الاختطافات والاعتقالات من أكبر الانتهاكات التي ارتكبت منذ اندلاع الحرب باليمن، وفي ظل القصف والدمار والقتل الذي كان واضحًا وجليًا أمام الجميع، لم تتضح قضية المعتقلين والمختطفين بشكل كافٍ، ومعاناة أسرهم في البحث عنهم أو معرفة مصيرهم.. لذلك أولت أمة السلام الحاج اهتمامًا بالغاً بملف المعتقلين في محاولة منها للوصول للمعتقلين والمختطفين ومساعدة أسرهم وتوصيل قضيتهم.
أمة السلام الحاج، رئيسة رابطة أمهات المختطفين، وهي من أبرز الشخصيات النسوية اليمنية العاملة في بناء السلام والتعافي، وتحديدًا في ملف المختطفات/ين والمعتقلات/ين في اليمن، تعرضت أمة السلام للاحتجاز، حيث تم اعتقالها في العام 2015م بصنعاء، بسبب الوقفات التي كانت تنظمها برفقة زملائها للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين وكانت الحاج آنذاك عضو في هيئة الدفاع عن المعتقلين، قبل تأسيسها للرابطة في 2016م، وقد تم محاولة اعتقالها مرة أخرى من قبل جهاز الأمن القومي بصنعاء في العام 2017 لولا فرارها إلى مدينة عدن، واستمرت في العمل لصالح المختطفين والمعتقلين قسراً..
يدٌ تجود
منذ تأسيسيها لرابطة أمهات المختطفين، قدمت الحاج مجموعة من الأعمال التي شملت الدعم النفسي واللوجيستي، والتوعية بالقانون، والتمكين الاقتصادي لأُسر المختطفين والمخفيين قسرًا وذويهم، بالتعاون مع بعض المنظمات، تقول الحاج في حديثها لمنصتي 30: “قدمنا عدة مشاريع في جانب التمكين الاقتصادي لأسر المختطفين حيث تضمن مشروع سابق خمسة عشر أسرة ونعمل الآن على استهداف خمسة عشر أسرة أخرى عبر مشروع آخر، يتم من خلالها تقديم منح مالية وغيرها مما يكفل المختطف بعد خروجه أو يكفل أسرته”.
وتضيف الحاج، “إن المشاريع تنوعت بما يتماشى مع وضع المستهدفين، فهناك من قُدّمت لهم مجموعة من الأغنام لتربيتها والاستفادة منها، وهناك من تعلموا عدة حرف من خلال دورات تدريبية في الخياطة وصناعة المنظفات والهدايا والتحف والشنط وغيرها من المشاريع التي تضمن أن يعيش الناس ويتعايشون بسلام وتعافي”.
كما خصصت الحاج مساحة من جهودها في مجال التعافي للدعم النفسي، حيث قدمت في هذا المجال دورات لسبعين طفل في عدة محافظات منها صنعاء ومأرب، ودورتين في محافظة تعز استهدفت فيها المفرج عنهم، بالإضافة إلى تقديم دعم نفسي وبرنامج للتعافي من الصدمات يستهدف العاملات في الجانب النفسي داخل الرابطة لمَا يطالهن من آثار نفسية سلبية نتيجة التعامل مع الضحايا وسماع قصصهم المؤلمة، حسب قولها.
ولم تقتصر الخدمات في مجال التعافي على الاهتمام بالمفرج عنهم، بل طالت إلى من يقبعون في السجون أيضًا، وفي ذلك توضح الحاج، عملنا بالتعاون مع الجمعيات المختلفة على جمع التبرعات وإدخال الأكل للمسجونين داخل السجون في صنعاء ومأرب وتعز وعدن عبر الاهالي، كما عملنا على توفير الملابس لهم وغيرها من الاحتياجات الأساسية.
وليس هذا فحسب، كما قدمت رابطة أمهات المختطفين برئاسة أمة السلام الحاج، رعاية خاصة للنساء في السجون من خلال التوعية وتوفير ما يلزم السجينات من منظفات وغيرها، لتحقيق التعافي والحفاظ على كرامة هذه الفئة.
