عندما نقع في الحب، تحدث العديد من التغيرات النفسية والجسدية وتترافق معها العديد من الإفرازات الهرمونية التي سوف نتعرف عليها في هذا التقرير.
للحب تأثيرات كبيرة على الإنسان تتخطى حالة تغيير المشاعر، فهو عبارة عن عملية كيميائية حيوية معقدة تحدث داخل دماغ كلاً من الرجل والمرأة.
لكن يبقى السؤال كيف يحدث الحب؟ هل يقتصر على الناحية النفسية فقط أو أن هناك تغيرات فيسيولوجية ترافق المشاعر الرقيقة، وماهي مراحله؟ كيف نشعر بالحب وماذا يحدث داخل جسدك عندما تحب؟ سنجيب على جميع الأسئلة في هذا التقرير.
أثبتت الأبحاث العلمية التي أجريت في هذا الموضوع أن الوقوع في الحب يأتي على شكل ثلاث مراحل، ولكل مرحلة هرمونات خاصة بها من شأنها أن تحدث تغيرات فيسيولوجية ونفسية علينا وهي كالأتي:
-
مرحلة الرغبة
هي المرحلة الأولى في الحب، حيث يقوم الجسد بإفراز هرمونات الأستروجين للمرأة والتستوستيرون للرجل، اللذان يثيران الشعور بالشهوة والرغبة الجنسية في الدماغ.
هذا الأمر يؤدي إلى تعزيز عمل الغدد اللمفاوية المسؤولة عن عمليات تنقية الدم وضخه إلى الأنسجة والخلايا المختلفة من أجل مد الجسم بالطاقة والتخلص من الإجهاد والتعب.
من جهة أخرى عند الوقوع في الحب يتم إغلاق نشاط منطقة التقييم الموجود في مقدمة الدماغ، وهذا ما يفسر عدم تطابق التقييمات العقلانية مع توجه المشاعر والعاطفة نحو شخص ما، وهو ما يعبر عنه في الأمثال الشعبية بـ “الحب الأعمى“.
-
مرحلة الانجذاب
هي المرحلة الثانية من الحب ومن خلالها لا يشغل بال وتفكير الشخص إلا الحبيب.
يحدث ذلك بعد وقت قصير من مقابلة شخص ما نحبه حيث يتم إفراز هرمون الدوبامين، المسمى بهرمون السعادة الذي يدفعك إلى الشعور بالفرح وامتلاك الثقة بالنفس.
وبمجرد إطلاق هذا الهرمون فإنه يؤدي إلى إحداث مجموعة من التغيرات الجسمانية مثل زيادة الطاقة، وبالتالي تقل حاجتنا إلى النوم أو تناول الطعام، حيث نصبح أكثر تركيزاً على الشخص الذي نحبه ونهتم بكل التفاصيل المتعلقة فيه.
وأثبتت الدراسات العلمية أن هناك ثلاث مراحل فرعية لمرحلة الانجذاب تؤدي إلى تغييرات جذرية على شخصية الفرد تسمى أعراض الحب، وسببها الهرمونات، وهي:
-
الأدرينالين
هو هرمون تقوم بإفرازه الغدة الكظرية، حيث يعمل على رفع عدد ضربات القلب مما يعني سرعة ضخ الدم خلال الشرايين التي تتوسع بدورها لاستيعاب ما يأتيها من الدماء لإمداد العضلات والخلايا بالمزيد من الأكسجين.
-
هرمون الدوبامين أو هرمون اللذة
عند الوقوع في الحب يقوم دماغك بإفراز هرمونات معبرة عن اللحظة السعيدة حيث يحمرّ الوجه، وتعرق اليدان، ويخفق القلب.
ومن أبرز الهرمونات هو الدوبامين الذي يقوم بتنشيط المستقبلات والإشارات العصبية، فيشعر المحبوب وهو بين يدي حبيبه بنشاط لا يقاوم وسعادة غامرة لا حدود لها.
-
السيروتونين
هو عبارة عن مواد كيميائية تنتجها الخلايا العصبية، وهي المسؤول الأول عن الشعور بالسعادة والرضا والراحة النفسية، والرغبة الجنسية، ومشاعر الحب والعاطفة عند الإنسان.
لذا كلما انتظمت نسبته.. استقرت في المقابل الحالة المزاجية للإنسان، ولكن الاضطراب في نسبة هذا الهرمون يؤدي إلى الإصابة بالعديد من الأمراض النفسية كالاكتئاب والقلق والتوتر.
-
مرحلة التعلق والارتباط
هذه المرحلة مرتبطة بنوعين من الهرمونات التي تصدر من الجهاز العصبي والمسؤولة عما يسمى بالتعلق الاجتماعي، وهذين النوعين هما:
- هرمون الأوكسيتوسين (هرمون الحب): يجعلنا في حالة سكر عاطفي، ويتم تصنيعه في منطقة ما تحت المهاد في الدماغ ويتم نقله إلى الجسم بواسطة الغدة النخامية.
يزداد لدى النساء أثناء المخاض لمساعدتهم على التأقلم مع أطفالهم، أو يبرز أثناء العلاقة الجنسية، أو العناق مما يزيد من الترابط العاطفي.
- هرمون فازوبريسين: هو هرمون مهم جداً في مرحلة الارتباط، وكلما زاد إفرازه وتواجده لدى الشريك زاد تعلقهم وإخلاصهم لبعضهم البعض.
وأخيراً، يبقى الحب باختلافه وأنواعه من أسمى مشاعر الإنسانية وأرقى الحالات الوجدانية، فبدونه لن تستمر الحياة أو تكون هناك إنسانية بيننا.
المراجع:
Love Is a Chemical Reaction, Scientists Find”،
Chemicals That Make You Feel Love”,
The 3 Stages of Love and Hormones”،.