article comment count is: 11

المنازل العدنية.. متحف العمارة المفتوح والمنفتح!

هي بقعة صغيرة من الكرة الأرضية ولكنها تحوي تنوعاً ثقافياً كبيراً، أزياء متنوعة، لهجات، رقصات شعبية، عادات، ومعمار مختلف آسر تتميز به كل منطقة عن الأخرى، كالطراز الحضرمي الطيني في مدينة شبام التاريخية، وطراز مدينة صنعاء القديمة، والطراز اليافعي ذو الرونق المميز، ومدينة زبيد، والمكلا القديمة.

وفي مدينة عدن يبرز الطراز العدني ملوحاً بتفرده ومواده الخاصة، فالعمارة العدنية نتاج للتفاعل بين الإنسان العدني وثقافته والبيئة الطبيعية المحيطة به، وكون عدن ميناء بحري فيظهر بطرازها المعماري لمسات من الانفتاح على العالم الخارجي.

الطراز المعماري العدني ينتشر في أحياء مدينة كريتر “المدينة القديمة” وبعض أحياء مدينة التواهي، المعلا والشيخ عثمان.

هي منازل تتخذ الشكل الطولي تتكون بالغالب من ثلاثة أدوار متراصة بجانب بعضها البعض حيث لا يوجد أي فراغات بين منازل الحي الواحد في أحياء خططت بشكل منتظم ومرتب وواسع. سعة الأحياء مراعاة لدخول التهوية المناسبة للبيوت حيث أن عدن من المناطق الحارة معظم أيام السنة، وضماناً لوصول التهوية المناسبة للمنازل فإن واجهات المنازل تتزين بالعديد من النوافذ الجميلة والمتوجة بقمريات ملونة مصنوعة من الزجاج والخشب.

الحجر الشمساني “المستخرج من جبل شمسان” هو سيد البناء العدني وأهم مواده، يعرف الحجر الشمساني بقوته وصلابته وعدم تأثره بالرطوبة. والجدران العريضة للبيت العدني المبنية من الحجر الشمساني تعمل على عزل المنزل عن حرارة الخارج.

استخدم العدني مواد بناء من طبيعته ومن ذات البيئة، فإلى جانب الحجر الشمساني تم استخراج مادة البوميس ذات الخواص الإسمنتية من ذات الجبل “جبل شمسان” من كهوف تعرف بكهوف البوميس، وتستخدم خلطة البوميس في تنعيم الجدران وأيضاً في ربط الأحجار كاستخدام الاسمنت في زمننا الحالي بل إن بعض أنواع الاسمنت تدخل في صناعته مادة البوميس.

أما الخشب المتين فيستخدم في الأسقف، والنوافذ والأبواب والمشربيات، تتميز النوافذ والأبواب والمشربيات بعملها على شكل “شبك” لضمان دخول التهوية المناسبة للمنزل.

نقوش وزخارف وعبارات من الثقافة العربية الإسلامية تزين الواجهات في عدن وتزيدها جمالاً، فيكاد لا يخلو منزل من المنازل العدنية القديمة إلا وزينت واجهته بنقوش أنيقة وبسيطة، وبعض المنازل تتخللها الكتابات مثل تاريخ بناء المنزل ومالكه، أو عبارات متعددة مثل “ما شاء الله” “فالله خير حافظاً” “وما توفيقي إلا بالله” وغيرها.

الاهتمام بالمدن القديمة والطرز المتنوعة سيشكل جذباً سياحياً هاماً، إذا استقرت الأمور، لذلك فإن هذه المدن تعتبر كنز بيدنا ومهمتنا الحفاظ عليها لتصل للأجيال القادمة.

 

 

هل وجدت هذه المادة مفيدة؟

اترك تعليقاً

أحدث التعليقات (11)

  1. مقال وصور جميلة يظهر جمال مدينه عدن الساحرة التي لم يلقى موروثها الشعبي الجميل والمميز حقة في الترويج.

  2. اكبر مشكله واجهه مدننا العتيقه هم الناس انفسهم الذين يعيشوا في نفس تلك المدن بسبب عدم وجود ثقافه وادراك لااهميه هذه المنازل فللاسف هناك مواطنيين يقوموا بتدمير هذه المنازل واستخدام احجارها لبناء منازلهم وايضا هناك تقصير كبير ولامبالاة من قبل الدولة لحمايه هذه المدن بشكل يخيل لنا انه متعمد.