الصحفيات اليمنيات تمثيل نقابي
article comment count is: 0

الصحفيات اليمنيات.. تمثيل نقابي ضعيف وحماية منعدمة!

“قبل سنتين كنت أعمل على تقرير صحفي، وذهبت لإجراء مقابلة في إحدى المنظمات فتعرضت لموقف حيث طلب  المدير بطافتي التي تثبت أني صحفية بأسلوب التهديد -كون التقرير حقوقي- ومن حينها تجنبت العمل الميداني وأنفذ المقابلات عن بعد تجنباً للزيارات الميدانية” تقول الصحفية سهير عبد الجبار في حديثها لمنصتي 30.

وتعاني سهير والصحفيات اليمنيات -سيما المستقلات- في الحركة الميدانية؛ لفقدهن الحماية النقابية والقانونية؛ حيث يتحملن مسؤولية كبيرة في طرح قضايا المرأة والمساهمة في حل مشاكلها وتعزيز دورها في المجتمع.

ويفتقدن لحماية النقابة الواردة في المادة الثانية من الأسس والأهداف التي تنص على “حماية الصحفيين من أية إجراءات تعسفية ومنع أي اضطهاد قد يتعرضون له بسبب الرأي أو لأي سبب آخر يتصل بممارسة المهنة” ووفقا للمادة (3) بشروط العضوية “لا تنطبق صفة الصحفي إلا على الحاصلين على عضوية نقابة الصحفيين اليمنيين“.

 متطلبات تعجيزية

يتطلب الحصول على عضوية نقابة الصحفيين اليمنين توفير عديد من الوثائق، أبرزها خطاب من جهة العمل؛ ويعرقل هذا الطلب الالتحاق بالنقابة للصحفيين المستقلين ويزداد الأمر سوءاً للصحفيات كونهن يفضلن العمل المستقل لالتزامهن بالعمل المنزلي وواجبات الأمومة.

توضح سهير: “كنت أطمح لنيل عضوية النقابة لكن شرط شهادة من جهة العمل مثل عائقاً لي كوني صحفية مستقلة لا أستطيع توفير هذا المتطلب، وكأن النقابة لا تعلم أنه هناك صحافين مستقلين، أو غير مهتمة لذلك”.

 فرص ضائعة

تصف نقابة الصحافيين اليمنيين رسالتها بأنها “تعمل على الدفاع عن حقوق الصحفيين وحرية الرأي والتعبير، ورفع مستوى وقدرات الأعضاء المنتمين للنقابة وتقديم الخدمات والتسهيلات المختلفة للصحفيين”. شرط الانتماء وقف حاجز أمام الصحفيات اليمنيات وحرمهن من فرص تدريب خارج البلد، كما قصت الصحفية أمل وحيش لمنصتي 30: “في 2019 كانت لدي فرصة لحضور برنامج تدريبي خارجي -أبان أزمة الجوازات- وعندما تقدمت بطلب لاستخراج جواز سفر طلب مني ورقة رسمية من نقابة الصحفيين تؤكد ضرورة سفري وهو ما حرمني من فرصة السفر كوني لم أكن عضوة في النقابة”.

وترى أمل أن عدم الحصول على عضوية النقابة حرمها من الفرص التدريبية التي يتلقاها أعضاء النقابة من جهات دولية، وتساهم في رفع مستوى الصحفيين مهنياً وتطور مهاراتهم.

تقول الدكتورة صباح الخيشني لمنصتي 30 وهي أستاذة قسم الصحافة كلية الإعلام بجامعة صنعاء: “تؤثر عضوية النقابة بالنسبة للصحفيات من حيث الفرص والعمل الميداني، فعلى سبيل المثال إذا كانت هناك منح وفرص تدريب، بالتأكيد ستكون الأولوية لمنتسبي النقابة، كما تؤثر عضوية الصحفيات في النقابة، في دعم الأصوات النسائية الصحفية ودعم قضاياهن، والتأثير في الانتخابات أيضاً واختيار الزملاء والزميلات القادرين على العمل لصالح الأعضاء سواءً صحفيين وصحفيات.

قلق وظيفي 

تعد الصحفيات الأكثر تعرضاً للتشهير والابتزاز بغية تكميم أفواههن عن القضايا الحقوقية سيما المتعلقة بالمرأة لاعتبارات دينية وقبلية، وافتقارهن لجهة تحميهن وتقدم الدعم القانوني والنفسي قد يؤدي لترك أعمالهن الصحفية، وفي ظل اشتراط نقابة الصحفيين تقديم خطاب من جهة عمل يحرمهن من الانتماء لها.

تتمنى أمل وحيش أن تكون هناك نقابة موحدة وشروط عضوية سهلة غير معقدة بحيث يستطيع الصحفي والصحفية الاحتماء بجهة قادرة على التحدث بلسانه وحماية حقوقه، أما سهير ترى أن كونها صحفية مستقلة يصعب من حصولها على عضوية النقابة، وهذا يؤثر على عملها الميداني خوفاً من طلب  بطاقة أو وثيقة تثبت بأنها صحفية، وتختم “قد أتعرض للاعتقال كوني منتحلة صفة صحفية وأتحاسب قانونياً وقد يحكم عليا بالحبس”.

تمثيل نقابي لا يذكر

لا يتجاوز عدد الصحفيات المنتميات لنقابة الصحفيين اليمنيين 170 صحفية من بين 1500 صحفية، موجودة على الساحة الإعلامية أي بنسبة لا تزيد عن 11 % من المنتسبين للنقابة، تمثلهن مرأة واحدة في مجلس النقابة التي ينتمي إليها 2500 صحفي وصحفية وفقاً لدراسة الدكتورة نوال الحزورة.

توضح هذه الأرقام فجوة وخللاً كبيراً في العمل النقابي الإعلامي، تعود جذورها إلى التمييز بحق المرأة في العمل والسلم الاجتماعي في اليمن عموماً؛ لكن تتضاعف معاناة الصحفيات في مهنة يفترض أن تكون مناصرة للمرأة.

في حديثه مع منصتي 30 قال عضو مجلس النقابة نبيل الأسيدي: “دائماً تمثل المرأة في التدريب والتأهيل والحضور النسوي والإعلامي للصحفيات يعني ما يقارب 25% من عدد الحاضرين في كثير من الفعاليات وهناك اهتمام بالجانب النسائي؛ لكن مع الصراع تعتبر الصحفيات الأكثر تضرراً من نتائجها”.

ويضيف الأسدي: “لا توجد إحصائية في اليمن، لكن قد يكون تقريباً 20 في المئة من الصحفيات اليمنيات منتميات للنقابة، تمثلهن فاطمة مطهر رئيسة لجنة النشاط وهي المرأة الوحيدة في مجلس النقابة”.

 

هل وجدت هذه المادة مفيدة؟

اترك تعليقاً