في عمل دؤوب سعت، الصحفيات اليمنيات، خلال السنوات الأخيرة الماضية، ومنذ بزوغ الخطر الأول لقضايا الابتزاز الإلكتروني، إلى إنتاج مواد إعلامية تنوعت بين المكتوبة والمرئية من شأنها الحد من الظاهرة، ومواجهة القضية، ودعم الضحايا..
خلال تصفح العشرينية حنان الأهدل ـطالبة سنة رابعة كلية التجارة والاقتصادـ برنامج الفيس بوك، قرأت واطلعت على كثير من المواد الإعلامية التي أعدتها “صحفيات”، والتي تتحدث عن الابتزاز الإلكتروني، وطرق المبتز للإيقاع بضحيته.
تقول الأهدل لمنصتي30: استفدت كثيراً من المواد الصحفية وأكثر ما لفت انتباهي أن هناك معلومات نجهل عنها نحن الفتيات، مثل تطبيق واتس عمر وبرنامج السناب شات، وما فيهن من ثغرات ممكن يستفيد منها المبتز، أيضاً الروابط مجهولة المصدر، ومعلومات كثيره لولا وجود هذه المواد ما عرفتها وكنت ربما أصبحت ضحيه مبتز”.
نقلت حنان -كما تقول- الاستفادة إلى الفتيات من حولها في محاولة منها إلى مساعدتهن في حماية خصوصياتهن، والحد من ظاهرة الابتزاز وخطرها على النساء بالتحديد.
الصحفيات ورفع الوعي
لا شك أن أي ظاهرة سلبية في المجتمع، تتصدر لها الحملات التوعوية والمواد الإعلامية المتنوعة عبر جنودها الخفية “الصحفيات” سواءً كانت مقالات، تحقيقات أو فيديوهات، تساهم بشكل كبير في إيصال الرسالة الهادفة إلى جمهور واسع من الناس، والأهم رفع الوعي بالقضية، مثلما الحال مع قضايا الابتزاز الإلكتروني وفق حديث الخبير الرقمي والمهندس فهمي الباحث.
يقول الباحث في حديثة لمنصتي 30، غياب القانون والجهات المختصة التي يمكن أن تمثل جهة ردع قوية للمبتزين المجرمين، سببت في انتشار ظاهرة الابتزاز، لكن الحقيقة الإيجابية التي لمستها كمختص أمن رقمي، وبحكم عملي في قضايا الابتزاز منذ سنوات، ان التوعية والمواد الإعلامية التي قمن بها الصحفيات، كانت وما زالت الوسيلة الأقوى والأبرز في مكافحة والحد من الجريمة”.
يؤكد الباحث أن نسبة الوعي زادت بنسبة كبيره لدى النساء بالتحديد كونهن الحلقة المستهدفة في الابتزاز، سواءً كان الوعي في الحفاظ على الخصوصية في وسائل التواصل الاجتماعي، أو حماية الحسابات وتوثيقها، عدم إرسال بيانات شخصية، أو من خلال معرفة كيفية تأمين الحسابات بأفضل ممارسات السلامة الرقمية.
كل المواد الإعلامية التي تم نشرها وتداولها بشكل كبير، والتي ركزت على الكثير من السيناريوهات في قضايا الابتزاز، خلقت الكثير من الوعي والانتباه، فكلما واجهت الضحية أي من هذه الأساليب تذكرَت المادة الإعلامية او التحقيق الذي قرأته من قبل وتنتبه انها قد ترتكب خطأ يضعها في المكان الخطأ وهذا هو الهدف. يضيف الخبير الرقمي فهمي الباحث.
ما يعلق في الذهن
تقول ساره فهد 31عاماً -خريجة حاسوب- انها قرأت قبل سنوات مادة صحفية عن طرق المبتزين وحيلهم في الإيقاع بضحاياهم، وعلق في ذهنها ما قرأته إلى اليوم.
