“للنساء القدرة تماماً مثل الرجال في لعب دور الوساطة المجتمعية” تلك هي الأطروحة “المقولة” التي تناظر حولها فريقان من شباب وشابات مدينة تعز خلال مناظرة من سلسلة مناظرات “منصة Talk” التي تقيمها منصتي 30 مع شركاء محليين، وتأتي هذه المرة بالشراكة مع مؤسسة شباب سبأ ضمن مشروع (المرأة، السلام، والأمن) الذي تنفذه منصتي 30 بإشراف من RNW Media، وبتمويل من وزارة الخارجية الهولندية، صباح يوم الاثنين 31 أكتوبر تزامناً مع الذكرى 22 لاعتماد قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1325 لعام 2000 بشأن المرأة والسلام والأمن.
وهذه المناظرة وهي الأولى ضمن مشروع “المرأة، السلام، والأمن” وسبقتها مناظرات عدة نظمتها منصتي 30 ضمن مشاريع سابقة في كل من عدن، صنعاء، حضرموت، تعز، وغيرها.
وفي افتتاح الفعالية قال المسؤول الإعلامي لمؤسسة شباب سبأ، محمد الحريبي: “نحن اليوم في فعالية مناظرة شبابية، وهذا النوع من الفعاليات لا يتناسب غالباً مع الخطابات الرسمية المثقلة بالمرادفات الثقيلة، إلا أنني اليوم أود الحديث عن تجربتنا في مؤسسة شباب سبأ للتنمية، في مجال هو الأهم حالياً لما يمكن أن يتحقق من خلاله في تعزيز السلم المجتمعي على طريق بناء مجتمع مستقر ينعم فيه الشباب والنساء بالسلام والتنمية والتعايش المستدام، وهذه تحديداً هي الرؤية التي نعمل بها وعليها في مؤسسة شباب سبأ للتنمية، فخلال العامين الأخيريين قدنا في مؤسسة شباب سبأ سلسلة من التجارب الهامة في الوساطات التي تقودها النساء، ونحن نفخر باطلاعنا الوثيق بالتجارب الناجحة لنساء عديدات قدنا وساطات مجتمعية ونجحنا في تحقيق أثر إيجابي مستدام لمجتمعهن“.
وفي كلمة “منصتي 30” قال أكرم عادل، ضابط مشروع المرأة السلام والأمن: يسعدنا التواجد معكم اليوم، فهذه المناسبة لكم للنقاش والحوار حول قضية تهم الجميع، كما يصادف اليوم الذكرى 22 لاعتماد أول وثيقة رسمية وقانونية تصدر عن مجلس الأمن حول المرأة والسلام 31 أكتوبر لعام 2000 وهو القرار (1325)، كان ذلك القرار الأول الذي يعترف بدور المرأة القيادي في تحقيق السلام والأمن الدوليين وإسهاماتها في منع النزاعات وبناء وحفظ السلام، على رغم كل الجهود التي تقوم بها النساء في شتى المجالات المختلفة ودورهن الفاعل في عملية السلام والوساطة المجتمعية إلا أن هناك ضعف في تمثيلهن في المفاوضات وعمليات الوساطة، وذلك عائد لعدة عوامل و عراقيل وذلك ما أكدته نتائج استبيان “وساطة المرأة” الذي أطلقته منصتي 30 ضمن حملة و هاشتاج #ادعموا_وساطة_المرأة، فالوضع الحالي في اليمن يحتاج تظافر جميع الجهود، لهذا نحن هنا اليوم لسماع صوت الجميع وتبادل الآراء واحترام وجهات النظر المختلفة في مناظرة شيقة وسيكون لدى الجمهور فرصة المشاركة بالتعبير عن وجهة نظرهم حول القضية، فكما تعودنا في منصتي 30 أن نترك الحكم للجمهور“.
وانقسم المتناظرون إلى فريقين، هما فريق الموالاة ويرتدي اللون الأزرق والذي يؤيد أطروحة المناظرة “للنساء القدرة تماماً مثل الرجال في لعب دور الوساطة المجتمعية”، وفريق المعارضة الذي يرفض هذه المقولة ويرتدي اللون الأحمر.
