ما إن نكبر قليلاً ونتقدم في المراحل التعليمية، حتى يُلقى على مسامعنا سؤال مصيري: ماذا تريد/ي أن تصبح/ي في المستقبل؟
هذا السؤال يكبر معنا، إلى أن يصبح الشغل الشاغل والقرار الحاسم المطلوب اتخاذه بعد إكمال المرحلة الثانوية والوقوف على أبواب التعليم الجامعي والتفكير في اختيار مجال تخصصنا، وبالتالي تحديد الخيار المصيري لشابٍ/ة، ما، سيجتاز أول عتبات المستقبل بناءً عليه.
وإذا كان التخصص بالنسبة لكثيرين؛ مسألة اختيار أو ميول مبنية على حسابات شخصية أو اجتماعية أسرية، وفيما يعتقد الشخص أنه قادر على التميز وخدمة المجتمع أو تلبية أهدافه الشخصية من خلاله، فإن الأمر يكون مختلفاً أحياناً لآخرين، ومنهم كاتبة هذه السطور.
أمنية الطب
كانت الإجابة منذ الطفولة بالنسبة لي، بأنني سأصبح طبيبة، لأنني أعتقد أنه يمكنني من خلال ممارسة مهنة ملائكة الرحمة، تخفيف الألم عن الناس. هذا الهدف بقي نصب عيني ولم يفارقني منذ الصفوف الدراسية الأولى وصولاً إلى الثانوية.
بينما كنت في الصف الثالث الثانوي، كثفت من اهتمامي بدارسة العلوم للحصول على أعلى معدلٍ ممكن، يصبح جسر الوصول إلى كلية الطب؛ وبالكاد حصلت على 88%، وهي نسبة جيدة بالمقارنة بخريجي العام نفسه (2010).
جهود الوصول إلى كلية الطب تواصلت في الشهور التي تلت التخرج من الثانوية، بما فيها زيارة كلية الطب البشري والاطلاع على امتحانات القبول إلى حين التقدم للتسجيل.
وحتى اللحظات التي سبقت إنزال كشف أسماء المقبولين في الكلية الـ110 من بين 1500 متقدماً، كانت نسبة التفاؤل لدي عالية بالقبول، لكن النتيجة كانت مخيبة للآمال، وأصابتني بحالة شديدة من الإحباط، حتى أنني اعتقدت باحتمال الخطأ في قراءة الأسماء واستنعت بآخرين ليتأكدوا بالفعل من أن اسمي ليس فعلاً في قائمة القبول.
ما بعد الصدمة
مرحلة التشتت الذهني، التي يعاني منها العديد من الطلبة جراء عدم القدرة على الالتحاق بالتخصص الذي اختاروه، تبدأ معها رحلة دراسة الخيارات الأخرى التي يمكن لشابٍ أو شابة ما؛ الانتقال إليها، كخيار بديل، وهذا يعتمد أيضاً على الكليات التي ما يزال بالإمكان الالتحاق بها في ذات العام.
في تلك المرحلة المفصلية بالنسبة لي، أخذت بنصيحة أخي الأكبر، الذي رأى أن كلية الإعلام هي الأنسب بالنسبة لي. كان مبنى الكلية بجامعة صنعاء المتواضع (بناء قديم)، يبعث على الإحباط، لكن الأمر اختلف بعد أول مقابلة مع المدرسين في الكلية وما لقيت من حفاوة في الترحيب
مع انتهاء الترم الأول سنة أولى، كانت المفاجأة التي مثلت بالنسبة إلي، انتقالاً نوعياً من فكرة الطب إلى الإعلام، هي حصولي على المرتبة الأولى على مستوى الدفعة، حينها شعرت بالانتصار على الفشل الذي لاحقني في كلية الطب.
فيما تلى ذلك، تحدث التحولات التي تجعل أحدنا يشعر بالانتماء القوي والشغف بالتخصص الذي أسعفتني به الأقدار، وفي تجربتي الجديدة حصلت على المركز الأول على الدفعة وبمرتبة امتياز مع الشرف، بينما كانت زميلاتي في كلية الطب في حرب ضروس للوصول إلى النجاح وليس التميز، لصعوبة التخصص.
ما يمكن أن أخلص إليه، من هذه التجربة، أن التخصص في الدراسة الجامعية، ليس دائماً الخيار المتروك أمامنا، ولكن البدائل قد تهديها إلينا النصائح والاستشارات وتدخلات القدر، لنشعر لاحقاً أن هذا التخصص هو الانتماء الحقيقي الذي كان مفقوداً بالنسبة إلينا، وليس علينا دوماً الشعور بالإحباط لمجرد الفشل في الالتحاق بالتخصص الذي نريد. لقد كان تفكيري ينصبّ في البداية على أمنية أن أكون طبيبة تعالج المرضى وتخدم المجتمع، وعندما لم يحالفني الحظ كان الإعلام البديل المناسب حقاً فأحد أهم أدواره خصوصاً في أزمنة الأزمات والحروب، هو الدفاع عن الضحايا ومناصرتهم والمساهمة في تخفيف معاناتهم بإسماع أصوات أنينهم للعالم أجمع.
التخصص في الدراسة الجامعية ليس دائماً الخيار المتروك لنا .. نعم
فعلا كلام من الصميم وكلنا تقريبا لمسناه او على الاغلب عانينا منه
انا اتمني انا اكون با المستقبل شي كبير من اجل الوطن وعائليه
حبذا ان تثيرو موضوع البيئة ودورها بإختيار التخصص او او تأثير البيئه بإختيار التخصص
بهاذا الوضع لا اعتقد نجاح الشخص الا بكثره العلاقات الاجتماعيه وحسن الاخلاق والاهتمام بالمجال العلمي طبعا 🌹💜💤
يِّأّريِّتّ لَوِنِقِدِر نِدِخَلَ أّلَقَِّسمَ أّلَيِّ نِحٌلَمَ فِّيِّهِ أّلَتّخَصٌصٌأّتّ ګثّيِّرهِ بَِّس أّلَخَيِّأّر وِأّحٌدِ
وِيِّأّريِّتّ يِّګوِنِ أّلَيِّ نِريِّدِهِ