وسيطات سلام سمراوات
مسك المقرمي وزميلتها برفقة أطفال من المهمشين | Facebook
article comment count is: 0

وسيطات سلام سمراوات!

لدى الناشطة “مسك المقرمي” مشروع تضعه في أولويات المرحلة المقبلة.

إنها ترتب لإخضاع مجموعة من الفتيات “المهمشات”، الفئة التي تنتمي إليها، لبرامج تأهيل وتدريب عالية في مجال النشاط الإنساني والحقوقي، وقد قررت تسمية الدفعة هذه بـ”وسيطات السلام السُمر”.

بالرغم مما يتعرض له المهمشون إجمالاً من تمييز وتقليل من الشأن في اليمن عامة؛ إلا أن كل هذه الضغوط لم توقف طريق الوسيطات السمراوات المرتقبات؛ فهن، على الأقل، مسنودات بوجود القدوة الملهمة، “مسك“، التي غادرت الهامش إلى صدر صفحة سِفر “بناة السلام” الأولى في مدينة تعز (256 كلم جنوبي صنعاء).

أكملت “المقرمي” تعليمها الثانوي والجامعي بمنطقة التربة بريف تعز، وعندما انتقلت إلى المدينة صدمها واقع المواطنين ذوي البشرات السمراء “المهمشون” هناك.

كخطوة أولى لتغيير ذلك الواقع، أشهرتْ في العام 2014 جمعية أطلقت عليها اسم “كفاية”.

عبرها بدأت بجهد ذاتي ودعم محدود تنفيذ أنشطة ترفع وعي المرأة المهمشة وتمكنها اقتصادياً، ثم اتسع نطاق اهتمامها لاحقاً ليشمل النساء الأخريات أيضاً.

وحالما دقت أجراس الحرب عام 2015 كرّست مسك المقرمي-نائبة رئيس الاتحاد الوطني لتنمية المهمشين في اليمن- جهودها في العمل الإغاثي والإنساني.

”بدأتُ أشتغل في العمل الخيري مستهدفة المواطنين مهمشين وغير مهمشين، عملت في جانب الغذاء والماء والصحة تدعمني مؤسسة الغذاء لأجل الإنسانية“.

مسك المقرمي | Facebook

توازياً مع العمل الإغاثي، اقتضت تبعات وظروف الحرب على “مسك” أن تستأنف نشاطها الحقوقي لمواجهة ارتفاع نسبة الانتهاكات ضد المهمشين وغيرهم، خصوصاً مع غياب المؤسسات الحكومة ذات العلاقة.

وبعد عدد من التجارب ذاع اسمها كأحد أقدر الأشخاص في المدينة على حل النزاعات/الخلافات الأهلية، بينها نزاعات تعذر حلها في المرافق الرسيمة، وأخرى كانت مؤهلة لتكون نهايتها دامية. حد تعبيرها.

انسياق الموطنين على ذلك النحو خلف الأصوات القادمة من بينهم عندما يتعلق الأمر بحلحلة خلافاتهم، أنضج فكرة كانت تعتمل منذ مدة في ذهن “المقرمي” التي تشغل أيضاً، نائبة رئيس رابطة “نساء من أجل السلام“، لتتساءل ”لماذا لا أصنع أكثر من مسك؟“

عبر “مركز الوعي والتنمية” الذي تديره وبدعم منظمة دولية نفذت مشروع “المشاركة المدنية” لتدريب عشرين شاب وشابة على حل الخلافات المجتمعية وإيجاد الحلول.

توضح” شكلنا لجاناً من المتدربين والمتدربات لرصد الخلافات المجتمعية وحلّها بعد مشاركتها معي. هم يؤدون دور الوسيط الأول، ويحققون نجاحاً كبيراً في مهامهم، باستثناء الخلافات المعقدة فيسندون حلّها إليّ“.

على طول الخط حرصت “المقرمي” على دمج المهمشين اجتماعياً.

في حي الضبوعة الذي تعيش فيه، يعود لها الفضل في تحجيم التمايز القائم على اللون، حيث بات السكان  هناك يحصلون على المياه من صهريج واحد، ويحتكمون لحل خلافاتهم لعمدة الحي الأبيض والأسمر على السواء.

بجعبة مليئة بالأهداف والطموحات تمضي المقرمي قدماً نحو الدفاع عن قضية أبناء فئتها الاجتماعية في تعز واليمن عموماً، علاوة على أنها اليوم تضع نصب اهتمامها مسألة تغييب المرأة والشباب عن مفاوضات السلام.

تؤكد ”لابد أن يشارك في السلام من تأذى من الحرب وليس من تسبب بها، المهمشون، المرأة والشباب، فئات عانت كثيراً، لذلك يجب منحها الفرصة للتعبير عن الأذى الذي تلقته من خلال إشراكها في أي مفاوضات أو مشاورات سلام…“.

 

  • هذا التقرير من إنتاج منصة “هيومنز أوف تعز” وينشر بالتزامن مع “منصتي 30” في إطار نشاط “بناة السلام”.

هل وجدت هذه المادة مفيدة؟

اترك تعليقاً