خنجر (نصل) الجنبية اليمنية.
article comment count is: 37

الجنبية اليمنية.. حكاية ورجولة!

منذ قديم الزمان تمنطق اليمني بالجنبية للتعبير عن الرجولة والقوة، وظهر ذلك في تماثيل الحضارة اليمنية القديمة، ومازال الأحفاد يواصلون التمنطق بالجنبية رغم دخولنا القرن الحادي والعشرين والتأثر بالثقافة العالمية.

ويحرص اليمنيون على التمنطق بالجنبية كباراً وصغاراً، في مختلف المناسبات وبالأخص الأعراس، ويقوم بعض الحضور برقصة البرع، باستخدام الجنبية في تأدية رقصات خاصة على إيقاع الطبول.

رأس الجنبية

ويعتبر أثمن شيء في الجنبية، ويصنع يدوياً من العديد من المواد التي تحدد قيمته، منها قرن وحيد القرن الأفريقي، وتعتبر الجنبية من هذا النوع أغلى أنواع الجنابي، ويصل سعرها إلى ملايين الريالات، ويطلق عليها الجنبية الصيفاني، لأنه مع مرور الزمن تزداد صفاءً ونقاءً، حيث يتغير لونها بمرور الزمن من اللون القاتم إلى الفاتح وكأنها جوهرة، إلا أنه وبعد حظر استيراد قرون وحيد القرن الأفريقي قلّت صناعتها.

رأس الجنبية

يقول محمد الجماعي، وهو بائع بسوق الجنابي أحد أسواق صنعاء القديمة لمنصتي 30 إنه “يتم أيضاً صناعة رأس الجنبية من قرون الأبقار والماعز، وذلك من خلال تقطيع ونحت هذه القرون على شكل هلالين ملتصقين، ويتم تزيين الجنبية بالذهب الخالص وذلك بوضع الزهرتين (دائرتين) من الذهب وسط المثلثين، وبرسوم ومنقوشات تختلف من جنبية إلى أخرى. كما يتم عمل ثقوب في واجهة الجنبية بالكامل، ويتم بعدها تعبئتها بالفضة الخالصة لتضفي عليها شكل جمالي بديع ويتم تزيين الجنبية بما يسمى بالمبسم، هو الفاصل ما بين الجنبية والخنجر، ويصنع من الفضة ويرسم عليه رسوم وكتابات مختلفة يحددها من تصنع له الجنبية”.

ويشير الجماعي إلى أن هناك العديد من أنواع الجنابي، منها الصيفاني، الزراف، الأسعدي، البصلي، والعزيري.

ويقول إن “الجنبية تعبر عن المكانة الاقتصادية والاجتماعية لحاملها، كما يمكن تحديد المنطقة التي ينتمي إليها الشخص، فتعرفه أنه من صنعاء أو حضرموت أو مأرب أو شبوة“.

وسميت الجنبية بهذا الاسم لأن المتمنطق بها يضعها على جنبه وكأنها جزء منه.

يقول الحاج أحمد السنيدار (75 عاماً) أحد مرتادي سوق الجنابي لمنصتي 30 إن “الجنبية تعبر عن الشجاعة والرجولة، وفي نفس الوقت فهي لا تعد سلاح شخصي، لأن العادات والتقاليد تمنع استخدامها إلا في حالة الدفاع عن النفس”.

ويضيف “أن أغلى جنبية في اليمن التي اشتراها الشيخ/ ناجي بن عبدالعزيز الشايف شيخ مشائخ بكيل، ووصلت إلى مليون دولار أمريكي، لأنها قديمة جداً وتعود إلى مئات السنين”.

الخنجر (النصل)

وهو عبارة عن خنجر حاد، متصل بالجنبية، ويتم تعريضه إلى درجة حرارة عالية، بعدها يتم تشكيل النصل بوضعه في قالب مخصص.

يقول أحمد العزيري صانع نصال لمنصتي 30 إنه “يتم صناعة النصل من جنزير الدبابات، وهو أغلاها، ويصل سعره إلى 150 دولار، كما تتم صناعته من الفولاذ والحديد”.

أما عن أنواعه، فمنها الحضرمي والذماري والصنعاني والتعزي والرداعي وسميت بهذه الأسماء، نسبة إلى المناطق التي يتم صناعتها فيه.

ويوجد في منتصف النصل تجويف إلى الأعلى، يعمل على تثبيته وعدم كسره، كما يقوم الحرفيون بعمل خطوط بديعة وأبيات شعرية في النصال، وبعد الانتهاء من عمل النصال، يتم تثبيتها في الجنبية، وذلك بوضع مواد خاصة لتثبيتها في مبسم الجنبية.

