الأغنية حقوق المرأة اليمنية ذكورية إيجابية
article comment count is: 0

كيف ناصرت «الأغنية» حقوق «المرأة اليمنية»؟

يعتقد الكثيرون أن معظم أفراد المجتمع اليمني من الذكور لا يهتمون بالنساء ولا يناصرون قضاياهن وحقوقهن ولا يساعدوهن في تمكينهن اجتماعياً وثقافياً واقتصادياً، ورغم الجهود التي تُـبذل من قبل الجمعيات والمنظمات الناشطة من أجل مناصرة تلك الحقوق، إلا أن النظرة القاصرة تجاه المرأة في المجتمع اليمني بالفعل ماتزال مستمرة في مناسبات ومواقف عديدة. غير أن بعض الأغنيات اليمنية البعيدة في كلماتها عن الغزل حاول مؤدوها وطاقم منتجوها من شعراء وملحنين ومخرجين وفنيين تقديم صور مغايرة عما تختزله عقلية الرجل اليمني تجاه المرأة، وعلى عكس ما هو سائد قدمت تلك الأغاني الصفات الملازمة للذكورية الإيجابية المتمثلة في مناهضة العنف ضد النساء، ومساواتهن في الحقوق والحريات والاختيار، وتشجيعهن على العمل والتمكين، وعدم غض الطرف عن جرائم العنف والتمييز والاضطهاد الممارس بحقهن.

هنا نستعرض أبرز تلك الأغاني التي أداها فنانون يمنيون بمفردهم، أو بالاشتراك مع فنانات من مختلف المحافظات اليمنية، قديماً أو في الوقت الراهن.

أمرّ الكؤوس

من الأغنيات التي توجه رسائل لاذعة للأشخاص الذين يزوجون بناتهم وهن في زهور عمرهن لرجال يكبرنهن في السن مقابل المال.

أغنية “أمر الكؤوس” للفنان المنتمي لمحافظة تعز عبد الباسط عبسي، وهي أغنية تراثية بلهجة أبناء تعز، أعاد غناءها عدد من الفنانين منهم أمل كعدل ورويدا.

في كلماتها التي نظمها الشاعر محمد المقطري تقول الأغنية:

وقالت البنت آه يماه يماه ظلمني أبي وأهدر شبابي لشيبه

ألا بالذهب فازبي وأني بقلبي عصافير الهواء بقلبي تشتجي تشتجي

تشتاق روضه صبا جنه صبيه وصبي

لمو أبي باعني ياما لدنيا العذاب

لمو آه لمو وسيب أزهار عمري تظمأ وتشرب سراب

وأني صبية على درب المحبة شباب

أزهار نيسان بس ياماه آه تهدى لشاب

ما يجبر الفقر

أغنية “ما يجبر الفقر” التراثية تُعد من الأغنيات التي تُبين أهمية دور المرأة الريفية اليمنية في مساعدة الرجل في القضاء على الفقر والجوع، إذ تقول في كلماتها:

يقول علي ولد زايد ما يجبر الفقر جابر

إلا البقر والزراعة ولا جمالاً تسافر

وإلا القلم والدفاتر

وإلا مرة من قبيلة فيها الورع والقناعة

تدبر الوقت كله كنه لديها وداعه

تجيعنا وقت علان والشبع وقت المجاعة

غنى تلك الأغنية في ثمانينيات القرن المنصرم الفنان علي الأسدي

الدان

لم يغفل الدان الحضرمي مناصرة النساء والظفر بحقوقهن، فقد خصص الشاعر الكبير حسين أبوبكر المحضار عملين فنيين بديعين حكى فيهما عن اضطهاد القبيلة للمرأة وعدم إعطائها حريتها في اختيار من يتزوجها.

أوبريت “بنت القبائل” للمخرج علي عوض باشراحيل.

وأوبريت “الضحية” أداء الفنانين عوض بن ساحب، عبود خواجة، محفوظ بن بريك، عبد الله حمزة، تمثيل الفنان سالم عبد الرب البكري، وحسن عرفان، سعيد سلوم والفنانة وفاء باجرمة.

بنت اليمن

إبان فترة الاحتجاجات الشعبية العام 2011 قُدمت العديد من الأغاني الحماسية التي تُشيد بالأدوار الثورية للنساء اليمنيات، ومن بين تلك الأغنيات “بنت اليمن” للعازف والفنان أحمد فتحي، تقول كلمات الأغنية:

سجل حضورك في ميادين الكفاح

أنبل المواقف كم تحديت السلاح

أسعفتي جرحانا وقاسيتي العذاب

والله ما يوجد مثيلك في المحن.. الله يا بنت اليمن

ما نقبل التجريح ضدك من أحد

الحق لك وأنتي رفعتي رؤوسنا

بالتضحية والنبل يا بنت اليمن

من غيرش

من غيرش“، من الأغاني الحديثة التي تم إنتاجها قبل عام، وفيها يتم الاعتراف بدور المرأة اليمنية في تنظيم شؤون المجتمع. كتب كلماتها الشاعر أحمد المطري، ولحنها الفنان إبراهيم بابريك، وصالح البكري، وغناها الفنانان حمود السمة ومارينا صالح البكري.

وفي أوج استمرار المعارك المسلحة في اليمن، حيث تتزايد الانتهاكات بحق المرأة اليمنية، أخرج مجموعة من الشباب اليمني قبل عامين أغنية “سلامة وكرامة” بصوت الفنانين “حسين عودي” و “فاطمة مثنى”، وألحان الفنان “عمر العودي”، وتوزيع الفنان “حسين عنبة”.

الأغنية كتب كلماتها الشاعر “زين العابدين الضبيبي”.

في حديثه لـ”منصتي 30“، يرى الشاعر زين العابدين أن أغلب الشعراء والأدباء اليمنيين في الوقت الراهن اختاروا أبراج المجاز العالية في قصائدهم، لذلك لم يتقبلهم الناس، فهم من وجهة نظره مقصرين في تناول قضايا المرأة، وفي أغلب القضايا المجتمعية والإنسانية المتعلقة بالتهميش والعنصرية والمواطنة.

يشاطره في الرأي نبيل ماجد وكيل وزارة حقوق الإنسان اليمنية، إذ يشير في حديثه لـ “منصتي 30” إلى أن “المرأة تشكل ركن أساسي في الأغاني اليمنية والتي تكون عادة أغاني الغزل والشوق، فبالتالي فإن تلك الأغاني التي تحكي عن معاناة النساء قليلة، ومنها الأغاني التي تحكي عن أوضاع المرأة الريفية”.

ويضيف ماجد، القول: “هناك نوع آخر من الأغاني التي هي مواويل أو الملالاة وفيها تتحدث المرأة عن مشاكلها ومعاناتها سواء الشكاوى من هجرة الأزواج، أو كيف أنها أصبحت تمارس مهام الرجال والنساء في وقت واحد، وتتحمل كافة الأعباء المعيشية”.

وفي رأي مخالف يرى الفنان والموسيقي يحيى عقيل أن للمرأة اليمنية حضور مميز في الأغنية اليمنية، ويقول عقيل لـ”منصتي 30″: “معظم الأغنيات اليمنية لابد وأن يتم فيها ذكر المرأة، فالمرأة عند اليمنيين لديها مكانة مرموقة”.

 

هل وجدت هذه المادة مفيدة؟

اترك تعليقاً