article comment count is: 0

واقع المرأة في مراكز صنع القرار بمديرية الشمايتين!  

منذ عام 2005م وحتى 2015م، لم يكن هناك سوى امرأة واحدة فقط تشغل منصب إداري في مراكز صناع القرار بمديرية الشمايتين جنوب محافظة تعز، وذلك من بين 33 مكتب إداري وتنفيذي يشغلها الرجال.

أرجع مدير مديرية الشمايتين، عبد العزيز الشيباني، سبب قلة تمكين وإشراك المرأة في المناصب الإدارية بمديرية الشمايتين حتى وقت قريب، إلى عوامل اجتماعية وثقافية، موضحًا بالقول أن الأهالي كانوا يمنعون بناتهم من العمل أو الوصول إلى هذه المناصب، كون متطلبات الوظيفة من خروج وسفر وحضور اجتماعات، تتعارض مع عادات وتقاليد المجتمع.

“لكن مؤخرًا بدأ هناك نوع من التفهم لدى الأهالي، ورغبة جامحة من الموظفة بأن تترقى في السلم الوظيفي، وبالتالي سهلت لنا قضية إصدار القرارات لها في الوظائف القيادية”، يتابع حديثه لمنصتي30.

تحوّل إيجابي

شهدت السنوات التسع الأخيرة زيادة -وإن كانت بسيطة- في عدد النساء اللواتي تم تعيينهن في مناصب إدارية بمديرة الشمايتين، حيث تم تعيين أربع نساء آخرهن اقبال العزعزي والتي تم تعيينها العام الماضي مديرًا لمكتب النظم والمعلومات بالمديرية، بحسب مدير مديرية الشمايتين، عبد العزيز الشيباني.

ويضيف الشيباني في حديثه لـ “منصتي30” أنهم حاليًّا مرشحين امرأة أخرى لإدارة مكتب السياحة في المديرية، مشيرًا إلى أن هناك خطط قائمة لزيادة تمثيل المرأة في المناصب القيادية بالمديرية، موضحًا أن الخطط تتضمن إشراك موظفات المجلس المحلي والمكاتب التنفيذية بدورات تأهيلية في كافة المجالات، بغرض تعزيز القدرات الموجودة لديهن وتمكينهن في المستقبل من شغل وظائف قيادية في المكاتب التنفيذية.

ويؤكد الشيباني العمل يتم على تطبيق استراتيجية التبادل الوظيفي في المديرية لتأهيل المرأة للمناصب القيادية وتعزيز الخبرات الإدارية لديها ومساعدتها في التغلب على الشعور بالخوف من تقلد مناصب في صنع القرار، وذلك من خلال تكليفها بأعمال متعددة ونقلها من مكتب الى آخر كل فترة.

تحديات

مع اشارتها لتوجيهات السلطة المحلية بمديرية الشمايتين نحو إشراك النساء في مراكز صنع القرار توضح مديرة مكتب الثقافة بمديرية الشمايتين هيام التركي أنه مازال هناك احتياج لتعزيز هذه المشاركة وتحسين آلياتها التنفيذية حتى يكون هناك إشراك كامل للمرأة في كافة مجالات صنع القرار.

وتضيف التركي في حديثها لـ “منصتي30″، أن تحقيق هذه المشاركة لن يتم إلا بوجود سياسات واضحة تتبنى تمكينها في مجال صنع القرار بشكل فاعل، وذلك من خلال توفير البيئة الآمنة والمساحة الكافية لصنع القرار، ودعمها بكافة احتياجاتها العلمية والعملية من تأهيل وتطوير لمهاراتها وقدراتها، وتمكينها من الصلاحيات اللازمة، لتجاوز التحديات والصعوبات التي قد تواجهها.

وترى التركي أن من أهم هذه التحديات والصعوبات هو افتقار المرأة في مراكز صنع القرار لتوفير موازنة ونفقات تشغيلية لدعم إدارتها حتى تتمكن من القيام بمهامها وتنفيذ خططها وبرامجها.

من جهتها، تقول مديرة مكتب النظم والمعلومات بمديرية الشمايتين إقبال العزعزي أنها تعاني من نقص في الكادر والتأهيل الوظيفي مما يجبرها على القيام بمهام ليست من اختصاص منصبها، الأمر الذي يشكل عائقًا أمام عملها الإداري، وتشير العزعزي في حديثها لـ “منصتي30” أنه لا يزال هناك نقص في برامج الدعم والتوجيه الخاصة بالنساء مما يجعل من الصعب إيجاد الإرشادات والمساعدة اللازمة للتعامل مع التحديات التي تواجهها.

النصف المنتج

وعن أهمية إشراك النساء في مراكز صنع القرار تقول الناشطة الحقوقية كوكب الذبياني في حديثها لـ “منصتي30“، أن المرأة تعمل مع المجتمع وتعرف أولوياته الصحية والاجتماعية وغيرها، وأجندتها قادمة من أولويات المجتمع نفسه، وبالتالي ترى الذبياني ان اشراك المرأة في صنع القرار ليس فقط حق من حقوقها، بل يعتبر واحدة من أهم أولويات المجتمع لجعله أكثر استقرارًا وقدرة على تلبية متطلبات أفراده.

وترى مديرة مكتب النظم والمعلومات بمديرية الشمايتين، إقبال العزعزي، أن إشراك المرأة في مراكز صنع القرار يُعزز المساواة بين الجنسين من خلال إلغاء التمييز والعقبات التي تواجه المرأة في مختلف المجالات لتحقيق العدالة الاجتماعية)، مضيفة، “أن المرأة نصف المجتمع، وبصوتها وتجاربها قادرة أن تجلب وجهات نظر جديدة ومختلفة تعزز من جودة القرارات المتخذة، مستطردةً، أن وجهات النظر المتنوعة مهمة لتلبية احتياجات جميع فئات المجتمع.

يعزز مدير مديرية الشمايتين، عبد العزيز الشيباني، رأي العزعزي، حيث يقول أن المرأة اليوم تمثل النصف المنتج في المجتمع بعد أن كان ينظر إليها على أنها النصف المعطل، وذلك لمشاركاتها الفاعلة في مختلف القطاعات.

ويشير الشيباني انه بحسب آخر تقييد في جامعات عدن كانت نسبة قبول الشابات حوالي 79٪ والشباب 21٪، والنسب قريبة من جامعة تعز وبعض الجامعات والكليات الخاصة أيضًا، موضحًا ذلك بالقول، “أنه خلال الـ 10 سنوات القادمة سيكون للمرأة الحظ الأوفر في الوظائف القيادية بكافة مستويات القرار في الدولة”.

هل وجدت هذه المادة مفيدة؟

اترك تعليقاً