تلفت سارة لمنصتي 30، أنها محاطة بالكثير من الفتيات صغيرات السن من يملكن حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، بيد أنهن لا يملكن الخلفية الكاملة حول كيفية حماية أنفسهن من مخاطر المبتزين وطرقهم، مؤكدة أنها على مدى سنوات وفي كل فرصة تقوم بإعادة النصائح التي وجدتها في المادة الصحفية إلى الفتيات.
حملات وتوعية
شاركت منصة هودج التي تقودها صحفيات، حملة مكثفة تحت هاشتاج –لا تفتجعيش– بالاشتراك مع عدد من المؤسسات الإعلامية والمنصات، كان هدف الحملة هو الدفاع عن حقوق النساء وإعادة الثقة فيهن، وتنبيه الأهل إلى ضرورة أن يكونوا هم جسر الحماية الأول لبناتهم، بالإضافة إلى إنشاء وحدة مكافحة الجرائم الإلكترونية. وفق حديث مديرة الموقع مروى العريقي.
تقول الصحفية مروى لمنصتي 30: سعينا في الحملة التي قادتها بالدرجة الأولى صحفيات يمنيات الى رفع الوعي الرقمي لدى الفتيات و ضرورة اختيار تطبيقات آمنة، عدم مشاركة كلمة المرور الخاصة بالحسابات، مع الحذر من فتح الروابط مجهولة المصدر.
من وجهة نظر العريقي، فإن هذه الحملات من شأنها التخفيف من جرائم الابتزاز الإلكتروني، كما أنها مدت الفتيات بالكثير من المعلومات، وأهمها سهولة الحصول على مساعدة ومساندة من قبل مختصين وخبراء ومتطوعين أمن رقمي.
تفيد، أن الحملة لاقت رواجاً واسعاً، وانتشار كبير من قبل الجمهور المستخدم، بالإضافة إلى تلقي منصة هودج بجنودها الخفية (الصحفيات)، ردود أفعال إيجابية من قبل مؤسسات اجنبية.
“أستطيع القول إن قضايا الابتزاز الإلكتروني في اليمن تندرج تحت مسمى جرائم الشرف، كونهما خرجتا من مشكاة واحدة، طرف ضعيف يُلقى عليه اللوم بسبب أو بدون سبب، وطرف قوي استطاع أن يعيش من هذه القضايا وتحول الابتزاز لديه إلى مصدر دخل. تضيف مروى العريقي.
وتتابع: “في حالات كثيرة لا يتم سماع الضحية، فالضحية أو الناجية من هذه القضايا لا تجد قانون ينصفها ولا أسرة تحتويها، لذا أرى أن دور وسائل الإعلام ودور الصحفيات خصوصاً -كونهن جزء من هذا المجتمع- في تنبيه الرأي العام وتوعيته دور مهم وبارز، الصحفيات هن “صوت المرأة والمدافع الأول عن حقها”.
زمالة الأمن الرقمي
حصلت الصحفية شيماء القرشي، على زمالة الأمن الرقمي التي نفذها مركز الإعلام الثقافي لعدد من الصحفيات اليمنيات في 2022م، هذا التدريب مكن شيماء -كما تقول- من الإلمام بكافة الجوانب المتعلقة بالأمن الرقمي والابتزاز الإلكتروني، وإعداد تقارير صحفية حوله.
تقول القرشي لمنصتي 30: “خلال الانتهاء من الزمالة أنشأت منصة باركود، وهي منصة متخصصة في تقديم الدعم القانوني والرقمي للفتيات وضحايا الابتزاز، كذلك التوعية، الحماية وغيره من الخدمات.
حصد مشروع الصحفية شيماء على الترتيب الثاني ضمن أفضل مشاريع الأمن الرقمي في اليمن والذي ضم قرابه 20 مشروعاً، وتضيف: “المنصة كانت مخصصة للنساء وأي شخص تعرض لجرائم الأمن الرقمي، قدمت كوني صحفية ومحامية أبضاً الدعم للنساء وعملت على توعيتهن، للحد من مخاطر الوقوع في يد المبتزين، شمل المشروع عموم المحافظات بالإضافة إلى ربطهن بخبراء تقنية وأمن رقمي”.