليس لدي إخوة ذكور، لذلك أنا الآن لا أفكر بالزواج مطلقاً، أفكر فقط في أسرتي وكيف أرعاهم.
- المغامرة، و تطوير الفكر، تعلم ثقافات جديدة، تعلم لغة جديدة، التعرف على أماكن جديدة، الاستمتاع، ومعرفة هل تستطيع التغلب على مخاوفك أم لا.
- ستتحقق لي الكثير من الأشياء التي لم أجدها في بلدي بسبب عدم وجود المساواة في جميع المجالات و الخدمات، والوظائف و المشاريع الخدمية التي كانت حكراُ علي فئة محددة من الشعب، كذلك سأحصل على الأمان الاقتصادي و المعيشي، إلى جانب احترام الإنسان، و التعايش بين الجميع لا فرق بين صاحب البلاد الأصلي و المهاجر، الكل يتساوى في الحقوق، أيضاً سأحصل على العدل الذي هو أساس الحياة، حيث يطبق القانون على كل شخص.
- لو سنحت لي فرصة وحصلت على جنسية إحدى الدول الأوروبية لرميت بالجنسية اليمنية وتخلصت منها وتخلصت من كوني يمني، ﻻ أريد الزواج وإنجاب أطفال في اليمن، ﻻ أريدهم أن يعيشوا مثلما عشت، وﻻ أريد لهم أن يكبروا تائهين وضائعين بمستقبل بائس وحياة بائسة، نحتاج إلى سنين طويلة لكي تعود البلد إلى ما كانت عليه فقط قبل عشر سنوات، وليس لدي كل هذا العمر ﻷنتظر لهم، الحياة تمضي والعمر يمضي.
- سوف أجمع رأس مال، وأكون رجال أعمال، لكي يكون لدي دور في دعم المساكين لأن اليمن لن تتطور.
أما أحد المشاركين فكتب باختصار: زواجي ومستقبلي فقط!.
هل وجدت هذه المادة مفيدة؟