لا تعلم هدى إسماعيل (24 عاماً)، أن الحالة النفسية السيئة التي رافقتها بعد إعلان حملها الأول، وخلقت لديها رهبة شديدة من الحمل والولادة، هي حالة طبية تدعى التوكوفوبيا وهو مرض نفسي يصيب الكثير من النساء خلال فترات الحمل والولادة، ويصيب المرأة برُهاب شديد خوفاً من آلام الحمل والولادة والخوف على صحتها وعلى جنينها. تقول هدى إن حالة الخوف رافقتها قبل الزواج وكانت ترفض فكرة الزواج بسبب تخيلها وخوفها الشديد من الحمل والولادة، وأنها عندما علمت بأمر الحمل أصابتها رهبة شديدة أثرت على حياتها الزوجية وعلى روتينها اليومي. تقول إنها عندما تحدثت إلى عائلتها بذلك فاعتبروه “دلع بنات آخر زمن”.
كيف يمكنني التفريق بين التوكوفوبيا والقلق الطبيعي؟
تقول هدى إنها لا تستطيع معرفة ما إذا كانت حالة القلق والخوف التي أصابتها طبيعية أو تندرج تحت احتمالية الإصابة بالتوكوفوبيا.
من خلال النقاط التالية يمكننا التنبؤ باحتمالية الإصابة بمرض رهاب الحمل والولادة (التوكوفوبيا) من عدمه، وتتنوع هذه الأعراض على عدة مستويات منها ما هو قبل الحمل أو أثناء الحمل أو عند الولادة، ويمكن سردها كالتالي:
- القلق والاكتئاب من موضوع الحمل والولادة.
- اضطرابات النوم والكوابيس حول موضوع الحمل والولادة.
- نوبات الهلع والخوف الشديد.
- الإصرار على الولادة القيصرية.
- الخوف الشديد من المخاض والإجراءات الطبية.
- الخوف الشديد من موت الجنين أو موت الأم.
لماذا يحصل ذلك؟
الشعور بالقلق والخوف من الحمل أو الولادة في العموم شيء طبيعي يمكن تجاوزه مع الاستماع إلى مجموعة من النصائح أو مع معايشة الأمر، ويتبدد هذا الخوف تدريجياً لدى المرأة الحامل، ولكن هناك مجموعة من المسببات والعوامل الأخرى التي قد تؤدي للإصابة برهاب الحمل، ومنها وجود تاريخ مرضي لدى المرأة أو عائلتها بخصوص القلق والرهاب والاكتئاب، والعوامل النفسية والاجتماعية المرتبطة بالزواج والحمل المبكر والفقر وانعدام الدعم الاجتماعي، إضافة للاستماع إلى قصص مؤلمة من الأصدقاء والمحيط، وعدم الثقة بالممارسات الطبية، والتغيرات الهرمونية التي تصيب المرأة بعدة تأثيرات نفسية.
كيف يمكنني تجنب ذلك؟
تحدث معنا الدكتور جهاد السماوي، معالج واستشاري نفسي بخصوص الإصابة بالتوكوفوبيا، وكيف يمكننا تجنب الإصابة به. يقول السماوي: “الكثير من الأمراض النفسية يصعب قياسها، إلا من خلال الأعراض والتحدث المستمر حول المشكلة. وغالباً ما يتم حل الأمراض بطريقة التشخيص نفسها”. ويضيف: “المرأة بحاجة إلى معرفة أكثر حول الحمل ومراحل الحمل والولادة، وأن تبتعد عن سماع القصص السيئة بخصوص الحمل والولادة. إضافة إلى ضرورة تلقيها الدعم النفسي من عائلتها ومن زوجها، والاستماع إلى قصص الحمل والولادة من والدتها أو من أحد افراد عائلتها”. واعتبر أن: “التوكوفوبيا حالة نفسية بسيطة يمكن علاجها بشكل ذاتي من خلال تقديم الدعم النفسي والوعي بخصوص الحمل والولادة، وزيارة الطبيب المختص بشكل مستمر لمعرفة مستجدات الحمل، ومشاركة المخاوف والمشاعر مع العائلة”.
ما علاج ذلك؟
يقتصر العلاج في حالة الإصابة بالتوكوفوبيا على تلقي الدعم النفسي، ويمكن أن يتم تقديمه تدريجياً من العائلة والمجتمع المحيط بالمرأة، أو الطبيب المتابع للحمل أو من خلال طبيب نفسي إذا لزم الأمر، وفي حالات قد يكون العلاج عبارة عن مضادات للاكتئاب يتم الحصول عليها وفق وصفة طبية.
قبل الإصابة
التوكوفوبيا من الأمراض النفسية البسيطة التي يمكن علاجها حسب مختصين من خلال التوعية وإيجاد الدعم النفسي، وعليه من الصواب أن يتم توعية الفتاة خلال مرحلة المراهقة بكل تفاصيل الحياة الزوجية بما فيها الحمل والولادة وعدم تهويل وتخويف الفتاة في هذا العمر من هذه المرحلة.
وتظل مسألة التوعية والدعم الاجتماعي والنفسي حلاً للكثير من الاختلالات النفسية للمرأة، وخصوصاً فيما يتعلق بالأمراض المصاحبة للحمل و الولادة.
اخاف وارتجف من الحمل واتخيل ان طفلي سيولد غير طبيعي
كيف اتخلص من هذا الخوف