هذه النسبة المرتفعة لا ترتكز فقط على من يدورون داخل حقول السياسة، فقد أظهر الاستبيان أيضاً أن الذين لا ينشطون في السياسة يؤيدون ذلك بنسبة 77%، في مقابل 86% للنشطاء فعلياً في هذه الحقول، والنسبتان مرتفعتان.
ومن حيث النطاق الجغرافي، فإن أكثر من نصف المشاركين في الاستبيان هم من محافظات الشمال، معظمهم من سكان صنعاء، حيث بلغت نسبتهم 48% يليهم المشاركون من تعز بنسبة 8%، ثم الحديدة بنسبة 5%، فيما بلغت نسبة المشاركين من الجنوب نحو 11% توزعت بين عدن 7%، والمكلا 4%، ولم يشر 28% من المشاركين إلى محافظاتهم.
تصويت وحملات
معظم الذين شاركوا في الاستبيان بنسبة 61% قالوا إنهم شاركوا في التصويت الانتخابات الأخيرة، بمقابل 34% قالوا إنهم لم يشاركوا.ومما لا يثير الدهشة أن تظهر نتائج الاستبيان ارتفاع نسبة الذين ينشطون في السياسة، بالمشاركة في التصويت في الانتخابات الأخيرة في اليمن، وكذا في الحملات الانتخابية، في مقابل من ليسوا نشطاء.
وبالرغم من أن نتائج الاستبيان تظهر أن 13% فقط من المشاركين في الاستبيان، شاركوا في حملات انتخابية، فإنه في مقابل 25% من النشطاء السياسيين شاركوا في حملات انتخابية، نجد 9% فقط شاركوا من بين من ليسوا نشطاء، وترتفع النسبة كذلك في المشاركة في التصويت في الانتخابات الأخيرة بنسبة 74% من شريحة النشطاء، في مقابل 56% من غير النشطاء، وقال 1% من المشاركين في الاستبيان إنهم رشحوا أنفسهم.
وجغرافياً فإن 69% ممن ينتمون إلى صنعاء، يقولون إنهم صوتوا في الانتخابات الأخيرة، في مقابل 42% ممن ينتمون إلى عدن يؤكدون مشاركتهم في التصويت.
الدين ليس عائقاً للمرأة
يبدو أن المجتمع المحافظ الذي يعيش فيه اليمنيون لا يؤثر كثيراً على نظرتهم حول عامل الدين كعائق أمام المرأة السياسية، حيث تتفق غالبية المشاركين في الاستبيان من الذكور والنساء (68%) على أن الدين ليس عاملاً يحد من نشاط المرأة سياسياً، في مقابل 32% يرون ذلك.
الاستبيان يظهر كذلك، أن معظم النساء في اليمن لا يرين أن الدين عامل يحدهن سياسياً، حيث تقول 20% فقط من المشاركات في الاستبيان إن عامل الدين يؤثر على نشاطهن، في مقابل 34% من الذكور يرون ذلك أيضاً، وهؤلاء يقول بعضهم إن “الدين بريء من أفهام المتدينين، أو من يسموا برجال الدين”، والذين هم من اكبر العقبات في طريق خروج المرأة للحياة العامة والمشاركة في صناعة الحياة والواقع، تحت ذرائع العيب والحرام، بينما الدين بريء من هذا الفهم السقيم”، ويعتبر هؤلاء أن “الدين واضح في مساواة الرجل بالمرأة من حيث الحقوق والواجبات، والنصوص مليئة بهذا الشأن”.
تشير هذه النسب في تبرئة ساحة الدين، إلى أن اليمنيين يتهمون عواملاً أخرى بشرية بالحد من حرية مشاركة المرأة في الحقل السياسي، كالقبيلة، المجتمع، والأسرة.
لا يبدو مثلاً، أن تركيبة المجتمع القبلي غالباً في اليمن، مؤثرة بشكل سلبي على نظرة اليمنيين لأثر القبيلة على مشاركة المرأة في الحياة السياسية، حيث يعتقد 68% من المشاركين في التصويت أن القبيلة هي العامل الأكبر الذي يحد من مشاركة المرأة في الميدان السياسي.
الذين ينشطون في هذا الميدان يرون ذلك بنسبة كبيرة (76%)، أكبر من غيرهم الذين لا ينشطون سياسياً، لكن نسبتهم تظل كذلك مرتفعة (65%)، وهذان مؤشران على أن الشريحتين تتفقان حول هذه النقطة، ويتحدث هؤلاء عن “تسيد ثقافة القبيلة في مواجهة ثقافة التمدن والتحضر”.
نصف المشاركين في الاستبيان من الجنسين (50%) يقولون كذلك إن الأسرة تحد من نشاط المرأة سياسياً، فيما يرى 29% أن الأحزاب تؤثر سلباً على نشاط المرأة سياسياً.
اتهامات
في زاوية مفتوحة للتعبير عن الرأي حول العوامل التي تحول دون قيادة المرأة سياسياً، أطلق 19% من المصوتين سلسلة من الاتهامات لأطراف كثيرة بينها المرأة نفسها، حيث قال بعضهم إن “المرأة بطبيعتها عاطفية، وليست واقعية”، معتبراً أن “السياسة واقع وليست عاطفة”، فيما أرجع آخرون ذلك إلى “الجهل والاعتقادات الخاطئة، والفهم الخاطئ للحرية بالنسبة للمرأة نفسها”.
البعض قال إن “المرأة احيانا تضع العائق أمام نفسها في الميدان السياسي، وذلك بالتواري خلف الرجل، كما أنها لم تسعَ لتطوير ممارساتها السياسية”، مشيرين في الوقت ذاته إلى وجود أو غياب أمور هامة مثل الثقة، الثقافة، التعليم، الجهل، الأمية.