استبيان | بين الدراسة والهجرة تدور أحلام الشباب الشخصية

إذا كان اكتساب مهارة جديدة وتحسين الوضع المادي الشخصي وتغيير عادة سيئة هي أهم آمال وطموحات الشباب الذين تم استطلاع آراؤهم في استبيان “آمال وطموحات العام الجديد“، أردنا معرفة ما الذي يمكن أن يتغير لو عاد الزمن عاماً إلى الوراء.

سألنا المشاركين في الاستبيان فتنوعت الإجابات بين الدراسة والزواج والهجرة، لكنها تركزت أكثر حول الدراسة، سواء دراسة مساق أو لغة جديدة.

أحد المشاركين كتب “سأسعى بكل جهدي للتعلم أكثر والمذاكرة بشكل أوسع لامتحانات ثالث ثانوي علمي، وأحصل على معدل بنسبة أكثر من 95% وأحصل على منحة للدراسة خارج اليمن”، ومن ذات الفئة العمرية كتب آخر “سوف أجتهد بدراسة ثالث ثانوي لكي أحصل على معدل أفضل من هذه السنة لأني أهملت حقاً وحصلت على 80% وأريد 90% أقل شيء”، بينما كتب مشارك آخر “سأدخل كلية الحقوق بدلاً عن التجارة، وأدافع من خلالها عن حقوق المستضعفين والمواطنين المحرومين والمتأثرين من النزاعات”.

في إطار التعليم أيضاً، ولكن في مستوى مختلف، تمنى أحد المشاركين لو يعود الزمن إلى الوراء من أجل “تغيير تخصصي ولو كنت اجتهدت بشكل أفضل، للحصول على منحة إلى الخارج”، وفي ذات السياق كتب آخر “سأدرس في تخصص غير التخصص الذي درسته”.

على مستوى العلاقات الاجتماعية، أحد المشاركين كتب “سأبحث عن أصدقاء جيدين غير الذين قابلتهم وكانت صحبتهم لي مصلحة فقط”، كما كتب آخر “سأغير بعض الأشخاص الذين دخلوا حياتي وهزوا من ثقتي بمن حولي وأربكوا حياتي وأشعروني أن طيبتي سذاجة مني، وإضافة مجال دراسي لمجال دراستي السابقة والتنويع في المهارات بين مجال الإعلام ومجال الطب”، إحدى المشاركات كتبت “سأغير من الأشخاص الذين أدخلتهم في حياتي وكان دخولهم محبطاً، لا مشجعاً لي في دراستي، سأجتهد أكثر لأصل إلى حلمي بأن أصبح رسامة مشهورة”.

اجتماعياً أيضاً، ولكن في نطاق أضيق كتب مشارك “سأغير عادتي والتي هي خجلي وجبني الزائد، حرمني خجلي وخوفي من تحقيق أشياء كثيرة بينما كانت لدي أكثر من فرصة لتحقيقها”، وفي ذات السياق قال آخر “سأقوم بتأخير وقت زواجي لسنة أخرى حتى أحقق أمنيتي بأن يكون لي بيت مستقل بذاتي”.

الذين تحدثوا عن الهجرة، تمنوا لو أن الزمن يعود إلى الوراء ليتمسكوا بفرص أتيحت لهم، قال أحد المشاركين “سأسمع نصيحة والدتي فلو كنت سمعتها لكنت الآن هاجرت”، وأكد آخر “لو عاد بي الزمان كنت هاجرت من وطني إلى الغربة للعمل بدل تضييع الوقت في الدراسة ولم أحصل على وظيفة بسبب الوساطة والمحسوبية”، وفي ذات السياق ندم أحد المشاركين على قرار ترك الغربة فكتب “لو عدت للوراء عاماً أو عامين لأعدت التفكير في قرار العودة إلى اليمن، لربما فكرت قليلاً في العرض المقدم من الجامعة بالبقاء معيداً فيها، فهناك توجد أمور هامة تنقصني هنا وهي الأمن، الأمان، والحرية، وكذلك إمكانية مواصلة الدراسة أيضاً كنت سأستطيع مواصلة تحقيق بعض الإنجازات كالتي حصلت عليها سابقاً أثناء دراستي للماجستير”.

صحياً، تمنى أحد المشاركين أن يعود الزمن عاماً إلى الوراء من أجل أن “أحافظ علي صحتي أكثر وأستمر في ممارسة النظام الغذائي الذي عملته في السنه 2017 وهي أفضل الأعوام عندي حيث تخلصت من 24 كيلو من وزني الزائد”.

على مستوى العمل قال أحد المشاركين “كنت سأفضل أن أرفض التعاقد مع مؤسسة استغلتني تماماً بسبب ظروف الحرب التي فرضتها علي وعلى جميع المواطنين”.

ولأن الحياة السياسية أثرت على أوضاع الناس ونمط حياتهم، تمنى أحد المشاركين لو عاد الزمن إلى الوراء فقال “لن أقحم نفسي مجدداً في أي صراع سياسي وسأعيش بعيداً عن كل الأطراف، وأمارس هوايتي في التصوير دون انحياز لأي طرف لأن ذلك أنهكني كثيراً، ولم تعد لدي أي رغبة لممارسة شغفي في التصوير وأنا في ذروة شغفي هذا”.

بعض المشاركين كانوا أقل حماساً لعودة الزمن إلى الوراء، فكتب أحدهم “لكنت فعلت ما فعلته بالضبط”، أما أكثر المشاركين الذين تمنوا عودة الزمن إلى الوراء كتب “لن أترك ابنتي تذهب إلى المدرسة، لأنها عادت جثة هامدة، الله يرحمها”.