استمرت المناظرة أكثر من نصف ساعة خاض فيها الفريقان جولات من طرح الخطابات ودحضها، و شاركت لجنة من الحكام في تقييم محتوى المتحدثين و أداءهم و تقنيات التناظر، حيث تشكلت اللجنة من ثلاثة أشخاص هم المحامية معين العبيدي، والمدربة أحلام المقالح، والمحكم الدولي حمزة الترجمي.
وفي تصريح صحفي قال خليل جبارة ـمنسق مشاريع في مؤسسة شباب سبأ”: “المشروع مر بعدة مراحل بدايةً بالتقديم عبر استمارة إلكترونية، حيث تقدم 296 متقدم تم اختيار قائمة قصيرة 20 متقدم، وبعد المقابلة تم اختيار 12 متدرب وفق معايير شفافة، وتم تدريبهم حول المناظرة ولغة الجسد، ومن ثم اختيار فريقي المناظرة، لمناظرة اليوم والتي كانت بحضور جماهيري من مختلف التوجهات”.
قالت أحلام المقالح، ضابطة المشروع في منصتي 30 بمدينة تعز: “بدأ هذا النشاط في مطلع شهر أكتوبر عبر الشريك المنفذ شباب سبأ وهو ضمن أنشطة حملة تقوم بها منصتي 30 لدعم الوساطة المجتمعية للنساء، وفي هذه المناظرة أثبت الفريقان مدى جدارتهما في الطرح والتأطير، وبناء الحجج وهيكلة الدحض و أسئلة الاستجواب، وكان تفاعل الجمهور قوياً و أكثر حماساً من خلال المشاركة”.
وقد شارك الجمهور في التصويت عبر مرحلتي تصويت “قبلي وبعدي” برفع الكرت الأزق للتأييد والأحمر للمعارضة، أولهما كانت قبل بدء التناظر، وثانيهما بعد انتهاء المناظرة، ولم تختلف النتيجة النهائية في المرحلتين لكن النسب اختلفت، حيث حصل فريق المعارضة على 39 صوت مقابل 126 صوت لفريق الموالاة في التصويت القبلي، أما في التصويت البعدي في نهاية المناظرة فقد حصل فريق الموالاة على 85 صوت، مقابل 80 صوت لفريق المعارضة، وبذلك كان للجمهور القرار الفصل في التصويت لصالح فوز فريق الموالاة بفارق 5 أصوات.
قال ياسين سلام أحد المشاركين في فريق الموالاة: “التدريب الذي استمر لمدة خمسة أيام حول المناظرة ولغة الجسد أضاف لي الكثير وتطورت مهاراتي في المناظرة وهيكل المناظرة، والحجج والتفنيد، وآلية البحث و مهارات التحدث وأسئلة الاستجواب، وتعرفت على نموذج مناظرات منصتي 30 فهذه المناظرة تعني لي الكثير فقد تحمست كثيراً لحماس الجمهور وحاولت أن أقنع الجمهور بطريقة مناسبة وحجج قوية، حيث طبقت المهارات التي تعلمتها أثناء التدريب”.
قالت المشاركة في فريق المعارضة هند المجاهد “سعيدة جداً بمشاركتي في هذه المناظرة التي تعتبر أول تجربة لي واكتسبت معارف جديدة، وتعلمنا كيفية التطرق للمواضيع ومناقشة القضايا بطرق مختلفة وجديدة، فقد كان على عاتقنا أن نوصل للجمهور أن الأطروحة التي تناظرنا حولها لا تمثل رأياً شخصياً بقدر ما نتطرق لقضية يختلف عليها كثير من الناس، والوقوف أمام التحديات والصعوبات التي تواجهه النساء، و سُعدت كثير بانطباع الجمهور ولجنة التحكيم بغض النظر عن الفريق الفائز”.
تخللت فعالية المناظرة العديد من الفقرات الغنائية والترفيهية، بينها سكتش مسرحي ناقش قضية الوساطة المجتمعية للمرأة.
كما أقيم على هامش المناظرة معرض للأعمال المتأهلة لمرحلة التصويت في مسابقة #برواز_3، بالتزامن مع الإعلان عن الفائزين بالمسابقة خلال فقرات المناظرة، وإعلان الفائزة في مسابقة #مقالة_الرأي، و الفائز بجائزة استبيان “الوساطة المجتمعية“.
حضر الفعالية عدد من الشخصيات الاعتبارية في مدينة تعز، و مؤثرون، وعدد من عقال الحارات، وأعضاء من منظمات المجتمع المدني، ووسطاء ووسيطات السلام.