بحسب الفئات العمرية، يميل الذين أعمارهم بين 20-35 سنة إلى خيار الهجرة (93%) أكثر من الذين تقل أعمارهم عن ذلك (86%) والذين تزيد أعمارهم عن ذلك (88%)، رغم أنها تظل نسب مرتفعة، ولعل المفاجأة هنا أن النساء أكثر ميلاً –بفارق بسيط- من الرجال في هذا الخيار، بنسبة 94% بالمقارنة مع الرجال (92%).
أما ماهي الوجهة المفضلة للهجرة فقد اختار حوالي نصف المشاركين (49%) دول أوروبا كوجهة سفر، وجاءت دول الخليج في المرتبة الثانية (17%) ضمن تفضيلات الهجرة، تليها أميركا (16%)، والمشاركون من الشمال أكثر ميلاً لخيار أوروبا (52%) بالمقارنة مع الجنوبيين (44%)، كما أن المشاركات النساء (57%) أكثر ميلاً لهذه الوجهة من الرجال (46%).
اختلفت أسباب الهجرة باختلاف المشاركين، لكن 81% من المشاركين أشاروا بأصابع الاتهام إلى الوضع الاقتصادي، ثم الأمني (50%)، والخيارات المتاحة والمتوفرة في الدول الأخرى (39%)، في مقابل التضييق على الحريات في اليمن (33%)، وحصل الصراع الديني على أقل نسبة تصويت (26%)، وفي هذا الخيار تحديداً جاء المصوتون من الشمال بنسبة أكبر (28%) بالمقارنة مع المصوتين من الجنوب (23%)، أما النساء فقد أرجعن الرغبة إلى الهجرة بنسبة 35% إلى التضييق على الحريات، بالمقارنة مع 26% من الرجال اختاروا هذا السبب.
بعض المشاركين كتبوا أسباباً أخرى تدفعهم إلى الهجرة بينها: مواصلة المشوار التعليمي، العمل وفق التخصص، الإقصاء داخل اليمن، غياب العدالة الاجتماعية، غياب القانون، حكم المليشيات الدينية، الصراعات العسكرية، حب المغامرة والتطلع إلى ثقافات جديدة.
هذه الأسباب بمجملها، تجعل المشاركين في الاستبيان يؤمنون بنسبة 88% منهم أن هجرة الشباب ورواد الأعمال اليمنيين ستتواصل، وأكثر من يميلون إلى هذه الفرضية، أولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 30-34 سنة، كما أن هذه الأسباب هي ذاتها – كما يبدو – تجعل المشاركين في الاستبيان يؤمنون في الوقت نفسه بنسبة 77% منهم أن الذين هاجروا سيعودون إذا تحسن الوضع العام في اليمن، لكن أقل المتفائلين بهذه الفرضية هم الذين تتراوح أعمارهم بين 30-34% بنسبة 65%، وهي أيضاً ذات النسبة للمتفائلين من الجنوب والتي تقل عن المتفائلين شمالاً (78%).
إجابات المشاركين حول الفرضيتين السابقتين تفسر رفضهم إلغاء جنسيتهم اليمنية في حال حصولهم على جنسية أخرى بنسبة 73%، في مقابل 27% أيدوا التخلي عن جنسيتهم، ومن حيث الفئات العمرية فإن الأكثر ميلاً للرفض هم الذين دون العشرين صعوداً حتى 29 سنة، فيما يبدو أن الذين تتراوح أعمارهم بين 30-34 سنة هم أقل حماساً للتمسك بجنسية اليمن (66%)، كما أن الجنوبيين أكثر ميلاً لهذا الخيار (43%) بالمقارنة مع المشاركين من الشمال (25%)، ولعل هذا يعود إلى صراع الهوية في الجنوب في ظل نزعة انفصالية متنامية.
شارك في الاستبيان عينة بلغت أكثر من 1000 مشارك من رواد الساحة، نصفهم من صنعاء (53%)، بنسبة مشاركة نسائية بلغت 21%، وبنسبة 83% للفئة العمرية المستهدفة من إذاعة هولندا العالمية (15-30 سنة).