الحدي على قمة إفرست في أغسطس 2017. منصتي 30
article comment count is: 0

السلام من قمة إفرست!

بعد رحلة تسلق دامت 8 أيام، وقف الناشط عثمان الحدي في القمة الأعلى ارتفاعاً على وجه الأرض. ومن سفحها المغطى بالثلوج والسحب نصب علم بلاده عالياً؛ للفت أنظار العالم إلى رسالة مفادها: “أوقفوا حرب اليمن”.

حيث ظهر الناشط الحدي أواخر أغسطس الماضي من قمة إفرست مطالباً بإحلال السلام. وهي حملة أطلق عليها اسم (#Yemen_Reborn) يهدف من خلالها إلى تسلق القمم العالمية السبع، أملاً في أن يصل صوت السلام إلى صناع القرار الدولي، لوضع حد “للحرب المنسية” التي تدور رحاها في البلاد منذ ما يقارب ثلاثة أعوام تقريباً.

تعد هذه المرة الأولى التي يصل فيها مواطن يمني إلى المخيم الرئيسي لإفرست البالغ ارتفاعها 8,848 متر عن سطح البحر، وقد استغرقت هذه الخطوة تسعة أشهر من التدريبات المتواصلة والمكثفة.

كليمنجارو  وإفرست

في حديثه لـ”هنا صوتك” قال الحدي إنه يفضل إيصال صوت السلام بطريقة لا تخضع للأساليب التقليدية. مضيفاً: تسلقت العام الماضي قمة كليمنجارو، ثم إفرست، وما أزال في طور التخطيط لتكون المحطة القادمة جبل البروس في جورجيا أعلى قمة في أوروبا.

وكغيره من المتسلقين فقد خلف أثراً لرحلته عندما كتب كلمة “اليمن” بصخور عملاقة على أحد سفوح الهملايا الواقعة فيها قمة إفرست، ليراها المتسلقون والطائرات التي تمر من على المنطقة.

بشكل عام فإن الحدي شغوف بممارسة الرياضة الخطرة كقفز الحواجز على ظهور الخيل؛ والتزلج على الجليد؛ والغوص الى أعماق البحار، لكنه يؤكد: “الآن أتسلق القمم بدافع بث الأمل رغم الحرب، والوباء، والجوع، والكوارث الإنسانية، وحتى نلفت انتباه العالم”.

لا يبدو الحدي مكترثاً لما قد يواجه المتسلق كالمرتفعات شديدة الانحدار؛ والانخفاض الكبير لدرجات الحرارة؛ ونقص الأكسجين، فقد نما (السلام) بوعيه منذ “فقد قريته وأفراداً من أسرته خلال اقتتال (الجبهة الوطنية) في سبعينات القرن الماضي، بالإضافة إلى ما شهدته المراحل السياسية المختلفة من حروب”.

يتذكر الحدي أحداث الماضي، ويربطها بحاضر الحرب الدائرة الآن، قائلاً: أبناء وطني يموتون، قتلاً وجوعاً، ومرضاً، ويعانون الأمرّين، لذلك قطعت عهداً على نفسي بأن أنذر حياتي لخدمتهم ولفت الأنظار إلى معاناتهم لكسب التعاطف والدعم”.

أصداء

بعد نجاح الجزء الأول من الحملة الرامية إلى حصول تجاوب من المجتمع الإنساني الدولي، يتساءل مهتمون: ما هي ثمار وانعكاسات المبادرة الذاتية لتسلق القمم؟.

ويجيب الحدي: حملتي نالت تفاعلاً إعلامياً “كبيراً” كوني أول يمني يصل قمة إفرست، وتواصل معي الكثير من الناشطين الدوليين لفهم ماذا يحصل في اليمن؛ وهناك من رجال الأعمال قدموا أعمالاً خيرية وإغاثية للمناطق المتضررة.

ويتلقى “عشرات الاتصالات من قيادات يمنية فاعلة في الشأن المدني ومن مختلف التيارات أشادت بهذه الحملة وأبدت رغبتها في عمل جهد جماعي أكثر تأثيراً لإحلال السلام في البلد وخدمه التنمية فيه”. حد تعبيره. مشيراً إلى أن  ذلك “يدل على رغبة الجميع من كل الانتماءات داخل اليمن بإيقاف الحرب، وأنه مازال هناك أمل في بناء توافقات سياسية تقودنا إلى سلام شامل”.

ومن سقف العالم حمل أيضاً رسالة إلى الشباب المنخرطين في جبهات القتال “بالعودة إلى طريق التعليم والتنمية لضمان مستقبل ينعم بالاستقرار والازدهار”.

وحول ما إذا كان لديه كلمة أخيرة يود إيصالها في ختام الحوار، رد الناشط الحدي: “اليمن سينهض من جديد”.

هل وجدت هذه المادة مفيدة؟

اترك تعليقاً