“ما يؤلمني في الموت هو ألّا أموت حباً” هكذا عبر ماركيز قبل عدة عقود عن الحب في روايته الواقعية “الحب في زمن الكوليرا”، وها نحن نعيش ألم الحب مجدداً في زمن الكورونا، ربما أهم ما في الحب هو ذلك الخوف مما قد يحصل من فقدٍ مؤلم لمن نحب، فالدهشة التي أصابتنا في قوافل الجثامين المتجهة صوب مقابر مجهولة دون عزاء تقف حجر عثرة عصية على الجغرافيا في أن تجمعنا مع من نحب؛ لأسباب انتقال العدوى من تفشي فيروس يجوب الأرض بحثاً عن ضحاياه.
هنا سيطر واقع التباعد وفرض جدران العزل وحجراته الصحية لكل من يعيش على الكرة الأرضية وتشكلت الأزمات واحدة تلو الأخرى، وإحدى تلك الأزمات اتسمت بطابع رومنسي، فقد عانى الكثير من المحبين من صعوبة اللقاء.. فكيف أثر الفيروس على العلاقات العاطفية في زمن الكورونا؟
نرمين أحمد هي واحدة من فتيات وشباب اليمن الذين يعانون من الحظر والاحترازات الصحية التي فُرضت على الجميع، إما باختيار شخصي أو بقوة القانون بهدف الحد من انتشار الفيروس. تحكي نرمين عن حزنها بسبب عدم قدرتها على لقاء خطيبها وتقول: “عيد الفطر جاء وانتهى ولم يستطيع لؤي أن يأتي لزيارتي وزيارة أهلي، متى سننتهي من كابوس كورونا؟ أول شيء سوف أعمله بعد انقشاع هذه الغيمة السوداء هو الذهاب لرؤيته”.
تضيف نرمين “أشعر بشوق كبير لخطيبي وللتفاصيل الصغيرة والبسيطة التي كانت تجمعني به، كالذهاب للتنزه أنا وهو وعائلاتنا، أو السير معه في الشارع، أو الذهاب معه لتناول الطعام وحتى للتسوق، اشتقت للمفاجآت التي كان يعملها لي كأخذي لمحل الزهور وشراء باقة ورد”.
نرمين ولؤي يحاولان أن يخففا ألم الاشتياق لبعضهما؛ بتواصلهما اليومي عبر الهاتف أو برامج التواصل الاجتماعي أو مكالمات الفيديو التي يقومان بها من وقتٍ لآخر.
الحب في زمن الكورونا قد يكون حرم الكثيرين من اللقاء ببعضهم؛ إلا أن هناك لحظات من الرومانسية والشوق والاهتمام زادت بشكل ملحوظ بين الأحبة، فالحب دائماً ينتصر مهما كانت الظروف، ولكن كفة الجائحة تزداد ثقلاً وفتكاً والسلاح الوحيد الذي سيحمي من نحب هو بالابتعاد عنهم، فما بين غمضة عين وانتباهتها يظهر الكوفيد ويختفي ويبقي أثر الرعب والخوف في وجوهنا.
لذا فلنحافظ على أحبابنا بالتعامل بمبدأ الجميع مصاب وحامل للفيروس؛ لأخذ الحيطة والحذر ويبقى السلام نظر.
مقال جميل