الغمد (العسيب)

وهو الذي توضع بداخلة الجنبية، وهو مصنوع من خشب الطنب خفيف الوزن، ويشبه حرف اللام ويتم تلبيسه بالجلد الطبيعي. ويضيف الجماعي أن “هناك العديد من الأشكال منها الجلد الأبيض، والذي يتم نقش رسوم وأشكال مختلفة عليه، كما يتم عمل أغماد باللون الأخضر، عبارة عن قطع جلدية رقيقة متراصة لتشكل دقة في الإبداع والابتكار، وهذه يتم ارتدائها من قبل عامة الشعب. أما فئة القضاة والسادة فيحرصون أن يكون العسيب مصنوعاً بأكمله من الفضة، وتسمى توزة أو ثومة منقوش عليها نقوش إسلامية، ويرمز إلى التمايز الطبقي بين فئات القبائل وشرائح القضاة والسادة”.

وهناك العديد من أنواع الأغماد، منها البكيلي، الحاشدي، والمأربي.

الغمد وهو مثبت على الحزام

الحزام

يلف حول الخصر، وهو عبارة عن قطعة قماش بيضاء يرسم عليها رسوم وأشكال بديعة، بخط اليد. ويقول أحمد الطيري، صانع أحزمة إنه “بعد ذلك تقوم النساء في المنازل بالتطريز اليدوي لقطعة القماش، بخيوط ذهبية صافية تسمى (سيم) منها الخيوط الفرنسية، ويصل سعر الحزام إلى 1000 دولار، وهناك خامات هندية يصل سعرها إلى 100دولار، كما أن هناك أحزمة رخيصة لا تتجاوز 10 دولارات، وبعد الانتهاء من التطريز الذي يحتاج إلى فترة من الزمن، يأتي بعدها دور الحرفي، ليقوم بعملية سرج الحزام بالجلد الطبيعي أو قطع من القماش الثقيل تسمى قايش، ليكون الحزام ذو قوة وسميك من أجل سند ظهر المرتدي له، بعدها تتم إضافة لسان من الجلد مع حلقات من أجل إغلاق وتثبيت الحزام على الخصر”.

الحزام المزخرف

أما بالنسبة للأنواع حسب الشكل فمنها الكبسي، المتوكلي، الطيري المفضلي.

ويفضل البعض شراء أحزمة الجلد الطبيعي، المصنوعة من جلود الماعز، وتتم صناعتها بأشكال جميلة وبألوان مختلفة، منها الأسود، الأحمر، والبني، ويتراوح سعرها بين 20-30 دولار.

حزام من الجلد

وبعد الانتهاء من صناعة الحزام، يتم تثبيت الغمد (العسيب) في وسط الحزام، بواسطة قطعة جلد، وعمل مسامير من الداخل وبذلك تكون الجنبية جاهزة، ويتم لبسها مع الثوب والكوت، ووضع الشال على الرأس أو الكتف.

هل وجدت هذه المادة مفيدة؟

اترك تعليقاً

أحدث التعليقات (37)

  1. الجنبية اليمنية من افضل التراث الموجود في اليمن وهي تعبر عن عادات وتقاليد وثقافة اليمن

    1. باقي الجنبيه الثمينه حق اسرة بيت ذياب في ذمار يمكن قيمتها مية مليون ريال ومشهورة جدا

  2. مساء الخير
    أضيف الى معلوماتك
    توجد ثلاث جنابي في محافظة إب
    تعتبر من أقدم الجنابي
    إن لم تكن أقدمها
    حيث تم مقارنة الجنبية التي اشتراها الشيخ الشايف بأحدى هذه الجنابي الثلاث وذلك في مجلس مقيل حضره الشايف و عدة مشائخ من ضمنهم شيخ من إب يرتدي واحدة من الجنابي الثلاث
    وكانت نتيجة المقارنة بإجماع المشايخ بمن فيهم الشايف
    ان جنبية صاحب إب
    افضل واغلى من جنبية المليون دولار
    وهذه جنبية من ثلاث جنابي
    قد تكون الاقدم والاغلى من بين كل جنابي اليمن

    1. عندي جنبية تعودي لاحد اجاددي يقدر عمرها 250سنه وتبلغ قيمتها 2000000 ريال لمن اراد ان يشتريها يتواصل على الرقم 773800217

    1. اعتقد الفترة الي تكون فيها الجمبية ماقبل الصفاء تسمى “عزيري”،وفترة الثانية تسمى “صيفاني” اعتقد!

  3. وتوجد انواع اخرى للغمد مثل اليافعي الذي يكون على شكل هلال وتتميز قبيلة يافع به على باقي مناطق اليمن

  4. شكراً للكاتب والناشر من اجل نشر ثقافه يمنيه تراثيه مهمه حول العالم يعتز بها ابنا اليمن.

  5. إن الجنبيه تعتبر الشعار او الرمز الذي
    نتميز به نحن اليمانيون منذالقدم وسوف نبقى متمسكين بشعارنا حتى قيام الساعة