في ظل الكبت الذي يعيشه اليمنيون جراء تتالي الأزمات وغياب فرص السلام والاستقرار، ظهرت حالات ارتباط على الصعيد الاجتماعي تكبح البؤس الذي يتجرعه أغلبية اليمنيين دون صافرة إنذار.
أمل وحياة
“على أنقاض المدينة نحيا، وبالحب ننتصر“، جملة تحمل معانيها الحياة التي ينشدها البسطاء والسلام الذي يحلم به اليمنيون، قالها حمزة مصطفى المصور والصحفي اليمني عشية إعلان خطوبته بهنادي على أنقاض مدرسة كانت مسرحاً للبؤس طيلة فترة الحرب بين أنصار الله والسلطة الشرعية الممثلة بالرئيس هادي. مدرسة الكشار الواقعة بمديرية مشرعة وحدنان جنوب تعز ليست إلا واحدة من عشرات المدارس التي تعرضت للقصف، أو تحولت لثكنات عسكرية تتبع الفرقاء اليمنيين.
وبإعلان خطوبتهما أظهر حمزة وهنادي تحدياً كبيراً للحرب وسلاماً لقي تفاعلاً وتأييداً جماهيراً عريضاً رغم حالة الحرب التي جسدت صورة سيئة خالية من الروح، روح البشاشة والتعايش والسلام والانتماء للأرض وإنسانها اليمني.
في زمن الحرب حيث يعيش المرء على وقع الرصاص وبين ركام ماتبقى من المنازل حيث تصدع المدافع بين الثانية والأخرى فتنطفى كل…
تم النشر بواسطة Hanady Anam في الاثنين، ١٤ ديسمبر ٢٠٢٠
رغم العادات والتقاليد
إعلان ارتباط كلاً من حمزة وهنادي في مدرسة الكشار هو مؤشر يحمل في طياته روحاً اجتماعية تقول إن الحرب عاجزة عن تفكيك الروابط بين اليمنيين بشكل عام حيث بدأ ذلك جلياً في دعوة حمزة وخطيبته على منصات التواصل الاجتماعي أطراف النزاع بالتوقف عن العبث بحياة اليمنيين.
إلى جانب تلك الدعوة التي أحدثت ضجيجاً بين مؤيد للموقف ومعارض استطاعت هنادي كامرأة يمنية تبحث عن سلام تجاوز ما تعتقد الأخريات أنه عبء على الأسرة أو العادات الضيقة التي ترى أن المرأة لا يحق لها الظهور وإن كان من أجل العيش والسلام.
لِمَ لا؟
لم يكن حدثاً اعتيادياً إعلان خطوبة في مكان دمرته الحرب، وخاصة في مجتمع مايزال محافظاً، الأمر الذي أثار حفيظة البعض من رواد التواصل إلى جانب البرلماني من حزب التجمع اليمني للإصلاح (خطيب مسجد النور) عبد الله العديني، وجاء ذلك في خطاب معمم له كردة فعل حادة تزامنت مع انتشار صور مشهد إعلان الارتباط والتهاني على المواقع الإلكترونية، جاء في سياق محاضرة معنونة بـ”الإسلام والمرأة”، استنكر فيها ظهور المرأة المخطوبة مزينة أمام الناس في الشارع ومشاركة صورتها على مواقع التواصل، الأمر الذي يعتبره دياثة، مبرراً ذلك بالدين إلى جانب العادات والتقاليد اليمنية.
وجاء في السياق أيضا أن تعز تشهد هجمة أخلاقية من قبل شابين -لم يذكر اسميهما- ومسؤولين في دوائر حكومية ضمن الهجمة إلى جانب حالة النزاع الراهنة، معبراً عن أسفه تجاه ناشطة -لم يذكر اسمها- أيضاً عبرت عن تأييدها للمشهد كونه يمثل انتصاراً حد قوله، محملاً الأمر السلطة المحلية بتعز.
بسم الله
من يشجع السفهاء والسفيهات الذين يقيمون حفلات الخطوبة في الشارع فهو سفيه وديوث ووقحتم النشر بواسطة عبدالله أحمد علي العديني في الثلاثاء، ١٥ ديسمبر ٢٠٢٠
تهانٍ
وبالتوازي أبهج المشهد ذاته الكثير من النشطاء والأصدقاء بينهم شخصيات بارزة في المشهد الثقافي بتعز وفي اليمن بشكل عام، وهو يمثل تضامناً بحد ذاته لفكرة السلام والمطالبة بوقف الاقتتال بين اليمنيين.
عبدالخالق سيف مدير عام مكتب الثقافة بتعز، كتب بصفحته على فيس بوك، مهنئاً الاثنين، ومشيداً بما قاما به من تطبيع للحياة.
أعتقد أن العام2021 قد بدأ جميلا مشرقا قبل أوانه من هذه القصة الجميلة وتفاصيلها المطرزة بالبهاء والسعادة
وهذا ما أُسعِدت…تم النشر بواسطة Abdulkhaleq Saif في الخميس، ١٧ ديسمبر ٢٠٢٠
وكتبت الصحفية سامية الأغبري: “وسط الخراب هذا الجمال.. القريبان من القلب حمزة وهنادي، سنصعد من على أنقاض البلاد وسنبنيها من جديد، لقلبيكما كل الفرح والسعادة“.
فيما قال الشاعر محمد الشميري: “كنت متردداً جداً في زيارة تعز، بسبب الصور والأخبار القاتمة التي نرى ونسمع، لكنني قريباً سأكون هناك،حيث المسكة التي تحفظ البلاد. مبارك عليك حمزة وعلى هنادي عقد المحبة والقران، دام حبكما، ودامت مدينة المشاقر رغم كل الدمار!”.
وسائل إعلامية محلية ودولية نشرت عن الشابين أبرزها DW والجزيرة كحال يستحق الوقوف عليه، كونه يعزز السلام المجتمعي ويطالب الحرب بالتوقف، فعلى مدى سنوات ست أنهكت الحرب طاقات اليمنيين وآمالهم بعودة حميدة للحياة الكريمة والمستقرة، وفاقمت أوضاعهم الاقتصادية والسياسية خلاف المضاعفات المأساوية التي خلفتها على الصعيد الإجتماعي في عموم اليمن، البلد الذي يشهد نزاعات بينية معقدة اتسعت رقعتها بتزايد الأطراف المحلية والأقليمية في نواحي مختلفة منها.
نشكر الله على العافيه التي وهبنا بها . ونشكركم على اضهار المصاعب التي يتحملها المواطن اليمني وا انا كمواطن يمني نفتخر بكم على جهودكم في توعيتنا ونلاحظ ان لديكم فريق يمتلك حدس كبير يحكي لنا الواقع . ويحفز المواطن على التوعيه وفهم الحياه والتعامل معها .وشكرآ🙂
المهنه