تعد العلاقة الجنسية واحدة من أهم العلاقات البشرية، التي ارتبطت ببقاء الجنس البشري واستمراره، وأحاط بهذه العلاقة الكثير من الضوابط والدراسات التي حددت طرق وسبل إقامتها بشكل صحي.
الأمراض المنقولة جنسياً واحدة من تلك المخاطر التي تحيط بالصحة الجنسية والصحة الإنجابية، والتي قد تتسبب بالكثير من الأمراض، التي قد تؤدي في كثير من الحالات إلى الوفاة أو الإصابة الدائمة.
عن الأمراض والعدوى المنقولة جنسياً، وأنواعها، وكيفية انتقالها والوقاية منها، تتحدث هذه المادة.
-
ماهي الأمراض المنقولة جنسياً؟ وكيف تنتقل؟
الأمراض المنقولة جنسياً، هي كل الأمراض والأعراض التي تكون فيها الممارسة والاتصال الجنسي دون حماية ووقاية سبباً في انتقالها، أو يكون انتقالها عبر الدم والأدوات الملوثة سبباً في تكون العدوى لهذه الأمراض. ويمكن أن تنتقل الكائنات الحية (البكتيريا، الطفيليات، الفيروسات) المسببة للأمراض الجنسية عن طريق السائل المنوي والإفرازات المهبلية، وملامسة الغطاء المخاطي في الأعضاء التناسلية للشخص المصاب، بالإضافة إلى مشاركة الأدوات الطبية الملوثة، أو نقل دم من الشخص المريض للشخص السليم, وانتقال العدوى من الأم المصابة إلى الجنين.
وتتنوع هذه الأمراض بين أمراض تنتقل بواسطة البكتيريا مثل السيلان والزهري والكلاميديا، وأمراض فيروسية مثل مرض نقص المناعة المكتسبة (الإيدز)، والهربس والثآليل الجنسية وفيروس الكبد البائي (B)، وأمراض طفيلية مثل قمل العانة وداء المشعرات والجرب. هذا إلى جانب الكثير من الأنواع التي حددتها منظمة الصحة العالمية، والتي بلغت أكثر من 30 نوعاً حتى الآن، يمكنها جميعاً أن تسبب أحد الأمراض المنقولة جنسياً.
-
هل يمكن الشفاء من هذه الأمراض؟
منظمة الصحة العالمية تحدثت عن أكثر من 30 نوعاً مختلفاً من البكتيريا والفيروسات والطفيليات تتسبب بأمراض وعدوى تنتقل عبر الاتصال الجنسي بالدرجة الأولى، وحددت المنظمة ثمانية إصابات هي الأعلى بين معدلات الإصابة بالأمراض المنقولة جنسياً، أربعة من هذه الحالات يمكن الشفاء منها وهي الزهري والسيلان والمتدثّرة، وداء المُشعّرات، والأربع الحالات الأخرى يصعب الشفاء منها، وهي فيروس الكبد البائي (B) ومرض نقص المناعة المكتسبة (الإيدز)، والهربس، والورم الحليمي البشري. ويمكن الوقاية من فيروس الورم الحُليمي البشري و التهاب الكبد البائي (B) بالتطعيم.
-
ماهي أعراض الإصابة؟
تكمن خطورة الإصابة بهذه الأمراض في أن الأعراض لا تظهر في كثير من الأحيان، وأن مؤشرات الإصابة لا تظهر إلا في مرحلة قد تكون درجة الإصابة عالية، إضافة إلى إمكانية نقل العدوى بشكل كبير، ولكن يمكن ملاحظة مجموعة من الأعراض باعتبارها مؤشر أولي على الإصابة، يمكننا من خلالها الكشف والعلاج بشكل مبكر لمثل هذه الإصابات. وهنا نستعرض بعض الأعراض تباعاً
- خروج إفرازات من القضيب أو من المهبل غير عادية وذات رائحة مختلفة.
