منى لقمان سفيرة السلام
article comment count is: 0

«منى لقمان».. سفيرة السلام في زمن الحرب

على الرغم من تهميش دور المرأة واستبعادها من العمل السياسي في اليمن، إلا أنها أبت إلا أن تكون حاضرة بكافة الأنشطة والمجالات، ولم تستطع الحرب التي تشارف على بلوغ عامها التاسع أن تخمد أصوات النساء الداعية للسلام، ولا النيل من عزيمتهن في سبيل تحقيق السلام، وخدمة الإنسانية التي أهدرتها الحرب في بلدهن.

لم تستطع الحرب التي تشارف على بلوغ عامها التاسع في اليمن أن تخمد أصوات السلام في أعماق المنادين به ولا النيل من عزيمة النساء اللواتي وهبن حياتهن وجهودهن لخدمة الإنسانية المهدورة في بلدهن اليمن.

الناشطة منى لقمان نموذج فريد للمرأة اليمنية التي أسهمت بشكل مباشر في إيجاد مساحة فعلية للمرأة اليمنية في عملية صناعة السلام، وممارسة دور الوسيط في النزاعات المجتمعية والسياسية على مستوى محافظة تعز.

منى لقمان مؤسِسَة ورئيسة مؤسسة الغذاء من أجل الإنسانية، وواحدة من أهم المشاركات في تأسيس شبكة التضامن النسوية في اليمن، كما تشغل حالياً منصب مستشارة الجندر والشمولية في مركز جنيف لحوكمة وإصلاح قطاع الأمن (ديكاف)، إضافة إلى كونها عضواً في التحالف النسائي العالمي للقيادة الأمنية (WASL)، تمتلك منى خبرة طويلة في تصميم وتنفيذ وإدارة برامج التنمية والخدمات مع المنظمات المانحة الدولية في العديد من المحافظات. جابت منى المحافل الدولية للمطالبة بإنهاء الحرب في اليمن وإشراك المرأة في صناعة السلام.

البدايات

في بواكير الحرب كانت منى تعمل مستشارة لمحافظ تعز السابق شوقي أحمد هائل وتنشط في الجانب الاجتماعي كثيراً، ومع اندلاع المعارك بين الفرقاء السياسيين ومغادرة غالبية المسؤولين وقيادة السلطة المحلية للمحافظة، وقفت منى رفقة جملة من الشباب في وجه الرصاص والقصف لإنقاذ الأشخاص العالقين بين خطوط النار، ثم أسست رفقة عدد من المتطوعات شبكة (مؤسسة الغذاء من أجل الإنسانية) في العام 2015، والتي تهتم بتقديم المساعدات الإنسانية للأشخاص الأكثر تضرراً من الحرب خصوصاً في مناطق تعز والحديدة وصنعاء، كما تركز على تعزيز القيم المدنية والمواطنة الخيرة والمسؤولة وخاصة بين الشباب.

تساهم برامج المؤسسة في خلق فرص لمشاريع صغيرة في المجتمع، وحماية الشباب من الدخول في المعارك، ومواجهة خطاب الكراهية، وتعزيز القدرات لخلق التغيير المجتمعي الإيجابي.

الوساطة المجتمعية وصناعة السلام

في العام الثالث من اندلاع الحرب في البلاد لعبت لقمان دوراً محورياً في حل نزاع مسلح على موارد المياه بين مجموعات قبلية في منطقة الحيمتين شمال محافظة تعز، وتمكنت برفقة نشطاء ومتعاونين من إنهاء النزاع وإقناع أطرافه بتوقيع اتفاقية سلام محلية تشكل بموجبها مجلساً لمنع النزاعات المائية في المستقبل.

كما كان لها دور مهم رفقة العديد من صانعات السلام وبعض القبائل المحلية، بالإفراج عن 600 أسير من أسرى الحرب، عندما فشلت مفاوضات الأمم المتحدة من خلال عملها مع أمهات المختطفين وتنظيم حملات دولية تضغط لإطلاق سراح السجناء، ساعدت منى لقمان في إطلاق سراح 450 مختطفاً لدى أطراف الصراع.

إضافة إلى دورها في التوسط لإجلاء الأطفال والنساء المحاصرين في مناطق الاشتباكات بين أطراف الصراع، كما ساهمت أنشطتها الإنسانية في فتح الممرات الإنسانية لإدخال المستلزمات الغذائية والطبية لمدينة تعز، منذ ما يسبق عودة الخدمات الحكومية أو تواجد المنظمات الدولية الإنسانية، وفقاً لحديثها لشبكة المجتمع المدني العالمية (ICAN).

جائزة السلام الدولية

ساهمت لقمان في تأسيس شبكة التضامن النسوي في اليمن التي تعمل كآلية لسماع الأصوات النسوية في عمليات التفاوض وتوفير الحماية للمرأة، وتقديم الدعم اللازم لصانعات السلام في اليمن، كما تتبنى الشبكة الدعوة لضمان إيجاد آليات لحماية حقوق المرأة والدفاع عنها.

في العام 2019 حصلت لقمان على جائزة السلام الدولية الثامنة للشابات نظير جهودها الإنسانية في خدمة المتضررين من الحرب، ونضالها المستميت ضد تهميش المرأة ومحاولات إسقاط حقوقها في المشاركة السياسية والاجتماعية.

وفي مطلع أكتوبر الجاري، تأهلت لقمان ضمن 6 ناشطات على مستوى العالم، إلى المرحلة النهائية لجائزة المرأة لبناة السلام التي ينظمها معهد الولايات المتحدة للسلام (USIP).

عاشت منى فصول الحرب بين قصف طال ربوع البلاد، بما في ذلك جزء من منزلها الذي هدمته الغارات العسكرية، ونزوح قسري وويلات لا تحصى، ومازالت تحمل مشروعها الذي آمنت به (السلام) ومازال نشاطها الإنساني قائماً في مناطق اهتمامها حتى اللحظة، لتصبح اليوم واحدة من أيقونات السلام وأبطاله على المستويين المحلي والعالمي.

هل وجدت هذه المادة مفيدة؟

اترك تعليقاً