مدخل السنة هو موروث شعبي تناقلته الأجيال في تريم.
article comment count is: 15

ما هي طقوس الموروث الشعبي لمدخل السنة في تريم؟

مع بداية عصر اليوم الأول من العام الهجري الجديد يجتمع أهالي مدينة تريم بوادي حضرموت، في إحدى الساحات العامة بحسب ما تعودوا عليه منذ أجيال، مرددين الأهازيج والعبارات الترحيبية بالعام الجديد يتقدمهم كبار السن ومن خلفهم الأطفال.
وخلال ذلك تتم طباخة وجبة “الشربة”، والتي يساهم الأهالي والجيران في محتوياتها ومكوناتها ويقوم الشباب بتجهيزها وطباختها.
ويتم تزيين المكان المخصص للطبخ بما يسمى “الكبيدي”، وهو عبارة عن حزمة صغيرة مكون من خوص النخيل، يضاف إليها جزء من بعض الأشجار كشجر الرمان، والليمون، والفلفل، وبعض الأعشاب الخضراء ذات الرائحة الزكية.
يستمر مشهد الفرح بالسنة الهجرية الجديدة بالطواف في شوارع المدينة مصاحباً ذلك دقات الطبول وعبارة الترحيب الخاصة بهذا اليوم “مدخل السنة بركة” حتى مساء اليوم نفسه.
مع المساء يعودون إلى الساحة، وفي ذلك الوقت تكون وجبة العشاء “الشربة” قد أعدت، ويتوزعون بشكل حلقات دائرية ويقوم الشباب بعملية التوزيع بشكل انسيابي وسلس وخلال فترة قصيرة يتم التوزيع على جميع الحضور.
وتستمر الاحتفالات بعد وجبة العشاء وذلك من خلال إقامة الجلسات الأدبية والمساجلات الشعرية، وكذلك تكون هناك مشاركات للفرق الفنية الشعبية بالمدينة.
وفي البيوت طقوس أخرى، فهناك من يجتمع مع أفراد الأسرة لطباخة “المحشي”، وهو ما تبقى من لحم عيد الأضحى حيث يتم حفظه بإحدى الطرق التقليدية القديمة عن طريق تقطيعه إلى أجزاء صغيرة ويغسل بالخل ويضاف عليه بعض التوابل ويحشى في ما يسمى بالمخضة وهي أمعاء الأغنام المجففة، ويعلق ليتم طهية في بداية العام.
وللمحشي أيضا أهازيج خاصة مثل “محشي لذيذ مطبوخ في وسط مخظة منفوخ”، و “محشي يابو المحاشي مثلك عاد ماشي”.
 ولهذه العادات والمناسبات تأثير كبير في نفوس أبناء هذه المدينة وينتظرونها بلهفة وشوق مع بداية كل عام، محافظين على هذا الموروث الذي زرعه لهم الأجداد جيلاً بعد جيل.

هل وجدت هذه المادة مفيدة؟

اترك تعليقاً

أحدث التعليقات (15)

  1. مازالت بلدة تريم حضرموت وأهلها
    هي محتظة بالهوية والموروث الثقافي الدالة على الرقي والتميز
    الحضاري منذالقدم فهي أرض المحبة والمودة والرحمة والسلام .احسنتم وبارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا