تكمن التنشئة الأسرية السليمة في تعزيز القيم الإيجابية لدى الذكور في العائلة والمجتمع في كيفية التعامل مع نظيراتهم من الإناث منذ سن الطفولة.
فالطفل الذي ينشأ في بيئة تحثه على حب أخته واحترامها ومساندتها، سيغدو رجلاً يقدر وجود المرأة ويعمل على مساواتها بالرجل والوقوف ضد أي ظلم تتعرض له.
وأنت برأيك، هل للتنشئة الأسرية أهمية في صنع مفهوم الرجولية الإيجابية؟
هل وجدت هذه المادة مفيدة؟
إن االهتمام بتنشئة الطفل هو اهتمام بالتنمية احلقيقية واملستقبل؛ وتشكل الثقافة
التي يكتسبها األطفال محدداً لسلوكهم املستقبلي ونسبة جناحهم وأدائهم، فالطفل بفطرته
مهيأ الستقبال خبرات منوه واستيعابها من الواقع اإلنساني، واالجتماعي والثقافي، وفي
حالة مستمرة من االستجابة النشطة ملثيرات منوه وارتقائه. فالطفل ال تتحقق له إنسانيته
املنشودة إال إذا كان مشاركاً نشطاً في صميم عملية أنسنته ووفقاً لقوانني منوه بوصفه
منظومة مفتوحة قابلة للتعلم وللتغير. ومن ثم فإن مشاركة الطفل في تشكيل هويته هو حق
طبيعي، وحتقيق لوجوده املرتقب كقوة للذات وللمجتمع. والطفولة بإمكاناتها الكامنة من
الذكاء واإلبداع والقابلية للتعلم والنمو، مكون حيوي وجوهري في املجتمع وضمان أكيد
لتحقيق جودة احلياة. لذا من املهم إتاحة الفرص لألطفال في التصريح عما في مكنونهم
بخصوص املوضوعات التي يعيشونها؛ وهو ما يتطلب نظاماً يسمح لألطفال بتكوين آرائهم
والتعبير عنها في ضوء احترامهم لكل فئات املجتمع وقيمه ومصاحله العامة. ألن املشاركة
احتياج وحق لكل إنسان، وضرورية لتحويل اإلنسان من معتمد على من حوله إلى مستقل
ومعتمد على نفسه، ثم إلى متعاون مع اآلخرين.
تم