منجزات فنية شبابية الأمل
الصورة برخصة المشاع الإبداعي | إنستاغرام: سارة إسحاق
article comment count is: 0

منجزات فنية شبابية.. وملاذ يصوغ الأمل!

يلجأ المبدعون اليمنيون الشباب إلى الممارسات الإبداعية والثقافية بشتى أشكالها، لترجمة مشاعر وآراء مكبوتة إلى أعمال فنية تناقش واقعهم وتعكس رؤيتهم لمجتمع يرزح تحت قيود متشعبة. لاسيما استمرار دائرة الصراع في اليمن واضطراب الأوضاع الأمنية التي عادت سلبًا بتشّكل فجوة أعجزت مسار سير الإنتاج المحلي، وولدت عراقيل أضعفت قطاعات مختلفة في البلاد، ما قلص من الملتقيات الثقافية والفعاليات الإبداعية. في حين مازال البعض فقط من يقاوم بالمتاح، للمواصلة بتمثيل اليمن في مختلف المحافل الدولية، رغم شحة الدعم وغياب الاهتمام، وانعدام الفرص في العديد من المجالات نتيجة قلة المعاهد والأكاديميات المتخصصة، الأمر الذي حدّ من تطوير الجوانب الفنية والأكاديمية في اليمن، وأثر سلبًا على هذا القطاع الثري.

أنامل سينمائية

في مجال السينما هناك من تمكنوا من لفت الأوساط العالمية لأفلامهم، التي عرض بعضها لأول مره في أهم المهرجانات السينمائية، محققين جوائز مرموقة أسهمت برسم مسار خجول بدأت ملامحه بالوضوح، ما عزز تواجد الصناعة اليمنية على خارطة السينما العالمية.

كمثال أبرز على ذلك، وفي السياق ذاته، وبعد ثماني سنوات من التطوير والإعداد، أنهت المخرجة  سارة إسحاق  تصوير فيلمها الروائي الطويل الأول “المحطة”، الذي حظي بجوائز تمويلية ومنح تطويرية خلال مختلف مراحل إنتاجه، من أبرزها الجائزة الكبرى لبرنامج”Final Cut”  لأفلام ما بعد الإنتاج لعام 2025 على هامش مهرجان “فينيسيا السينمائي الدولي”.

وبخلاف “المحطة” توجد بعض الأفلام القصيرة المتنوعة بتصنيفاتها، والتي عرضت وحصدت في أعرق المهرجانات السينمائية في المنطقة والعالم. منها الروائي “عبر الأزقة” ليوسف الصباحي، والوثائقي “فريحة” لبدر يوسف، والتجريبي “1941” لعاصم عبد العزيز.

نغمات أوركسترالية

وفي ظل هذه الإنجازات، حازت حفلة “نغم يمني في باريس” على إحدى الجوائز الرئيسية للمهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون في دورته الرابعة والعشرين. هي حفلة أوركسترالية بقيادة المايسترو الشاب محمد القحوم، الذي غير مفهوم الموسيقى اليمنية وترجمها لنوتات اوركسترالية، في رحلة موسيقية بدأت في كوالالمبور، مرورًا بنغمات يمنية في باريس وعلى ضفاف النيل، ولا تزال مستمرة إلى الان، حاملة روح الإبداع والدهشة والنجاح.

عدسة يمنية

أما في جانب التصوير الفوتوغرافي، هناك من وثّقوا لحظات تحكي ما خلف الصورة، وتنقل واقعًا صلبًا متصنع الابتسامة ممزوج بالمرارة ومثقل بتعقيدات. المصور اليمني علي السنيدر الذي اجتاز متسابقين من 120 دولة وتمكن من الفوز بالمركز الأول في مسابقة التصوير الفوتوغرافي حول جودة حياة المدن للشباب عام 2024 التي أقامتها جهات دولية وعربية من ضمنها “الاسكوا” التابعة للأمم المتحدة. كما حصد المصور عصام الكمالي جائزة المركز الأول عالميًا لأفضل مجموعة صور فوتوغرافية، ضمن مسابقة الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية لعام 2024. أما بالنسبة للمصور أكرم عبدالله الذي فاز بالمركز الأول في المسابقة ذاتها في فئة المصورين الشباب ليصبح بذلك أول يمني وعربي يفوز بها.

نسوية رغم الانغلاق

وفي الإطار ذاته، اُختيرت المهندسة حربية الحميري ضمن قائمة “مائة امرأة مؤثرة ومُلهمة” لعام 2024 التابعة لهيئة الإذاعة البريطانية، وقد عُرفت حربية بنشاطها المجتمعي والتراثي في ترميم البنايات القديمة المتهالكة ذات الأهمية التاريخية. ومن جانب آخر، حازت الفنانة التشكيلية شذى التوي على جائزة المرأة الاسكتلندية لعام 2022، بعد فوزها بجائزة “The John Byrne” لعام 2021، تكريماً لإسهامها في المجال الفني والثقافي بتكريس أعمالها للتسليط على قضايا المرأة والعائلة اليمنية. وفي ضوء هذه الإنجازات النسوية، حازت الفنانة عبير محمد على جائزة أفضل ممثلة في الدورة الخامسة من مهرجان عمان السينمائي الدولي.

يؤكد هذا الزخم جدارة كوادرنا الشبابية في مختلف المجالات. فاليمن، بلاد خصبة وولادة برغم التدهور الذي تشهده في الوقت الراهن وسط هذه التحديات والانغلاق المتقوقع، بعكس التطور الذي تعيشه المنطقة من حولنا من تساهيل ودعم سخي، وتغيير شامل لرؤية تطمح لمواكبة العالم. إلا أننا مازلنا نرى من يسعون في تشكيل صورة واضحة ملونة عن اليمن، مستغلين أي حافز للاستمرارية ولتسليط الضوء على الجوانب الإيجابية سعيًا لتنمية البلاد ونهوضها، وتجميل واقع غارق بكومة العجز والتشويه.

هل وجدت هذه المادة مفيدة؟

اترك تعليقاً