- الشعور بألم وحرقة عند التبوُّل
- ألم في إحدى الخصيتين أو في كلاهما لدى الرجال، وتحسس وحكة في منطقة الشفرتين وشعر العانة لدى النساء.
- ظهور تقرحات أو حساسية مفرطة أو بثور على الأعضاء التناسلية أو في المؤخرة أو على الفم.
- الشعور بألم أثناء الجماع، وحصول نزيف مهبلي للنساء بشكل غير معتاد.
- نزيف بين فترات الطمث، وإفرازات مهبلية لدى النساء ذات لون أخضر أو أصفر أو مخلوطة بالدم.
- ظهور طفح جلدي على الجذع أو اليدين والقدمين.
- تقرُّح العُقَد اللمفية وتورُّمها، خاصة في المنطقة الأُربية، ولكنها في بعض الأحيان لا تكون محصورة على المنطقة الأربية.
تختلف درجة الإصابة بهذه الأعراض والمؤشرات حسب الكائن الناقل للعدوى، وتختلف أيضاً مستويات ظهور الأعراض التي قد تظهر بعد عدة أيام من الإصابة بالعدوى، أو قد يستغرق الأمر في بعض الحالات لسنوات، وهو الأمر الذي يشكل خطورة على صحة المصاب في حال الإصابة.
-
ماهي آثار الإصابة؟
الكثير من الأمراض المنقولة جنسياً لها آثار تزيد من خطورة الإصابة إما بأمراض جنسية أخرى أشد خطورة، أو بإصابات لها علاقة بالجهاز العصبي والأعضاء الحيوية، وتأثيرات أخرى قد تؤدي في حال حدوثها إلى الوفاة. فالإصابة بمرض الزهري والهربس قد تزيد من خطر الإصابة بفيروس نقص المناعة المكتسبة الإيدز بثلاثة أضعاف، والإصابة بمرض الورم الحليمي البشري قد يؤدي للإصابة والوفاة بسرطان عنق الرحم، وأمراض مثل السيلان أو المتدثرة قد تؤدي إلى الإصابة بمرض الالتهاب الحوضي والعقم لدى النساء، إضافة إلى احتمالية إصابة الجنين بأمراض مثل الالتهاب الرئوي والتشوهات الخلقية أو الوفاة في حالة إصابة الأم بأحد هذه الأمراض.
-
الواقي الذكري، هل يحل المشكلة؟
يشكل الواقي الذكري واحدة من أفضل الوسائل التي تساعد على تجنب الإصابة بالكثير من الأمراض والعدوى المنقولة جنسياً، وينصح باستخدام الواقي الذكري بشكل روتيني في الاتصال الجنسي، كوسيلة لمنع انتقال أي عدوى أو إصابة لا يمكن الكشف عنها باكراً، وينصح أيضاً باستخدامه في حال ظهور بعض الأعراض المذكورة سابقاً.
-
قنطار وقاية
إن الإصابة بالأمراض المنقولة جنسياً أمر غاية في الخطورة للأسباب التي ذكرناها سابقاً، فالبعض منها يصعب الكشف عنه بسبب عدم ظهور الأعراض باكراً، والبعض منها يفتقد إلى العلاج، إضافة إلى عدم توفر الوسائل الممكنة في بلادنا لكشف وعلاج هذه الأمراض، وبالتالي تظل الوقاية من هذه الأمراض هي الوسيلة المثالية للنجاة، ويمكن ذلك من خلال اتباع أسلوب وروتين صحي وشخصي يمكنك من الوقاية من هذه الأمراض. ويمكن ذلك من خلال بعض العادات كالفحص الدوري والنظافة الشخصية للأعضاء التناسلية، واستخدام الواقي الذكري عند الاتصال الجنسي، وفي حال ظهور أي إفرازات أو حساسية جلدية أو ظهور أي أعراض واشتباه في الإصابة، لا تتردد بزيارة الطبيب المختص.
موضوع حساس ورائع، ويجب ع الجميع معرفة هذه الأمراض.
كلام روعه وفيه فايده كثيره لاننامجتمع لا يعرف هذيه الثقافه المهمه