على غرار الاستبيانات السابقة أتيحت للمشاركين فرصة للإجابة بالتفصيل عبر سؤال مفتوح كان محوره هذه المرة أثر الحرب الحالية في احساس المواطن اليمني بالوحدة بين شمال وجنوب اليمن. أظهرت النتائج أن الحرب زادت في انعدام الثقة واحساس النفور بين شطري اليمن.
وسط سيل الاجابات التي تنضح بعدم الثقة كانت هنالك فئة صغيرة من الناحية العددية وسط المشاركين ممتلئة بالأمل والتفاؤل بأن الحرب الحالية تقرب بين الأطراف المختلفة وتزيد من احساس الاخاء بين ابناء اليمن. كتب أحد المشاركين في اجابته على السؤال:
” في الواقع ان هذه الأزمة لا تختلف عن سابقاتها والتي كان يخرج بعدها الشعب اليمني موحد. يسود بين أهله الا لفه والمحبة.
ستنجلي هاذه الازمه بإذن الله ونعود أهل اليمن الارق قلوبا والالين أفئدة . بإذن الله تعالى لن تفرقنا المذاهب لن تتيه بنا الدروب”
وكتب آخر: ” الاعلام فقط من يؤجج مشاعري أما أنا فانتمي إلى اليمن ولا فرق بين شمالي وجنوبي بمنظوري”.
ويقر أحد المشاركين بالاستبيان بنزعة بعض أهل الجنوب للانفصال ولكنه يؤكد بأن الحرب لم تؤثر على إحساس اليمنيين بالوحدة:
“هناك من يريد الانفصال وهم نسبة قليلة في جنوب الوطن والغالبية يوافقون على الوحدة، لكن جميع الناس يريدون المساواة والعدالة والتنمية. الحرب أثرت على نفسيات الناس ومعيشتهم وفرقت نسبيا فيما بينهم نتيجة لتعدد الرؤى والمواقف حول ما يجري
لكن الحرب لم تؤثر كثيرا على وحدة اليمنيين”.
مقابل هذه الفئة المتفائلة من المشاركين في الاستبيان هنالك مجموعة أقل عددا يطبع اجاباتها التشاؤم حول مستقبل البلد وأهله:
” الحرب كشفت أنه لا يوجد أناس وطنيين على الساحة السياسية اليمنية و لا يوجد أي منهم يهمه الوطن. لا الوطن أولا بل الجيب أولا، و كلهم سواء داخل الوطن أو خارجه نفس العقلية مع الأسف و طن لا تحميه لا نستحقه”.
وكتب آخر ليس عن احساسه فقط ولكن عن معايشته الشخصية لانعدام الثقة بين اليمنيين حتى أنه لم يعد يتعرف على نفسه وهويته:
” لقد سببت الحرب الكثير من المشاكل بين اليمنيين حتى انتزعت الثقة فيما بينهم. فأصبح كل منهم لا يثق في الاخر لقد سببت التفرقة بين كافة الأفراد شمالي جنوبي أو من المناطق الوسطى، قاعدة حراك. وكل هذا بسبب السياسة حتى أنني لم أعد أعرف الى اين انتمي.. إلى الجنوب أم الشمال؟ إن سرت لصنعاء قالوا لي أنت من دمت تبع الضالع عنصري حق مشاكل. وإن سرت الضالع أرجعوني وقالوا أنت (دحباشي) من دمت شمالي وكل هذا بسبب الحرب التي فرقت بين اليمنيين”.
غالبية المشاركين في الاستبيان الذين شاركوا في الاجابة على السؤال المفتوح أجابوا بأن احساس عدم الثقة لديهم قد أكدته الحرب مشيرين إلى أن أهل الشمال قاطبة متورطون في هذه الحرب ضد الجنوب وليس جماعة الحوثي وحدها:
” أثرت بشكل كبير على نظرتي للوحدة…فبحكم أني جنوبي وكنت اعتبر أن المشكلة ليست بالوحدة وليست مع الشعب الشمالي بل بالذي حكمنا لمدة 33سنه بفساده…واتفاجأ اخيرا بشن حرب علينا دمرت كل شيء جميل في جنوبنا وخاصه عدن، وبمشاركة الشعب الشمالي ودعمهم بالمال والرجال…في تلك اللحظة علمت أننا لسنا يمن واحد ولا شعب واحد بل أرض تجمع شعبين وعلمين مختلفين وثقافة مختلفة”.
وكتب مشارك آخر في ذات الاتجاه:
“أصبحت أكثر اقتناعا بأن الوحدة كانت على ورق فقط. فمثلا الحوثي و مثله صالح جاء من أقصى الشمال ليقتلنا نحن الجنوبيين فهل هذه وحده و كل الخيرات تذهب من الجنوب لتصب في الشمال” .
مشارك ثالث عاد لتاريخ النزاع بين الشمال والجنوب منذ التسعينيات ليخلص إلى أن الشمال بكامله وليس جماعة الحوثي وحدها ضد الجنوب ويحاولون فرض الوحدة عليه بالقوة:
” لقد كفرنا بالوحدة التي تقتلنا في الجنوب منذ عام 94م والجنوبيين يتم قتلهم باسم الوحدة فحزب الاصلاح والمؤتمر ومعهم الشعب في الشمال قاتلنا في 94م وسفك الدماء باسم الوحدة المزعومة ونهبت الاموال والاراضي وتم تهميش الجنوبيين حتى لوكان الجنوبي في السلطات العليا فهو منزوع الإرادة ولا ليس له صلاحيات لأنه ليس شمالي …احساس الوحدة مات خصوصا بعد الحرب الحوثية الشمالية علينا في الجنوب ولا أنكر أن محافظه البيضاء و مأرب يشاركونا نفس العدو وهو الحوثي ولكن الشماليين بكل فئاتهم واختلافاتهم يتفقون ضد الجنوب ومع فرض الوحدة بالقوة وهذا الذي لن نقبله”.