تنبؤات البرت آينشتاين تتأكد علميا بعد مائة سنة Yahoo
article comment count is: 0

عذراً أيها العالم!

مرت مائة عام من تنبؤ آينشتاين بموجات الجاذبية، مائة عامٍ على نظرياته التي نقلت العلم نقلة نوعية، وما زال العالم يبحث وفق هذه النظريات والأطروحات، وبعد مائة عامٍ نصر العلم اينشتاين.

فمنذ أسابيع قليلة ضجّ العالم احتفالاً بانتصارٍ جديدٍ للعلم، ملخصه حدث كوني تم فيه رصد موجات الجاذبية التي تنبأ بها آينشتاين قبل قرن من الزمان. تابع العالم هذا الحدث بكل شغف، لأنه عالم يعيش للمستقبل، متطلعٌ لاكتشافات جديدة ستبنى على هذا الرصد، والذي يعتبر مفتاح لموجة جديدة من الدراسات والأبحاث الكونية،  فالعلم (قدس الله سره) يمتلك الآن أداة جديدة للاستكشاف والرصد (موجات الجاذبية).

ضجّ العالم فرحاً بهذا الحدث الكوني، إلّا منطقة ما زالت تعيشُ في الماضي، لم تستوعب هذا الانجاز، أو بالأحرى لم تلتفت إليه، منطقة تمتلك ما هو أهم (وفق مفهومها وممارساتها)،  دول وجماعات تعيش على استحضار خلافات الماضي وحروبه، لتعيدها بأسلحة جديدة.

وهنا حقّ الاعتذار للعلم وللعالم الشغوف به، عذرا أيها العالم، شغلتنا خلافاتنا حول طرق الوضوء والصلاة، انهكتنا دراساتنا حول لبس المرأة وقوامة الرجل عليها، عذراً فنحن لا نزال نمارس عراكنا الأزلي حول جواز الفن والموسيقى والحب وكل الأشياء الجميلة.

عذراً أيها العالم،  فالعبثية شعلة نتناقلها أجيالاً بكل حماس، أفكارنا، حروبنا، نقاشاتنا وطريقتنا بالحياة عبث في عبث .

قتالنا لأجل من ماتوا منذ قرون، نصوص من فكروا لزمانهم ما زالت تحكمنا، معذرة فما زال فينا من يعتبر العقل خطراً على الناس وكارثة، أي عارٍ نجره خلفنا بإخلاص.

عذرا أيها العالم،  فلتمضي موفقاً في ممارسة الحياة، فنحن منهمكون في احتراف الموت وتوريثه..

إلى أين؟

لست أدري إلى أين نسير، أو نهوي..

سوريا تواصل سيرها نحو الدمار والحرب الداخلية منذ خمس سنوات، ويمن (قيل عنه شعب الحكمة) يتبع خطى سوريا بكل سرعة، في حربٍ عبثيةٍ تأكلُ الأخضر واليابس، ليبيا من موتٍ إلى موتٍ، ومن اختلافٍ إلى خلافٍ، تخنقنا خلافاتنا ونعشقها .

مستقبل مظلمٌ بناء على معطيات الحاضر، وإن وجد في المعطى  بصيص أمل، بعض من المفكرين والشباب الحر، من يسعى لمواجهة هذا الطوفان الأعمى، لعل جيلاً يأتي بعدنا يعيش بسلام، ولديه من الوقت والاهتمام ما يكفي ليشارك العالم تحركه وأفراحه بانتصارات العلم واكتشافاته..

 

* مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر أصحابها، ولا تُعبّر بالضرورة عن رأي “منصتي 30”.

هل وجدت هذه المادة مفيدة؟

اترك تعليقاً