بذرةٌ مثمرة
أما عن الأعمال التي قامت بها الحاج في مجال بناء السلام فقد تمثلت في تبصير أُسر المختطفين بكيفية اللجوء إلى القضاء، والاستعانة بالمشايخ، وكيفية التعامل مع الجهات القابضة لهؤلاء الناس أو المنتهكة لحقوق الآخرين، تعليقًا على ذلك تقول الحاج، بدأنا العمل على هذه الرؤية في صنعاء عند بدء جماعة الحوثي باعتقال الناس واختطافهم، وتستطرد، وما زال العمل مستمراً حتى هذه اللحظة ليشمل المختطفين في مختلف محافظات الجمهورية.
وقد ساهمت الحاج في الإفراج عن مئات المختطفين والمخفيين قسرًا، ومساعدة أمهات المختطفين بتنظيم عملهن وعمل وقفات احتجاجية للمطالبة بالإفراج عن أبنائهن المختطفين والمخفيين، وحمل قضية أبنائهن إلى اللقاءات والمؤتمرات.
وفي هذا الجانب شاركت الحاج في الدورة 42 لمجلس حقوق الإنسان في مقر الأمم المتحدة بجنيف؛ للتعريف بقضية المختطفين والمعتقلين والمخفيين قسرًا، وما يتعرضون له من انتهاكات داخل السجون، بالإضافة إلى عقدها عشرات اللقاءات مع مسؤولين محليين ودوليين؛ لمناصرة المختطفين والمعتقلين تعسفاً.
تحديات وعراقيل
واجهت الحاج خلال مسيرتها في العمل الحقوقي والإنساني العديد من التحديات والصعوبات الأمنية، منها تعرضها لانتهاكات تنوعت بين الاعتداء بالضرب والسب، ومحاولة الاعتقال، والملاحقة؛ بسبب الوقفات الاحتجاجية التي تقوم بها في رابطة أمهات المختطفين، كما أنها لن تتمكن من السفر إلى مدينة صنعاء وذلك لاحتمالية تعرضها للاختطاف في أي لحظة من قبل جماعة الحوثي، حسب قولها.
وتضيف، أن عدم توفر حماية للعاملين في مجال حقوق الإنسان أحد أهم العوائق التي تواجه العاملين في هذا المجال ما جعل الكثير منهم لا يقدم على العمل الحقوقي.
وبجانب الصعوبات والتحديات الأمنية، تقول الحاج لمنصتي 30: “نعاني في رابطة أمهات المختطفين من عدم الرد على بعض المشاريع الفعالة من قبل الجهات المانحة”، مضيفةً أن “الدعم الوارد من المنظمات المختلفة لا يأتي إلا لأصحاب المنظمات الكبيرة، أما المنظمات الصغيرة لا تجد ذلك الدعم“.
دوافع
إلى جانب إيمان أمة السلام الحاج بضرورة نصرة المظلوم، وأن تكون قضية المختطفين والمخفيين حاضرة لدى الجميع بما فيهم المجتمع المحلي والدولي، فقد مثّل ما لاقته الحاج خلال تواجدها وعملها في صنعاء من ظلم وملاحقه واعتقال ومحاولة هروب، دافعًا كبيرًا للخوض في المجال الحقوقي والإنساني.
تقول الحاج لمنصتي 30، قضية المختطفين والمخفيين قضية صعبة جدًا، فالشهداء والجرحى على الرغم من مدى ألم قضيتهم الا أن وقعها قد يكون أخف من قضية المختطف الذي يظل في السجون لسنوات إلى أن يخرج مشلولاً أو معذباً، وتستطرد بنبرة حزينة: “المخفي قسرًا الذي لا تعلم أسرته عنه شيء كثير من الأحيان يخرج اما جثة أو بإعاقة دائمة”.
بارك الله فيكم وفي جهودكم الطيبة لنصرة المظلومين والختطفين قسرأ كما نطالب المنظمات الوليه الوقوف إلى جانبكم ومحاكمة كل المجرمين بأانتهاك حقوق الإنسان اين ماكان وعلى راسهم العدو الصهيوني ومايقوم به من اباده بحق أهلنا في غزة لكم التحيه والسلام ♥️♥️
شكرا جزيلا لكم